“إعلان” حمدوك والحلو وعبد الواحد .. هزة كينية في ملفات سودانية .!!

166

راينو: بلو نيوز الإخبارية-

وقع دكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق بصفته الشخصية، مع قائد حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، كما وقع بصفته رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” تقدم “مع زعيم الحركة الشعبية_شمال عبد العزيز الحلو، بحضور الرئيس الكيني وليم بوتو، على” إعلان نيروبي مساء أمس السبت في العاصمة الكينية نيروبي.

واتفق الموقعون على ثماني نقاط أساسية، تهدف إلى إيقاف الحرب، وعودة المسار المدني الديمقراطي، وتأسيس منظومة أمنية وعسكرية جديدة، ودعوة الأطراف المتحاربة للوقف الفوري لإطلاق النار تمهيدا للوقف الدائم للحرب، وتأسيس الدولة على أسس جديدة أهمها الفصل بين الدين والدولة وحق تقرير المصير.

الترحيب:

هذا التوقيع الثلاثي المنفرد على الإعلان يطرح تساؤلا موضوعيا، يتمثل في قدرته في اختراق المشهد السياسي، وإمكانية خلق اصطفاف مدني وعسكري واسع لإيقاف الحرب؟، على الرغم من هذا التساؤل المركب، إلا أن عضو لجان المقاومة بحري، عبد الغفار عمر، يبدي تفاؤله الكبير من الخطوة، ويشير إلى أنهم في لجان المقاومة، يشعرون بالإيجابية تجاه الإعلان خاصة أنه حمل بعض النقاط على على حد قوله- منها إيقاف الحرب والتحول المدني الديمقراطي، وتأسيس جيش مهني قومي واحد.

ورحب حزب الأمة القومي في بيان صدر من المتحدث الرسمي الواثق على على الإعلان، وقال إن ترحيبهم من حيث المبدأ بكل جهد يصب في اتجاه إنهاء الحرب ومخاطبة الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين واستعادة الاستقرار والتحول الديمقراطي.

قضايا الخلاف:

الإعلان الذي وجد صدى في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن سرعان ما تحول إلى جدل بين مرحب ورافض، خاصة في بعض النقاط منها التي تحدثت عن تأسيس دولة علمانية غير منحازة على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات وتعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكوناتها بالمساومة والعدالة، كما حمل الإعلان اشتراطا يقول إنه في حالة عدم تضمين المبادئ وهي سبعة، في الدستور الدائم يحق للشعوب السودانية ممارسة حق تقرير المصير…وهو ما أثار حفيظة حزب الأمة القومي، وقال إن الإعلان ورد فيه قضايا خلافية محل بحثها المؤتمر القومي الدستوري سيما طبيعة الدولة ومسألة الدين والدولة والهوية ونظام الحكم؛ وإجازتها بواسطة برلمان منتخب، ولكن يعود الواثق ويقول، إن الحزب يدرك تعقيدات المشهد السوداني بسبب الحرب، لذلك يعمل الحزب ضمن تنسيقية تقدم على نجاح المؤتمر التأسيسي لإدارة حوار شفاف حول قضايا إعادة بناء الدولة السودانية؛ بغية التوافق على الرؤية السياسية للتحالف؛ ومن ثم مناقشة هذه القضايا بمشاركة كل الأطراف الوطنية في مائدة مستديرة لإيجاد حل للأزمة السودانية

خطوة للأمام:

بالعودة إلى الإعلان فأنه حسب البعض خطوة نحو الأمام، وهو بمكانة جر حركتي عبد الواحد نور، والحلو إلى اتجاه وقف الحرب، والتنسيق مع القوى السياسية الداعية إلى السلام، هكذا يرى عضو لجان مقاومة بحري عبد الغفار.

ويضيف ل “راينو”: “هناك مساع للأطراف التي ترغب في استمرار الحرب، خاصة الجيش يريد أن يستدرج تلكمان الحركتين للانخراط في الحرب، شهدنا في أكثر من موقف مغازلته لهما، إلا أن هذا الإعلان يقطع الطريق أمام استدراجهما أو جرهما لمربع الاستقطاب أو المشاركة في الحرب”…

التأسيس العسكري الجديد:

كما أن الإعلان يدعو إلى تأسيس منظومة أمنية وعسكرية جديدة وفقا للمعايير المتوافق عليها دوليا تفضي إلى جيش مهني وقومي واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية جديدة يلتزم بحماية الأمن الوطني وفقا للدستور وأن يكون ولاؤها للوطن ويعبر تشكيله عن كل السودانيين وفقا لمعيار التعداد السكاني وينأى عن العمل السياسي والنشاط الاقتصادي -بصورة كلية-

وقضية تأسيس منظومة أمنية وعسكرية جديدة هذه أصبحت أولوية لدى طيف واسع من القوى السياسية، خاصة عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، كانت هناك دعوات لإصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية وإعادة هيكلتها، لكن هذا الإعلان حسم القضية، إذ تحدث -بصورة واضحة- عن تأسيس منظومة أمنية وعسكرية جديدة تبعد كليا عن السياسة والاقتصاد…

تفاهمات سياسية:

من جانبه، يقول المتحدث باسم تنسيقية القوى المدنية “تقدم” بكري الجاك ل “راينو”، إن إعلان حمدوك والحلو وعبد الواحد، جاء نتيجة إلى تفاهمات سياسية، مشيرا إلى وجود لجان مشتركة بينهم وحركتي عبد الواحد محمد نور، وعبد العزيز الحلو قد تؤدي في المستقبل إلى توافق أكبر حول مشروع وطني.

لكن الجاك، عاد وأقر بأن حمدوك لم يوقع في الإعلان مع عبد الواحد محمد نور ممثلا عن تنسيقية القوى المدنية “تقدم”، بل بصفته رئيسا سابقا لمجلس الوزراء كما جاء في الإعلان، لكن في النهاية أعد الأمر خطوة جيدة نحو إيقاف الحرب.

وعن موافقة حركتي الحلو وعبد الواحد الانضمام لتحالف “تقدم”، قال الجاك إن الحركتين لم يوافقا على الانضمام للتحالف، لكن هناك لجان فنية بين التنسيقية والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، تواصل عملها، متوقعا حضور ممثلين عن الحركة في المؤتمر التأسيسي لتقدم كمراقبين، بينما أبدى عبد الواحد رغبته بالدخول في حوار مع التنسيقية.

تخوفات مشروعة:

الإعلان الذي جرى توقيعه بين الأطراف الثلاثة أظهر حالة الخوف لدى البعض، لجهة أن يكون إعلان سياسيا جامدا لا يحرك حالة الركود السياسي، خاصة التيار الذي يدعو لوقف الحرب، إذ يبررون ذاك التخوف بما جرى توقيعه من قبل ذات الأطراف – في وقت سابق-

إذ يقول الغزالي يوسف في على على صفحته بفيسبوك،: “هذا الاتفاق في مجمله لم يخرج لا في المحتوى ولا في المضمون عن جميع الاتفاقات السابقة التي وقعت معهم… اتفاق حمدوك والحلو جوبا وكاودا… اتفاق البرهان والحلو في جوبا… اتفاق حمدوك وعبد الواحد أيضا في جوبا”، لكن عاد وأعتبر أن الإعلان خطوة نحو الأمام…

اختراق سياسي:

رغم المخاوف إلا أن الإعلان فتح الباب أمام الاختراق السياسي وتحريك الدفة المدنية الداعية لوقف الحرب، فإن الإعلان دعا الطرفين المتحاربين للوقف الفوري لاطلاق النار تمهيدا للوقف الدائم، كما دعاهم للتعاون الجاد وبإرادة حقيقية مع الجهود الإقليمية والدولية بما في ذلك منبر جدة، والعمل معا في المرحلة القادمة لمواجهة كل المخاطر التي تهدد السودان وإيجاد الحلول المستدامة لها.

ودعا الإعلان الأطراف المتحاربة للالتزام التام بمسئوليتها أمام القانون الدولي الإنساني بإزالة كافة المعوقات أمام العون الإنساني والسماح بالعون عبر دول الجوار وعبر خطوط المواجهة بحيث تصل هذه المساعدات لكل المواطنين دون عوائق وتوفير الحماية لكل العاملين في الحقل الإنساني من المنظمات دولية ومحلية.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *