صالح عمار: شبكات منظمة تعمل على تأجيج الصراعات في الشرق .!!

187
صالح عمار؛ والي كسلا السابق، والمتحدث بإسم تحالف القوى المدنية لشرق السودان.

 

  • أهل شرق السودان تجاوزوا الصراعات ويسيرون في الاتجاه الصحيح والدليل على ذلك رد فعلهم إزاء التصريحات…!!

 

  • الولايات الشرقية بها مليون نازح والسلطات هجرت بعضهم قسرياً…!!

 

  • مؤتمر (تقدم) في آواخر مايو ونعمل على تمثيل كل السودانيين…!!

دبنقا: بلو نيوز الإخبارية-

أجرى الحوار – أشرف عبد العزيز

اكتسب شرق السودان أهمية خلال الحرب التي تدور رحاها في السودان بين الجيش والدعم السريع منذ الخامس عشر أبريل 2023، فالشرق هو المنطقة الآمنة التي لجأ إليها كثير من السودانيين بما فيهم قائد الجيش وأعضاء حكومة الأمر الواقع.

في الأيام الماضية أثار تصريح لمدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات بولاية كسلا بدر الدين عبد الحكم للإذاعة السودانية اللغط واسعاً لما ورد فيه من عبارات وألفاظ مجانفة كرست لخطاب الكراهية والعنصرية.

خلف هذا الخطاب ردود فعل واسعة ورفع من وتيرة الاتهامات لقيادة الحركة الاسلامية بمحاولة لتفجير الشرق، وفي هذا الإطار وموضوعات أخرى متعلقة بقضايا شرق السودان التقى (راديو دبنقا) بالناطق الرسمي للتحالف المدني لشرق السودان الأستاذ صالح عمار وهو والي ولاية كسلا السابق في عهد الحكومة الانتقالية.

في البداية مرحباً بالأستاذ صالح عمار في هذه المقابلة الخاصة مع (راديو دبنقا):

التحية لمستمعي (راديو دبنقا)، واستغل هذه السانحة للترحم على روح فقيد والشرق والسودان السيد الناظر محمد طاهر أحمد حسين فعلى روحه السلام لكل المجهودات التي بذلها من أجل السلام والتوافق في الإقليم. وكذلك الرحمة والمغفرة لكل قياداتنا الذين رحلوا في الفترة السابقة، ومن ضمنهم العمدة أحمد أركان.

أستاذ صالح عمار، في الأيام الماضية أثار حديث مدير جهاز الأمن السابق بولاية كسلا بدر الدين عبد الحكم للإذاعة السودانية الجدل واسعاً، حيث تعرض فيه بشكل مباشر لبعض الشخصيات وطعن في سودانيتهم ومن ضمنهم أنت، في تقديرك ما تأثير ذلك على المجتمع في الولايات الشرقية في السودان؟

حديث اللواء هو ليس بالأمر الجديد، بل امتداد لسياسات عملية نفذها في شرق السودان وفي كسلا تحديداً في مرحلة ما بعد التغيير، وهو تعبير عن تيار موجود داخل الأجهزة، وهو حديث غير معزول وغير فردي، فنفس هذا اللواء مع شبكات أخرى تسببوا في كل الصراعات والنزاعات التي حدثت في ولاية كسلا وفي ولايات الشرق عموماً في الفترة من 2019 وحتى 2021م، هم متورطون تماماً ومسؤولون عن ما جرى، وهذا اللواء تحديداً تم عزله من موقعه بعد تعديه لكل الخطوط الحمراء، واختلاقه لصراعات مع الأجهزة النظيرة ليه.

لكن يبدو أنه لم يقرأ التغيير الذي حدث في الإقليم وفي كل السودان، لذلك ووجه حديثه بإدانة واسعة من كل السودانيين ومن كل القوى الأهلية والمدنية في شرق السودان، وهو ما يوضح أن أهل الشرق تجاوزوا تماماً الأوضاع التي كانوا فيها خلال السنين الماضية، وأنهم خطوا خطوات كبيرة، وعقدوا مصالحات اجتماعية عديدة.

هل تعتقد أن هذا التيار الذي ينتمي له اللواء ما زال فاعلاً ويواصل مخططاته بذات الدوافع السابقة، ويستطيع زرع الفتنة بين المكونات الاجتماعية في الشرق؟

-التيار الذي ذكرته قوته كانت تعتمد على القوة الأمنية والعسكرية وهو بالطبع الآن أضعف مما كان عليه من قبل، فقد حدثت متغيرات يعلمها الجميع وأكبرها الحرب، التي غيرت موازين القوى وجعلت القادة العسكريين يرحلوا للشرق، ولذلك لا أرى ان هذا التيار له مصلحة الآن في تعكير الأجواء في شرق السودان، وفي اختلاق نزاعات أهلية، انا لا اعتقد ان كثيرا من قادة الأجهزة الأمنية لهم مصلحة في خلق هذا الصراع.

