شنت هجوماً على المملكة .. هل تنجح غرف النظام البائد الإعلامية في نسف مفاوضات جدة؟

151

راينو: بلو نيوز الإخبارية-

خلال الأيام الماضية برزت على منصات التواصل الاجتماعي ما يشبه حملة منظمة ضد المملكة العربية السُّعُودية من عدد من المنصات والكتاب والناشطين المحسوبين على الحركة الإسلامية. وحاولت وزارة الخارجية السودانية تلافي الأزمة والتوترات التي حدثت نتيجة هذه الحملة الإعلامية، وأصدرت بياناً أعلنت فيه رفضها لما ورد في وسائط التواصل الاجتماعي، مما وصفته بالإساءات البالغة للقيادة السُّعُودية، وباللغة التي لا تشبه ما عرف به الشعب السوداني.

الموقف الرسمي:

وقالت وزارة الخارجية السودانية إنها “تابعت كتابات وتعليقات لكُتاب أعمدة وناشطين سودانيين في الوسائط الاجتماعية تتناول العلاقات السودانية السُّعُودية، بما لا يعبر عن حقيقة موقف الحكومة والشعب تجاه قيادة وشعب المملكة، ولغة لا تشبه ما عرف به الشعب السوداني من تهذيب واحترام لأشقائه، خاصة أصحاب السمو والفخامة والمعالي، ملوك وأمراء وقيادات الدول الشقيقة”.

عرقلة إنهاء الحرب:

من جانبه قال الصحفي والمحلل السياسي “محمد سعيد” لـ”راينو” أن دوافع حملة الهجوم على المملكة العربية السُّعُودية محاولة لهدم المعبد على الجميع باعتبار أن السُّعُودية تمثل آخر ورقة لنسف منبر جَدَّة التي يسعى لوقف الحرب بمجهودات سُعُودية أمريكية.

واعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي طاهر المعتصم أن منبر جَدَّة هو المعني بهذا الهجوم، لقطع الطريق أمام وقف الحرب بهذا الخطاب غير المسؤول وقصر نظر ممن يقودون هذا الهجوم الذي وجد الشجب والإدانة من السودانيين أنفسهم، وأشار المعتصم في حديث لـ”راينو” إلى أن بيان وزارة الخارجية السودانية الذي صدر قبل يومين وشجب وأدان كُتاب محسوبين على الصحافة والإعلام في تناول شأن المملكة العربية السُّعُودية كان واضحاً جداً، خاصة الذين يتخفون وراء ستار ويهاجمون المملكة بطريقة بذيئة، وقال:(هذا الأمر يعيدنا إلى التسعينيات من القرن الماضي ولما كانت تقدمه إذاعة أم درمان عبر المقدم “يونس محمود” في حديث الصباح، الذي يكيل السباب لدول الجوار خاصة المملكة العربية السُّعُودية، وتوجيه اتهامات باطلة ثبت عدم جديتها).

ولفت المعتصم إلى أن المملكة العربية السُّعُودية كانت قد ساعدت في إخراج الرئيس المعزول عندما أصدرت نيابة جَنُوب إفريقيا قراراً بتوقيفه وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، وقال إن المملكة العربية السُّعُودية ومنذ بداية الحرب سعت في جهود كبيرة لقيام منبر جَدَّة، وبذلت كل الجهود الممكنة لعدم انزلاق البلاد لما وصلت إليه الآن. ولكن شأن كل من يريد استمرار الحرب وشأن من يريد أن يعود لمقاعد السلطة من المحسوبين على تيارات النظام السابق، سخروا الميديا لإطلاق الاتهامات ضد المملكة العربية.

ويرى المعتصم إن ما تقوم به واجهات النظام السابق يضر بالأمن القومي للسودان نفسه، بحسابات الحدود والأعداد الضخمة من أبناء السودان المقيمين في السُّعُودية لسنوات طويلة، بجانب من يذهبون في زيارات ومواسم الحج والعمرة، والذين لا يجدون منها سوى الترحاب، وكرم الضيافة والأخلاق.

من هم؟:

ظل السؤال الدائر في أذهان الكثيرين عمن يقف خلف دعايات الحرب ويسوقها اعلاميا ولصالح من؟ سؤالاً جوهرياً حائراً يبحث عن إجابات. وطبقا للوقائع فإنه ومنذ ما قبل اندلاع الحرب بدأت مجموعات محسوبة على الاسلاميين في التهديد إعلامياً والتخوين، قبل أن تترجم تلك التهديدات لممارسات وانتهاكات مباشرة لصالح فلول النظام المُباد، المستفيد الوحيد من استمرار الحرب في السودان.

وبحسب تقارير إعلامية منسوبة لقيادات القوى السياسية والمدنية الرافضة للحرب في السودان، فإن الغرف مسها الجنون عقب إعلان اتفاق “عبد الرحيم” و”الكباشي” في المنامة، وهو الأمر الذي لم يستطع الإسلاميون إخفاء غضبهم منه، وكان واضحاً إن غرفاً إعلامية تعمل لصالح خطاب الإسلاميين، اعتمدت التخوين لكل من يدعو لإيقاف الحرب.

وبرزت أسماء (عبد الماجد عبد الحميد، مزمل أبو القاسم، أسامة عبد الماجد، عائشة الماجدي، رشان أوشي، عادل الباز، وخالد الاعيسر، محمد محمد خير، عبود عبد الرحيم، أم وضاح، سهير عبد الرحيم، داليا إلياس، عطاف عبد الوهاب، والطاهر ساتي)، كإعلاميين داعمين للحرب واستمرارها.

ويرى المحلل السياسي إبراهيم الفاضل في منشور له، أن تلك الأسماء ظلت تدعم استمرار الحرب ورفض التفاوض كلياً وظلت مواقفهم ما بين مهاجمة قوى الحرية والتغيير والجبهة المدنية لإيقاف الحرب حيناً، وتبني مواقف ضد قيادة القوات المسلحة لقبولها مبدأ التفاوض وإنهاء الحرب أحياناً أخرى، وتتبع مسار الرسائل الإعلامية لهؤلاء الصحفيين يقود إلى أنهم يتبنون موقف المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية والتنظيم الإسلامي داخل المؤسسة العسكرية الساعي لاستمرار الحرب.

ونوه الفاضل إلى أن المجموعات الإعلامية للإسلاميين الداعية إلى الحرب واستمرارها لم تقتصر فقط على الصحفيين، حيث تم تكوين غرفٍ إعلامية على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ، تضم شخصياتٍ تفرغت للدعاية السياسية للحرب وتبني مواقف الإسلاميين وتهاجم القوى المدنية والسياسية الساعية إلى وقف الحرب وانهاء معاناة الشعب السوداني ، وعلى رأس هذه المجموعات (محمد محمود السماني “الإنصرافي”، عمرو صالح يس، وائل سلامة، أحمد شموخ، بسيوني كامل بسيوني، وعبد الرحمن عمسيب)، وأشرف على تمويلهم والتنسيق معهم كل من العقيد (إبراهيم الحوري، الصحفي محمد المبروك، الصحفي طلال إسماعيل، ويوسف عمارة أبو سن)، وظلت هذه المجموعة تقود خطاب الحرب .

وكشف المحلل السياسي أن تكوين هذه الغرف الإعلامية بدأ منذ سبتمبر 2022 تحت إشراف الاستخبارات العسكرية، وضمت كل من محمد المبروك، الطاهر ساتي، رشان أوشي، عائشة الماجدي، محمد عبدالقادر، محمد الماحي الانصاري “أحد اعضاء حزب مبارك الفاضل”، ومدير مكتبه “محمد عادل”، بالإضافة لـ(ضياء الدين بلال، عطاف التوم رحمة الله، طلال إسماعيل، يوسف عمارة أبو سن، خالد الاعيسر، حسين ملاسي، بكري المدني، عمار شيلا “مدير قناة النيل الأزرق”، ومجدي عبدالعزيز)، وتم ضم كل من الناشطين “أحمد شموخ” و”وائل سلامة” للغرفة قبل الحرب بأيام.

وأضاف:(وضعت إمكانيات كبيرة لهذه الغرفة الإعلامية التي تم تجهيزها لقيادة حملات إعلامية ضد الاتفاق السياسي الإطاري الموقع في 5 ديسمبر “2022”، والدعوة إلى استلام الجيش للسلطة، لاحقاً توسعت هذه الغرف بشكلٍ متسارع أثناء الحرب).

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *