مليون دولار للاجتماعات .. ما هي دوافع “مصر” وراء استضافة إجتماع الكتلة الديمقراطية الموالية للجيش السوداني؟.
“الكتلة الديمقراطية منذ اعتصام القصر الجمهوري الذي استبق الانقلاب في 25 أكتوبر 2021 أصبحت دمية في يد جنرالات الجيش السوداني وتحديدا عبد الفتاح البرهان”.
وكالات: بلو نيوز الإخبارية-
أنهت الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية- اجتماعات في القاهرة في السابع من مايو الجاري معلنةً في بيانها الختامي دعمها للجيش السوداني والعمل على تكوين جبهة مدنية لحماية الدولة من التجريف.
في الاجتماعات التي استمرت لثلاثة أيام في القاهرة يشكك مراقبون وسياسيون سودانيون في وجود دور لمصر في التأثير على هذه الاجتماعات ودعمها فهل دعمت مصر فعلا هذه الإجتماعات؟.
مليون دولار للاجتماعات:
وتشكلت هذه الكتلة السياسية التي كانت تشكل جزءا التحالف الحاكم خلال الفترة الانتقالية قبيل الانقلاب العسكري الذي نفذه قائدي الجيش والدعم السريع في 25 أكتوبر 2021 بمباركة من تحالف الكتلة الديمقراطية.
وفي خطوة تصعيدية وجه القيادي في تيار الوسط في قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية – التوم هجو انتقادات لمؤتمر القاهرة وقال في مؤتمر صحفي الأحد في بورتسودان لماذا لم يعقدوا الاجتماعات في السودان هل يخافون عدم الإشارة الى الإمارات أو تشاد أو الدعم السريع؟ إنهم لم يذكروا أسماء هذه الجهات خلال المؤتمر في القاهرة.
وقال هجو خلال المؤتمر الصحفي الأحد، إن اجتماعات القاهرة كلفت مليون دولار واستدرك بالقول لقد كان من الأفضل شراء السلاح للجيش السوداني بهذه الأموال.
تحكم مصري:
فيما يقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية محمد عباس لـ(عاين) إن “القاهرة تقف وراء تنظيم مؤتمر قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية – لضمان السيطرة على السودان في أي تطور سياسي قادم بناءًا على المفاوضات المتوقعة في منبر جدة”.
وأضاف: “مصر قد تشارك في منبر جدة وفي ذات الوقت تريد التحكم في مقاليد الأمور في السودان لأن الحرب سببت للقاهرة في تعقيدات اقتصادية هائلة وعندما يتوقف الصراع المسلح يريد النظام المصري أن يحكم سيطرته على الأوضاع في السودان من خلال صنع تحالفات سياسية موالية للجيش السوداني”.
وكان عضو اللجنة السياسية لقوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية – مبارك أردول صرح للصحفيين عقب الاجتماعات في القاهرة والتي استمرت لثلاثة أيام قائلا “ناقشت الإجراءات التنظيمية وإمكانية تشكيل أوسع تحالف مدني لحماية مؤسسات الدولة من التجريف والوقوف بصلابة ضد الدعم السريع”.
وأشار أردول، إلى إن التحالف مفتوح أمام الجميع للإنضمام والتوقيع على الإعلان السياسي الذي ينص على دعم الجيش السوداني وإجراء توافق سياسي بين جميع السودانيين.
مساندة الجيش:
ومن أبرز بنود البيان الختامي لاجتماعات القاهرة أكد المجتمعون على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة ووحدة وسلامة أراضي السودان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وأدان البيان أيضا انتهاكات الدعم السريع ووصفها بـ”المليشيا المتمردة” كما طالب البيان بضرورة إنهاء الحرب ومعالجة الآثار الإنسانية وجبر الضرر الذي وقع على المواطنين.
ودعا البيان إلى أهمية إصلاح وتطوير وتحديث القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ودمج القوات الأخرى لبناء جيش وطني قومي ومهني.
ويقول الباحث السياسي أحمد مختار لـ(عاين) إن الكتلة الديمقراطية منذ اعتصام القصر الجمهوري الذي استبق الانقلاب في 25 أكتوبر 2021 أصبحت دمية في يد جنرالات الجيش السوداني وتحديدا عبد الفتاح البرهان.
وأردف: “النظام المصري الذي قدم تسهيلات كثيرة لهذا التحالف لإقامة حائط الصد أمام القوى المدنية المناهضة للجيش والإسلاميين وفي بعض الأحيان تلعب القاهرة بالبيضة والحجر وتقوم بالتواصل مع تنسيقية القوى المدنية والديمقراطية (تقدم) وتحدث تقاربا ما يعني أن مصر نفسها غير موحدة في التعامل مع الأزمة السودانية”.
ويقول مختار، إن القاهرة استضافت ورشة مماثلة نهاية العام الماضي لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية – تقدم- وفسر الأمر في ذلك الوقت على أن هناك علاقة جديدة بدأت بين النظام المصري والقوى المدنية كما استقبلت مصر وفدا من تقدم برئاسة عبد الله حمدوك في مارس الماضي بالعاصمة المصرية.
وحاولت (عاين) الحصول على تعليق من المتحدث باسم “الكتلة الديمقراطية” للرد على هذه الاتهاكات لكنه لم يرد على الاتصالات المتكررة.
تمهيد لعملية سياسية:
ويرى الباحث في الشأن الاستراتيجي محمد عباس، أن اجتماعات القاهرة جاءت لتوسيع “الكتلة الديمقراطية” قبيل اتفاق مرتقب بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة وفي حال تعثر المفاوضات سيكون هذا التحالف الذي جاء تحت رعاية القاهرة بمثابة الذراع المدني للجيش وربما يكون النواة الأولى لتشكيل حكومة في الولايات التي تسيطر عليها القوات المسلحة.
ويقول عباس لـ(عاين) إن “الكتلة الديمقراطية” مصنوعة من الجنرالات لأن إعلان انضمام مجلس الصحوة الثوري برئاسة موسى هلال الذي أعلن مناصرته للجيش السوداني ثم الانضمام إلى الكتلة الديمقراطية يعني أن هناك أيادي تحرك خيوط هذه اللعبة.
ويرى عباس، أن مثل هذه التحالفات تشكل خطرا على مستقبل الديمقراطية في السودان كونها تحالفات تعمل مع الجنرالات الطامحين للسلطة. وقال إن الجيش السوداني درج على صناعة أجسام مدنية هلامية لمجاراة القوى المدينة التي تتمسك بالديمقراطية والحكم المدني.