“أوغندا”: تحذير من ارتفاع مناسيب المياه في بحيرة فيكتوريا.
وكالات: بلو نيوز الإخبارية-
أصدرت أوغندا تحذيرا الثلاثاء 14 مايو 2024 للمجتمعات التي تعيش على شواطئ البحيرات وضفاف الأنهار، محذرة إياها من زيادة حجم المياه في تلك المسطحات المائية، والتي وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق.
ونقل تقرير لوكالة شينخوا الصينية عن وزير المياه والبيئة في الحكومة اليوغندية، سام تشيبتوريس، قوله للصحفيين إن منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا ارتفع إلى أعلى مستوى له. وفقا للوزير، ارتفع منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا إلى 13.66 متر، ارتفاعا من 13.5 متر في عام 2020.
وقال الوزير إن بحيرة فيكتوريا تتلقى المياه من 23 نهرا في جميع أنحاء المنطقة، والتي تشهد حاليا أمطار ظاهرة النينو.
وأشار الوزير إلى أنه بسبب ارتفاع منسوب المياه في البحيرة، اضطرت الحكومة إلى إطلاق المزيد من المياه في نهر النيل، الذي يغذي أحواض البحيرات الأخرى، مما قد يتسبب في حدوث فيضانات هناك.
هل السودان معني بهذه التحذيرات:
ويطرح ذلك تساؤلات بشأن مدى تأثر هذه الظاهرة على السودان حيث تعود منابع النيل الأبيض إلى بحيرة فيكتوريا، وسيكون في حكم المؤكد أن يؤدي ارتفاع مناسيبها إلى ارتفاع مستويات المياه على امتداد حوض النيل الأبيض.
وتزداد المخاوف في السودان بسبب ظروف الحرب الحالية وتوقف بعض محطات مراقبة منسوب النيل، كما أن خزان جبل الأولياء هو الخزان الوحيد الذي لا يتواجد فيها خبراء ومهندسو وزارة الري والموارد المالية، حيث اضطر المهندسون والفنيون لمغادرة خزان جبل أولياء وتركه دون طاقم تشغيل بسبب تحول منطقة جبل أولياء باسرها لمنطقة عمليات عسكرية واشتباكات واسعة بين الجيش السودان وقوات الدعم السريع انتهت بسيطرة الدعم السريع عليها في نوفمبر من العام الماضي، فيما تستمر محاولات الجيش لاستعادتها حتى الان.
وتعرض الجسر الحديدي المستخدم لعبور السيارات على الخزان لقصف جوي من الجيش في 18 نوفمبر الماضي لمنع الدعم السريع من استخدامه، دوان ان يتعرض جسم الخزان لأضرار كبيرة.
وتتصاعد المخاوف من المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها مناطق جنوب وشمال جبل أولياء بسبب غياب التحكم على تصريف الخزان إذا خاصة أذا استمر ارتفاع المياه من النيل الأبيض حتى موسم الأمطار في الهضبة الأثيوبية مما قد يؤدي إلى ارتفاع مناسيب نهر النيل في الخرطوم وعلى امتداد نهر النيل في المناطق الواقعة شمال الخرطوم ما يهدد بحدوث فيضانات واسعة.
ضرورة عودة الأطقم الفنية لخزان جبل أولياء:
ويطالب الخبراء طرفي الحرب بتأمين منطقة خزان جبل أولياء والسماح بعودة المهندسين والفنيين وضمان سلامتهم لاستئناف عملهم وإصلاح الأضرار التي تعرض لها جسر السد في بداية الحرب وتنظيم عمليات التحكم في انسياب المياه عبر خزان جبل أولياء بشكل علمي ومهني لتجنيب البلاد أي مخاطر مرتبطة بالارتفاع الكبير في مناسيب النيل.
حاول راديو دبنقا الاتصال بمهندسي الري ومختصين اخرين في السودان لكن تعذر ذلك وتعد دبنقا جمهورها بمواصلة الجهود للوصول لمختصين سودانيين للتعليق على هذا التطور المقلق.
زلزال في اثيوبيا:
في موازاة ذلك، ضرب زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر منطقة جنوب اثيوبيا القريبة من سد جيبي 3 المقام على نهر اومو، اكبر انهار افريقيا خارج حوض النيل. ووقع الزلزال يوم الاثنين 13 مايو 2024 وعلى عمق 10 كيلومترات تحت سطح الأرض. وتعرضت نفس المنطقة لزلزال مماثل في شهر نوفمبر الماضي بلغت قوته 5 درجات على مقياس ريختر.
والسد المشار إليه هو سد صغير نسبيا بالمقارنة مع سد النهضة الذي يقع على بعد 700 كيلومتر شمال غرب جيبي وهو سد مخصص لتوليد الكهرباء يبلغ ارتفاعه 244 متر وبسعة تخزينية تصل إلى 15 مليار متر مكعب من المياه وبدأ تشغيله في العام 2015 بهدف انتاج 1870 ميغاوات من الكهرباء.
هل هناك خطر على السودان:
ودفع ذلك بعض المحللين في السودان بالتحذير من جديد عن خطر السدود في اثيوبيا والتي تقع في مناطق معرضة للزلزال وخصوصا سد النهضة. ويحذر هؤلاء من أن حدوث زلزال كبير يؤدي إلى انهيار سدود في الهضبة الاثيوبية سيقود إلى إغراق مناطق واسعة من السودان على امتداد حوضي النيل الأزرق ونهر النيل بما يعرض حياة وسبل معاش ملايين السودانيين. كما قد يتسبب أيضا في تدمير خزاني الروصيرص وسنار التي لا تسمح طاقتهما باستيعاب كميات المياه المخزنة خلف سدود الهضبة الاثيوبية ومن بينها سد النهضة الذي ستصل طاقته الاستيعابية بعد اكتماله إلى 74 مليار متر مكعب من المياه فيما يقلل خبراء اخرون من جدية هذه المخاطر ويتعبرونها مخاوف مضخمة ومبالغ فيها.
وتواصل أديس ابابا أعمال إكمال بناء سد النهضة عبر تعلية السد في الممر الاوسط وتستعد لبدء الملء الخامس دون تنسيق مع السودان ومصر، وهما الدولتان المعنيتان مباشرة بهذا الملف.