يوسف فضل يكتب: أسباب إنهيار العملة السودانية أمام الدولار .!!

714
الأستاذ يوسف فضل فرج.

 

“الأستاذ يوسف فضل فرج ..

أسباب إنهيار العملة السودانية أمام الدولار .!!”

مع اعتبار الاختلالات الهيكلية للاقتصادي السوداني والضعف البنيوي للانظمة المالية والنقديه قبل الحرب وعدم اندماجها مع اقتصاديات الدول المتقدمة بفعل العزلة الدولية وقانون الإرهاب الذي فرض عقوبات اقتصادية علي السودان لاكثر من ثلاث عقود طيلة عهد الإنقاذ التي قايضت وجودها بافتعال حروب وصراعات اقليمية ومحلية انتهت بفصل الجنوب جزء عزيز من الوطن وكان اكبر مخزون للبترول ومعول للموارد الاقتصادية الزراعية الهامة كالثروة الحوانية والغابية.

وعلي الرغم من محاولة حكومة حمدوك بعد الثورة في وضع السودان في (التراك Track) الصحيح للاقتصاد برفع العقوبات الاقتصادية ومحاربة الفساد والاجتهاد في اعادة التوازن الاقتصادي وسعر الصرف وربط المؤسسات المالية والنقديه السودانية بالمؤسسات الدولية الا ان انقلاب ٢٥اكتوبر كان الترس الذي حطم كل امال الشعب السوداني ونتيجته جاءت حرب ١٥ ابريل التي ساهمت في دمار شامل للبنيات التحتية المهترئة بالأساس.

فعليه عندما نتحدث عن الاقتصاد وانهيار العملة لابد اخذ المعطيات السابقة بالاضافة للحرب واحدة من اكبر اسباب الانهيار الاقتصادي وذلك لانعدام الامن هروب المستثمرين وهروب رؤوس الاموال كل ذلك سبب طبيعي يؤدي لانخفاض العملة و يذهب طرديا مع انهيار المؤسسات القومية الممسكة للبلد في مقدمتها الجيش السوداني الذي ظل محتكر ٨٠% من ميزانية الدولة لعقود تدار خارج الحلقة الاقتصادية المعهودة ولم تنعكس علي جنوده او السودان بمنافع او وفورات اقتصادية مما تسبب في بؤس الحياة بالنسبة للمواطن وحرب ابريل التي تسببت في غياب الدولة واحلال الفوضي بدل الامن.

رغم التضخم قبل الحرب حيث كان الدولار مقابل الجنيه حوالي ٦٣جنية مقابل الدولار ولكن بعد الحرب وصل لهبوط متسارع حتي اصبح ١٨٥ اي بزيادة ٣٠٠% خلال سنة.

لان هذة الحرب تفردت من دون الحروب السابقة في تاريخ السودان بإنهاء حرب شاملة اندلعت في عاصمة البلاد لذلك الدمار كان أكبر شمول.

ليس علي الإنسان وحدة من قتل وتشريد، وانما علي البنية التحتية والاقتصادية والاجتماعية وكل المؤسسات المركزية والشركات وأضرار كبيرة اخري شملت قطاع المصارف.

بناء عليه انهيار الجنية وتلاشي قوته الشرائية شي طبيعي بعد الحرب التي لم يتبقي فيها من إيرادات سوي رسوم جوازات عبور المواطنيين الذين هجروا الوطن قسرا ومافضل من سكان اصبح نازح غير منتج في معسكرات أو القري النائية يتسول.

العيش وحد الكفاف هذا مع مؤشرات طباعة العملة من قبل جنرالات بورتسودان لمقابلة فاتورة الحرب ودفع اجور الملايش المحاربة ،المستنفرين والحركات التي انضمت لصف الحرب مع الجيش

هذا بالاضافة لشراء الدولار لدفع نفقات العتاد العسكري من مسيرات وذخائر.

وهو مايعرف بالاستدانة دون تغطية ايضا التحويلات للخارج وذلك بشراء المواطن وبعض النافذين في بورتسودان الدولار حفاظا علي أموالهم.

من اسباب انهيار الجنية هو انعدام الافق لوقف الحرب وديمومتها بل الهتاف لها اصبح وطنية مكان النداء للسلام اصبح جريمة ضد الوطن وتوقفت جميع الحياة الانتاجية والصادرات الاولية عدا انتاج الملايش وشراء معدات الحرب والذمم حتي وزير المالية لديه ملايش يصرف عليها مع ملايش المستنفرين والبراء.

نعم سينهار الجنية السوداني وقد يصل ال٢٥٠ اذا لم تقف الحرب وربما يصبح عملة غير مبرئة للزمة كما هو في حالة زمبابوي والاخطر فقدان الوطن نفسه.

ليس هنالك اقتصاد مع الحرب و حرامية فاسدين ليس لهم شي غير الضرائب ورسوم ،الجبايات وتسول الهبات من الدول والمنظمات العالمية.

لم ينهار الجنينة وحده بل انهارت قبلة الدولة والاخطر قيم واخلاق الشعب السوداني التي وصلت قطع الرؤ.وس ونبش الاحشاء .. اي جنيه يصمد امام كل هذة الاهوال.

حفظ الله السودان

ولا للحرب

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *