بحضور “600” مشارك .. “تقدم” تستعد لعقد مؤتمر تأسيسي يبحث وقف الحرب وبناء أكبر جبهة مدنية.
وكالات: بلو نيوز الإخبارية-
تستعد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان “تقدم” لعقد مؤتمر تأسيسي يحضره 600 مشارك يمثلون مختلف طبقات المجتمع السوداني في نهاية شهر مايو. الهدف من هذا المؤتمر هو بناء جبهة سودانية موحدة لإنهاء الحرب واستعادة الحكم المدني. وأكدت مصادر موقع “إرم نيوز” أن المؤتمر سيعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث تجري اللجان التحضيرية العمل على الاستعدادات النهائية بعد دعوة أكثر من 600 مشارك. يقود التنسيقية رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك وتضم قوى سياسية مهمة في المشهد السوداني مثل تحالف قوى الحرية والتغيير وتجمعات نقابية ومجموعات من لجان المقاومة السودانية.
ووفقًا لمنشورات بعنوان “الطريق نحو المؤتمر التأسيسي” نشرتها اللجنة الإعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، تهدف “تقدم” إلى جعل المؤتمر مكانًا لتحقيق الوحدة كوسيلة لمواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه الوطن والمواطن. وأشارت إلى أن رؤية “تقدم” مبنية على السودان الموحد، حيث تكون المواطنية هي الأساس للحقوق والواجبات. تسعى “تقدم” إلى معالجة آثار الحرب ونتائجها الكارثية على المجتمع من خلال بدء حوارات مجتمعية وسياسية، والتأكيد على استعادة الحقوق ورد المظالم، ورفض جميع أشكال الانتهاكات ضد المدنيين.
أوضحت أن المؤتمر يسعى أيضًا إلى مكافحة خطاب الكراهية والعنصرية والطائفية في السودان وتعزيز روح التسامح والتصالح بين السودانيين. وأشارت اللجنة الإعلامية إلى أن وحدة المدنيين المناهضين للحرب في 15 أبريل 2023 هي ضرورة نظرية وعملية، وهذا يتطلب جهود فعالة لوقف العنف في السودان.
أشارت إلى أن توحيد الجهود بين القوى المدنية والسياسية التي تسعى لوقف الحرب واستعادة الحياة الديمقراطية يجب أن يكون أولوية لتنظيم “تقدم”، الذي سيقوم بالتنسيق المستمر مع المدنيين الذين يدعون إلى السلام. أوضحت أيضاً أن الاختلافات في الآراء بين المدنيين تعتبر قضية ثانوية يسعى “تقدم” لحلها من خلال الحوار والنقاش لتعزيز صوت الديمقراطية السلمية على حساب صوت الحرب والدمار.
قال محمد عبد الحكم، الناطق الرسمي باسم حزب التجمع الاتحادي وأحد قادة قوى الحرية والتغيير، إن المؤتمر المقرر عقده في أديس أبابا لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية يعتبر فرصة هامة لتوحيد الجهود السلمية لوقف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي.
أكد عبد الحكم في تصريح لـ “إرم نيوز” أن أكثر من 600 شخص سيشاركون في المؤتمر، بما في ذلك ممثلين عن القوى السياسية والنقابات والهيئات المهنية والمنظمات الاجتماعية والقادة الدينيين والمؤسسات المدنية. وأشار إلى أن المؤتمر سيتعزز من دور الصوت المدني في مواجهة المحاولات المستمرة من قبل الطرفين النزاعيين لتحويل الحياة السياسية والمدنية إلى قضية عسكرية.
وأوضح أن المؤتمر قد يساهم في تطوير الرؤية السياسية لمجموعة “تقدم”، وتحديد هياكل تنسيقية جديدة وفقا لآراء المشاركين، بالإضافة إلى وضع خطط واضحة لوقف الحرب وتحديد أساسيات العملية السياسية التي من المتوقع ان تبدأ بعد اتفاق وقف اطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وعبر عبد الحكم عن أمله في أن يؤدي المؤتمر إلى اتفاقات تسهم في وضع خارطة طريق للمستقبل السياسي للسودان بعد وقف اطلاق النار، وإعمار وتصحيح الأضرار الناجمة عن الحرب.
من جهته، أعلن زعلان تية، عضو الهيئة القيادية والمكتب التنفيذي لحركة “تقدم” كممثل للجان المقاومة، أن المؤتمر المرتقب سيبحث قضايا وقف الحرب عبر إنشاء أكبر جبهة مدنية لمعارضة الحرب، والعمل على استعادة التحول نحو الديمقراطية المدنية. وأكد أن السودان يمر بمرحلة صعبة تشهد انقسامات اجتماعية وسياسية وأمنية، وزيادة المخاوف من انهيار الدولة السودانية.
في تصريح صحفي، أوضح تية أن “تقدم” تسعى من خلال المؤتمر إلى تشكيل أكبر تحالف مدني للتعامل مع مخاوف السودانيين، مع الهدف من وقف الحرب واستعادة الأمن وعودة النازحين إلى ديارهم واستئناف حياتهم الطبيعية. وأشار إلى أن التنسيقية تعتبر من أكبر التحالفات المدنية التي تضم مجموعة واسعة من السودانيين، وقد شارك في المؤتمر عدد كبير من السياسيين والإدارات المحلية والطرق الصوفية لبحث سبل تحقيق السلام ووقف الحرب. ورأى تية أن المؤتمر التأسيسي يمثل بداية لتوحيد القوى المدنية في السودان وتوحيد الأصوات المطالبة بإنهاء الحرب.
في وقت سابق، أعلن بكري الجاك الناطق الرسمي باسم “تقدم” لـ”إرم نيوز” أن التنسيقية قد قدمت رؤية لحل الأزمة في السودان تبدأ بخروج العسكريين من الحياة السياسية، وإقامة نظام شرعي توافقي يؤسس لنظام جديد يعتمد على المواطنة المتساوية، تليه برنامج شامل للعدالة الانتقالية لمعالجة آثار الحرب، ومن ثم بدء صياغة دستور جديد، وصولًا إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وفقًا للمعايير الدولية. وأكدت تنسيقية “تقدم” أنها تسعى لإنهاء معاناة السودانيين من آثار الحروب والنزاعات الأهلية والقبلية، والسرقة والنهب والاغتصاب والنزوح واللجوء وفقدان للموارد العامة والخاصة.