التحالفات السياسية وصيرورة الفشل .. هل ستكون “تقدم” نموذجاً جديداً لإعادة إنتاج الأزمات .؟
التحالفات السياسية وصيرورة الفشل .. هل ستكون “تقدم” نموذجاً جديداً لإعادة إنتاج الأزمات .؟
- نجم الدين دريسة ..
ثمة اشارت استفهامية تطل برأسها علي الفضاء السياسي والاجتماعي في السودان بعد حرب أبريل وتفرض نفسها بقوة هي هل ينشأ مشروع مدني يعيد السودان لمنصة التأسيس وبالتالي تخلق عقد اجتماعي جديد متفق ومتراضي عليه… ام ان عملية اعادة تدوير التحالفات والتكتلات السياسية التاريخية النخبوية الرافضة للتغيير الجذري وإعادة بناء الدولة تظل تتسيد المشهد كما حدث في التجارب السابقة والتي لم تبارح محطات الفشل وبالتالي العجز في معالجة الازمات المستوطنة.
تجارب التكوينات السياسية والعمل الجبهوي كثيرة جدا نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر تجربة الجبهة الوطنية وجبهة الهيئات والتجمع الوطني الديمقراطي وقوي الاجماع الوطني نداء السودان وقوي الحرية والتغيير وغيرها من التجمعات السياسية والمدنية في فترات المعارضة والإنتقال … للاسف جلها كانت تعاني من خلل بنيوي وضعف واهتراء فكري وسياسي حيث ظل هذه الحالات في صيرورة تؤكد تآمر العقلية المركزية الطفيلية واستغلال الاختلالات المفاهيمية التي كانت تعاني من المجتمعات الريفية بسبب التهميش والتغييب المتعمد لقوي الريف السوداني في كل هوامش السودان ولا سيما الاحزمة الرعوية التي ظلت تفرخ ابناءها للخدمة في الرتب الدنيا فيما يعرف بالجيش السوداني الموروث من المستعمر وإحتكار الرتب للقيادية للنخب المركزية علاوة علي وظائف الخدمة المدنية (الافندية) الذين يتم ابتعاثهم لكل اطراف السودان لقيادة الحكم في المستويات الاقليمية والمحلية لادارة شؤونها تحويل الرسوم والاتاوات من جمارك وضرائب للحكومة الاتحادية والتي هي في حقيقتها قبضة مركزية تستنزف الموارد والمقدرات لصالح النخب في الخرطوم .. وبالتالي ظلت لم يشهد السودان حتي لحظة كتابة هذه السطور حكم فدرالي حقيقي .. بل حكم إحتكاري لصالح فئات محددة .
هذه الحرب مؤكد ان ستمضي في إتجاه تحطيم الحلقة الجنهمية التحالفات والتراص التاريخية للمكونات النخبوية وكسر حالة الاستأثار التي التاريخي بالقرار السياسي بسبب الخلخة التي احدثتها قوات الدعم السريع المنحدرة من الحزام الرعوي لما ظل يعرف بالجيش السوداني والذي كان هو بمثابة أداة لتطويع تركيع كل الهوامش عبر القمع التاريخي والصورة الزائفة عن انه جيش قومي .. هذا المشهد الذي فرض نفسه بقوة ماض نحو تفكيك عقلية التحالفات … وهذا ما يضع تنسيقية القوي الديمقراطية والمدنية (تقدم) أمام تحديات هي الي اي مدي تستطيع التعاطي مع التساؤلات التي انطرحت في مستهل الحديث .. في تقديري لا زالت هذه الكتلة لم تبارح المحطات القديمة .. رغم المحاولات النظرية والحديث دوما عن توسيع المواعين والابتعاد عن الاقصاء والعمل علي اشراك كل المجتمعات وفقا لمعايير تراعي الثقل السكاني للمجتمعات السوداني لكن تجد تحالفهم المصغر الذي خرج عن المؤتمر التحضيري افتقر لهذا المعيار وهذا ما يقدح قدرتهم علي تحقيق تجاوز التفكير الانغلاقي الانكفائي ويظل التحدي الكبير الذي يواجه تقدم هو المؤتمر التأسيسي المزمع انعقاده في قادم هل يؤسس لتجمع سياسي ينعتق من ادواء الماضى وينطلق نحو آفاق جديدة تؤسس للمشروع المدني .. هذا ما سننظره وان غدا لناظره قريب.
*العودة لمنصة التأسيس*
*تأسيس جيش قومي موحد*