بالرغم من الالتفاف الواسع والكبير لكثير من السودانيين، في مواجهة خطاب الكراهية وهذه التصريحات، وكذلك تبرؤ جهاز الأمن منها بشكل كامل، وأيضاً اعتذار الإذاعة السودانية عن ذلك، على الرغم من كل ذلك هنالك أيضاً تصريحات للناظر ترك وآخرين من داخل المجتمع الشرقي ذات أبعاد أكبر فيما يتعلق بتجاوز هذه الأزمة؟

كما اسلفت الشرق خطا خطوات بعيدة نحو المصالحات ونحو الاستقرار، والآن الجميع بالشرق على قناعة بالسلام وأهمية السلام، لأن الناس جربت الحرب، وانا اعتقد الآن كل الأطراف ليس لها مصلحة من إشعال الشرق، ونحن من جانبنا ندعم كل المصالحات، حتى المصالحات التي أتت من أطراف نحن على خلاف معها، لأن هدفنا الاستراتيجي هو السلام.

على ضوء ما ذكرت، من الواضح الجهود المبذولة لتوحيد أهل الشرق أهلية وسط غياب واضح للقوى المدنية التي تمثلونها، أين أنتم من هذا الحراك الكبير والواسع في الشرق؟

القوى المدنية غيابها ليس كاملاً، وإنما هي تعمل في محطات أخرى، القوى المدنية منذ العام 2019 تعرضت لاختبار كبير وعسير، بسبب النزاعات الاجتماعية والأهلية في الشرق، والتي كانت مدعومة بكل إمكانات الدولة في تلك المرحلة، وبالتالي حصل ارتباك للقوى المدنية. أيضاً معلوم إن تحليل وأداء الحكومة المدنية للوضع في الإقليم لم يكن بالمستوى المطلوب، بالتالي القوى المدنية تأثرت بما حدث في المرحلة الانتقالية.

ولكن في الاتجاه الآخر كلنا شاهدنا القوى المدنية في شرق السودان في الكثير من المناسبات أثبتت إنها قوية.. منذ أيام حراك ثورة ديسمبر وما بعد ديسمبر، وفي مقاومة انقلاب 25 أكتوبر أيضاً القوى المدنية في كل شرق السودان خرجت في مظاهرات ضخمة وأثبتت أنها موجودة.

بعد الحرب وجهت القوى المدنية كل مجهودها للعمل في القضايا الإنسانية وهي كذلك موجودة في المشهد السياسي فهناك عدد من التنظيمات المدنية والسياسية في شرق السودان قياداتها موجودة في المشهد، لكن التضييق على العمل السياسي في الشرق يمنع قادة القوى المدنية من الظهور وتناول القضايا بالشكل الواضح، بالتالي جزء كبير من الحراك انتقل لمن هم خارج السودان بسبب التضييق الموجود في الداخل.

حذرت القوى المدنية في الشرق من حملات اعتقالات طالت الناشطين في المجتمع المدني هل ما زالت الأوضاع تشهد تعسفاً من قبل الأجهزة الأمنية تجاه الفاعلين السياسيين؟

بالطبع هنالك حملات تضييق واسعة جداً من أجهزة الدولة منذ الانقلاب في 25 أكتوبر 2021، وتفاقم بعد حرب الخامس عشر من ابريل، والآن القوى المدنية والسياسية لا تستطيع ممارسة أنشطتها في الشرق، ولجأ الكثير منها للعمل الإنساني كما سبق وذكرت.

هنالك حملات اعتقالات مستمرة، المنطقة الأكثر تعرضاً للانتهاكات هي ولاية القضارف، هنالك حملة شرسة على الناشطين في العمل الإنساني بها، ويمكن ان نذكر بعض أسماء المعتقلين (الأستاذ وليد محمد الريح، زياد محمد عبد الله، أيمن الحريري، عارف عبد الله، حسين ادريس)، كل هؤلاء شباب ناشطين في العمل الإنساني، ومؤسسين لغرف الطوارئ وكل أهل القضارف يعرفون انهم يعملون في العمل الإنساني ولكن الآن الأجهزة الأمنية تعتقلهم بدون أي أسباب.

ولايات الشرق تتحمل العبء الأكبر من النازحين خاصةً وأن فيها ولايات كانت تستضيف لاجئين من دول أخرى، هل يمكن أن تصف لنا وفق الاحصائيات حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء النازحون؟

مدن الشرق لأنها آمنة حتى الآن وبسبب وجود معابر حدودية بينها وبين عدد من دول الإقليم والمنطقة كأثيوبيا واريتريا ومصر، وأيضاً بسبب وجود الموانئ على البحر الأحمر، ومطار بورتسودان، أصبحت قبلة لملايين من السودانيين، المهاجرين والباحثين عن الامان.

آخر الإحصائيات لشهر مارس من منظمات دولية موثوقة تقول إنه هنالك مليون نازح في ولايات شرق السودان الثلاث، (نصف مليون في ولاية القضارف، ونصف المليون الآخرين موزعين على ولايتين هما كسلا والبحر الأحمر).

اذا اخذنا ولاية القضارف كمثال، احصائيات المنظمات الدولية تقول إن 82% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و44% منهم في أوضاع صحية سيئة، و23% يواجهون مصاعب في الحصول على المياه، وهذه الإحصائيات ليست ببعيدة عن ولايتي كسلا والبحر الأحمر، ورغم ذلك تستمر السلطة في وضع عوائق في طريق عمل المنظمات الدولية وأيضاً أمام المجهود الشعبي الذي أسهم كثيراً.

بصفتك عضوا في المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، ما هو الأجل المحدد لقيام مؤتمر تقدم؟

تنسيقية تقدم تعمل في اتجاهين، الاتجاه الأول توحيد القوى المدنية والاتجاه الثاني هو وقف الحرب وإحلال السلام في الاستقرار للسودان. وفي سبيل ذلك قامت بجهود كبيرة مبذولة في أجهزة الإعلام وطرحت خارطة طريق لكل الأطراف والتقت بجزء من أطراف الحرب وتتطلع للقاء الأطراف الأخرى، وأيضاً لديها تواصل مع كل القوى الإقليمية والدولية ذات الصلة بملف السودان.

فيما يتعلق بتوحيد القوى المدنية، (تقدم) انخرطت في حوارات واسعة مع كل القوى المدنية التي تشارك (تقدم) في أهدافها، وهما هدفان أساسيان، الهدف الأول وقف الحرب، والهدف الثاني هو استعادة مسار الدولة المدنية. تقدم تتجه الآن نحو إكمال ترتيباتها لانعقاد مؤتمرها التأسيسي، والذي يتوقع أن يكون في نهاية شهر مايو، وسيحضره قطاع واسع من السودانيين بكل تنوعهم السياسي والاجتماعي والمدني، وتنظيمات الشباب والنساء والنازحين والرعاة والمزارعين وكل القطاعات الفاعلة في المجتمع السوداني.

على الرغم من حديثك عن رغبة (تقدم) في المشاركة الواسعة التي تضمن تمثيل كل السودانيين، لكن واضح حتى الآن القوى المدنية غير موحدة؟

القوى المدنية في السودان تعبر عن الملايين وهو ما شهدناه في ثورة ديسمبر، الملايين من السودانيين خرجوا ضد نظام البشير وشاركوا بفعالية في الثورة، وأيضاً خرجوا في مقاومة الانقلاب، وبالتالي يمكن اعتبار كل هؤلاء جمهور القوى المدنية في السودان، وليس من السهل توحيد الملايين من الفاعلين والناشطين أو حتى القوى الممثلة ليهم، (دي مهمة كبيرة) أنا أفتكر إن القوى المدنية بأجمعها موحدة في هدفين، وهما إيقاف الحرب والدولة المدنية، وهو حد أدنى أفتكر كافي جداً.

انكماش بعض القوى عن (تقدم) يعود لتماهيها مع الدعم السريع وأنها تمثل جناحها السياسي؟

-هذه واحدة من الأكاذيب التي يرددها مراراً وتكراراً إعلام النظام البائد ويطرق عليها بقوة، وهي مستمدة من نظرية أكذب أكذب حتى يصدقك الآخرون.

مواقف (تقدم) معلنة ومبذولة في الإعلام، نحن ضد الحرب، ولسنا جزء من طرفيها، وأدنَّا انتهاكات الطرفين في عدد من البيانات الصحفية، موجودة في الاعلام وانتم كجهة مهنية معروفة يمكن أن تجدوها بكل سهولة.

نحن رؤيتنا واضحة وجلية، نحن مع وقف الحرب ومع السلام، ومتواصلين مع الطرفين، وهو تواصل معلن في الإعلام، ليس هنالك تواصلاً سرياً، وهو تواصل مقيد ومحدد بهدف وقف الحرب. وبالتالي أي اتهامات لتقدم بأنها تقف مع أحد طرفي الحرب هي مجرد أكاذيب لا سند لها.

هنالك حديث للناطق الرسمي باسم تقدم الدكتور بكري الجاك، بأن المفاوضات من المفترض ان تستأنف في جدة خلال اسبوعين، في تقديرك هل ستكون الجولة القادمة جولة ناجحة؟

كل الشعب السوداني والمجتمع الإقليمي والدولي الآن يطالب الطرفين بالتوجه لطاولة المفاوضات، الشعب السوداني عانى ما عانى، أكثر من عشرة ملايين نازح، وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى ونحن في تنسيقية تقدم ندعم هذا التوجه وسنعمل على تشجيع الطرفين للتوجه إلى المفاوضات.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *