محمد تاج الدين احمد الحلو: أعلن إستقالتي عن العمل في حكومة الإقليم، وأسجل إدانة صريحة للإنتكاس الذي حدث بالإصطفاف مع الحرب.

449

إستقالة سارية

السيد/ مني اركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، السيد الدكتور/ محمد عيسى عليو نائب الحاكم، السادة المستشارين و الوزراء والزملاء جميعاً بحكومة الإقليم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

عملنا معاً بجد ومثابرة في ظل حكومة الإقليم تطبيقاً لإتقاقية جوبا للسلام في السودان، ولمسنا منكم جدية وإيمان بأهمية السلام في السودان، والعبور بإقليم دارفور الى فضاءات السلام والاستقرار والإزدهار، كان عملاً مضنياً وسط تحديات شائكة تحيط بالإقليم المنكوب، كل من موقعه ومهامه إستطعنا أن نسهم بإيجاب وجلد في دفع عجلة السلام وتنسيق جهود حكومات الولايات للسلام والتنمية ودفع أجندة الإنتقال في السودان .

السيد الموقر حاكم الاقليم:

عندما تداعت قوى الردة والشر لإشعال الحرب في السودان للعودة بالبلاد الى الوراء عكس عجلة الزمن والتاريخ ورغية جموع السوادنيين كان المؤمل أن تضطلع حركات الكفاح المسلح وحكومة الإقليم بدور طليعي في التوسط لإنهاء الأزمة وإيقاف الحرب، هذه الحرب العبثية ذات الكلفة الفادحة على بلادنا ومستقبلها، وهي اشد حروب السودان ضراوة فعلت بنا ما لم يفعله بنا الأعداء على مر تاريخنا الملئ بالدم والدموع.

الحركات المسلحة و حكومة الإقليم كانت مؤهلة تماما لتقريب الهوة وتجسير الحل الوطني، صوت العقل والحكمة والاعتدال في ظل هذا البؤس والكساد في الساحة السودانية.

وقد إلتزمت حركات الكفاح الحياد الإيجابي وتشكيل قوة مشتركة لتأمين القوافل التجارية وتأمين المدنيين، أدت القوة دور مشرف في تأمين حركة التبادل التجاري ووصول المساعدات الإنسانية.. ولكن حدثت الإنتكاسة بخروج حاكم الإقليم وبعض حركات الكفاح المسلح عن الحياد الإيجابي، والإنخراط في القتال كطرف في الحرب عوضاً عن التوسط بين اطراف النزاع الدائر، والوقوف في موقف الحياد وتأمين دارفور عبر القوة المشتركة، هذا الموقف أثر بشكل مباشر على إقليم دارفور، وأثر بشكل سلبي على ادوار القوة المشتركة بخروجها عن الحياد، واندلع القتال حوالي مدينة الفاشر، واضيرت مناطق وقرى حول المدينة، ودارت اليوم معارك طاحنة في مدينة مليط بين أبناء الإقليم .. هذا التطور المقلق ينسف كل جهودنا السابقة للعمل معا للعبور بدارفور الى مرافي السلام والإزدهار .

السيد الحاكم ،السادة الزملاء بحكومة الإقليم:

هذه التطورات المتلاحقة تنسف كل الجهود التي قمنا بها في حكومة الإقليم، وتتعارض مع المبادئ والقيم الشخصية التي أومن بها واتبناها في الحياة، وهذا الإصطفاف يعقد المشهد ويكرس للحرب ويضاعف من معانات أهل دارفور، وبالتالي فإن الإستمرار والعمل في حكومة الإقليم يجافي صدقية المبادئ وفي ذلك إستهانة مفرطة بالسلام والإستقرار وإهدار لحق أهل دارفور في العيش بسلام.

إزاء هذه التطورات المؤسفة وإتساقا مع القيم والمبادئ التي أؤمن بها، وإنسجاماً مع مطالب وتطلعات الشعب السوداني عموما وأهل دارفور خصوصاً أعلن إستقالتي عن العمل في حكومة الإقليم، وبهذا الموقف أسجل إدانة صريحة للإنتكاس الذي حدث بالإصطفاف مع الحرب، وتعد هذه الإستقالة رفضاً للحرب.

ختاما:

جزيل الشكر والتقدير والثناء المستحق للسيد/ مني اركو مناوي حاكم الاقليم، والسيد نائب الحاكم للثقة التي حظيت بها، والدعم والمساندة التي وجدتهما للقيام بمهامي.

زملائي الكرام من المستشارين، والوزراء والخبراء، والمدراء، والموظفين والعمال ضربوا المثال الرائع في التفاني والإخلاص والعمل معاً كفريق، العمل معكم تجربة ثرية اضافت لي الكثير واستلهمت منها الدروس والعبر، والأمل ان نلتقي مجددا في فضاءات أرحب لخدمة بلادنا في ظلال السلام والإزدهار .

 

 

*محمد تاج الدين احمد الحلو*

*منسق حكومة الإقليم بالعاصمة*

الأحد 14/4/2024

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *