إتهامات للجيش بالاعتداء على المواطنين بمنطقة خور الدليب.
دبنقا: بلو نيوز الإخبارية-
شهدت منطقة خور الدليب في ولاية جنوب كردفان في الفترة من 8 إلى 14 أبريل أحداثا أمنية متواترة دفعت مواطني المنطقة إلى النزوح بأعداد كبيرة إلى مناطق الفيض ورشاد وأمبرميطة هربا من الملاحقة. وتعاني منطقة خور الدليب الواقعة إلى الجنوب الغربي من محلية رشاد من انقطاع تام للاتصالات الأمر الذي يحول دون الحصول على المعلومات بشكل منتظم وفي وقت حدوثها.
قتال على موتر:
تتبع خور الدليب إداريا لمحلية أبوكرشولا الواقعة على بعد 51 كيلومتر إلى الشمال وعلى بعد 5 كيلومتر غرب منطقة الفيض أم عبد الله. راديو دبنقا حصل على شهادات من المنطقة سمحت بإعادة رسم صورة الأحداث التي شهدتها خور دليب في الفترة من 8 إلى 14 أبريل الحالي.
وحسب روايات الشهود فإن القوة المسلحة الوحيدة في المنطقة تتبع للقوات المسلحة وتتمركز في حامية خور الدليب، بينما لا توجد أي قوى مسلحة أخرى في المنطقة. في مساء يوم 8 أبريل، خرجت قوة مكونة من 4 أشخاص من حامية خور الدليب واتجهت نحو النادي الذي يقع في منطقة السوق ويبعد عن الحامية بمسافة لا تتجاوز 300 مترا. طلبت عناصر القوة العسكرية من أحد المواطنين المتواجدين في النادي تسليم دراجته النارية (موتر). ورفض المواطن الانصياع لطلب الجنود الذين لم يترددوا في إطلاق النار عليه وأردوه قتيلا. ورد أحد أقارب القتيل بإطلاق النار على عناصر القوات المسلحة الأمر الذي تسبب في مقتل جندي وإصابة إثنين منهم.
بعد ذلك تجمع المواطنون وحملوا جثماني القتيلين والمصابين وتوجهوا بهم نحو حامية الجيش، ووجه المواطنون بإطلاق نار من جهة الحامية أدى إلى إصابة كل من يونس بره (57 عام) وداؤود بره (45 عام). وتلا ذلك قيام عناصر القوات المسلحة بإطلاق نيران أسلحتهم على الحي الشرقي. وأعقب ذلك عمليات قصف مدفعي من حامية الفيض ما أدى إلى مقتل المواطن محمد الفضل (92 عام) وحفيده إسحق موسى دفع الله (51 عام) محترقين داخل منزلهم جراء القصف المدفعي.
هجوم متجدد:
في صبيحة 9 أبريل، وصلت قوة من الجيش إلى المنطقة وقامت بنهب سوق خور الدليب بالكامل وبدأت في مطاردة وملاحقة المواطنين على أسس إثنية ما أدى لمقتل الفاتح إسماعيل بقاري (60 عاما) في منهل المياه حيث يتم سقي البهائم. في يوم 14 أبريل، وجدت المواطنة فاطمة طبق (44 عام) مقتولة في حرم معسكر القوات المسلحة، وبعد ذلك بيومين، أي في 16 أبريل، وجدت المواطنة رجاء على نورين مقتولة في منطقة الجناين التي تبعد بحوالي 500 متر جنوب الحامية.
وحمل المواطنون الجيش مسؤولية عمليات القتل والنزوح القسري للسكان من المنطقة والتي يؤكدون بأن القوة المسلحة الوحيدة المتواجدة فيها هي حامية خور الدليب. وطالب المواطنون بتوفير الحماية لهم ليعودوا إلى منازلهم وأن توقف القوات المسلحة اعتداءاتها غير المبررة على المدنيين.
وقد سعى راديو دبنقا للتواصل مع قيادة القوات المسلحة في منطقة خور الدليب لسماع روايتهم، إلا أن صعوبة الاتصالات في المنطقة حالت دون التواصل معهم.
بالمقابل، قدمت مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية في تقريرها الأسبوعي رواية مختلفة عن هذه الأحداث. وذكرت أن يومي 8 و 9 أبريل شهدا حدوث اشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بقرية خور الدليب. وبحسب الفرق الميدانية للمنظمة، فإن الاشتباكات تسببت في نزوح ما يقارب 310 أسرة وأن الأوضاع في المنطقة ما زالت متوترة.
لكن مواطنو المنطقة نفوا أي تواجد لقوات الدعم السريع في هذه المنطقة وأن أقرب نقاط تمركز معروفة لقوات الدعم السريع في جنوب كردفان تتواجد في هبيلا والعباسية.