عام وشهر من تراجيدا الدماء المتواصل – [1].
فاطمة لقاوة..
عام وشهر من تراجيدا الدماء المتواصل – [1].
ما زال كابوس الحرب التى فزع منها السوداني في صبيحة السبت،١٥أبريل/٢٠٢٣م،جاسم في مخيلة أفراد المجتمع السوداني،ولا يستطع أحد أن يوصف ما دار في خاطره من لحظات عصيبة توقف عندها القلب والعقل معاً،ليغرق الجميع في دوامة التكهنات.
سهلاً على عصابة الكيزان في الجيش السوداني إشعال الحرب وتحديد توقيت إنطلاق طلقتها الأولى،ولكن صعب عليهم التحكم في مجريات الحرب وإدارة معاركها أو التكهن بنهايتها.
الحرب التي أشعلها الكيزان بقيادة البرهان،من أجل العودة للسلطة والحكم،لم يستطيع الثابت في ميدانها،وظهر فشلهم في إدارة معاركها الميدانية ،فلجأوا إلى الغي المُتبع والممارس من قِبل حِكومات المركز المتعاقبة،التي ظلت تدير صراعاتها السلطوية وسط حلقة متكاملة من السياج المركزي المُحكم الحلقات،والمبني على سياسة صناعة النُخب المركزية وأتباعها المُدجنين من الأقاليم،وتصدير التهميش المًمنهج لكافة أطراف الدولة السودانية ،وإستخدام التناقضات القبلية من أجل خلق بيئة إجتماعية هشة يسهل إستخدامها في الصراعات القبلية والمناطقية من أجل حسم الصراعات السياسية.
البرهان وأتباعة لا و لم ولن يستطيعوا تحقيق أي تقدم ميداني عسكري منذ إطلاقهم الشرارة الأولى في هذة حرب ،وقد فشلت جميع خُططهم و ظلوا يكذبون كثيرا وما زال كِذبهم مستمر على الشعب السوداني الذي أنهكته الحرب.
هذة الحرب فضحت النُخب المركزية التي لم تستطع إتخاذ موافق أكثر جراءة من أجل إيقاف الحرب ،بل أصبح بعضهم فاقدا بوصلة الإتجاه الوطني الشريف، وتكشفت أطماع مُعظم القوى الخارجية التي تسعى للإستثمار في ضعف القوتين المتقاتلين من أجل فرض أجندتها على طرفي النزاع في السودان.
هذة الحرب بينت حقيقة تُجار الحرب الذين لا هم لهم سوى التكسب من وراء مُعاناة الغلابة في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق وشرق السودان،تلك المناطق التي ظلت تعاني سنين من التهميش الممنهج وغياب التنمية ونقص الخدمات،ومازالت ترزح تحت وطأة الفقر والجوع والمرض.
مُعظم المواطنين في تلك الولايات باتوا مُهددين بالمجاعة وإنتشار الأوبئة،بينما جبريل ومناوي وعقار وتمبور،يلهثون وراء الحصول على أموال الإرتزاق ، بجلب أبناء الغلابة وتقديمهم قربان فداء لأسيادهم من أجل البقاء في السُلطة،وتنفيذا لأجندة المركز.
حرب ١٥أبريل،كشفت القناع عن المؤامرات التي ظلت تنسج خيوطها إستخبارات المركز وأجهزته الأمنية في إدارة الصراعات القبلية ،وتزكية نيران الجهوية والعُنصرية وإثارة خطاب الكراهية ،من أجل إغراق المجتمعات السودانية في دوامة الصراعات العبثية والإقتتال، ومحاولة إلهاء الشعب السوداني بتلك الصراعات ليسهل على ساسة المركز النِفاد من مسؤلياتهم إتجاه الشعوب.
هذة الحرب بينت فشل النُخب السودانية في إدارة الأزمات،وفقدانها للإرادة من أجل إتخاذ المواقف الوطنية.
هذة الحرب هي إمتداد لتراجيدا الدماء السودانية التي ظلت النُخب تعرض فصولها من حين لأخر حسب إرتفاع وإنخفاض وتيرة خلافاتها السياسية ، و تجيد حبكها بدقة،ولكن يبقى السؤال :إلى متى يظل الإنسان السوداني إلعوبة في أيادي النُخب؟
ولنا عودة بإذن الله.