ابراهيم مطر: تمجيد المستنفر محمد صديق .. ولكن الفلنقايات لا بواكي لهم.

255

 

ابراهيم مطر ..

تمجيد المستنفر محمد صديق .. ولكن الفلنقايات لا بواكي لهم.

ضجة كبيرة على وسائط التواصل الاجتماعي، أحدثها موت ضابط متقاعد من ضباط الجيش برتبة الملازم، كان مصدرها الغرف الإعلامية للفلول، في تجاهل تام لآلاف الجنود من الجيش والحركات المسلحة ومئات الضباط من الرتب الرفيعة، قضوا أو أسروا في حرب الفلول التي دخلت عامها الثاني دون أن يعلو لأجلهم صوت نائحة، أو تعرف حتى أسماءهم الكاملة، من بينهم المفتش العام للجيش نفسه الذي وقع في الأسر صبيحة الخامس عشر من أبريل.
وبلغ الأمر بجيش الحركة الإسلامية أن أطلق غرفه الإعلامية لتنكر انتماء الضباط الأسرى هؤلاء له، قال عن ضابط تم أسره – برتبة العميد – أنه عامل يومية، بل واستجاب في أغرب جريمة لأحد أبواق الفلول المتخفي باستهداف أسراه بالطيران!! فقتل بعضهم وجرح بعض آخر، بينما أصيب رفاقهم بالصدمة وهم يشاهدون استهداف الجيش لهم عملاً بنصيحة بوق متخفي “كلموهم قولوا ليهم اتشهدوا واضربوهم بالطيران عشان ما يلووا بيهم يدكم”.
أما نعي القتلى فقد اقتصر على عضوية الحركة الإسلامية داخل الجيش، ومنهم المنتسبين لكتائب البراء بن مالك الإرهابية سيئة الصيت والسمعة. ولم نسمع في يوم من الأيام بمطالبة الجيش بعملية تبادل أسرى، كيما ينقذ منتسبيه من غير الإخوان، بل تركهم لمصيرهم في تجاهل تمام، هو شيمة الحركة الإسلامية في الغدر بالرفاق والخصوم معاً.
وأعادت هذه الضجة المصنوعة لأسر أو مقتل “صديق” للأذهان حادثة ظهوره لأول مرة، وهو يعلن انحيازه للثوار دون أن يناله من ذلك سخط ولا تثريب. لم يحبس بسبب قانون عسكري يجرم التمرد على القادة، ولم يقتل بليل ويدفن داخل مباني القيادة العامة كما حدث مع الكثيرين ممن يخشى الإخوان انحيازهم الحقيقي للشعب وثورته، بل تحول إلى صانع محتوى على الوسائط بعد أن اكتفوا بإحالته للتقاعد. وعندما اندلعت حرب الفلول في صبيحة الخامس عشر من أبريل انضم “محمد صديق” لكتائب البراء وفلول النظام البائد في القتال، وزاد نشاطه كنجم من نجوم السوشيال ميديا، وهو يعد بالانتصارات الكذوب، ويحاول إقناع الناس بنزاهة معركة المطلوب للجنائية أحمد هارون، جراء ما اقترفت يداه من إبادات للسودانيين في إقليم دارفور.
واليوم تحاول الحركة الإسلامية عبر غرفها الإعلامية أن تسبغ على محمد صديق صفة الوطنية، وهم الذي لم يعارض يوماً حكم الإخوان الدموي – ولو بشق كلمة – ولم يدع يوماً لإزالة تمكينهم داخل الجيش. لم يدعُ لبناء جيش مهني موحد، ولا تحدث عن ضرورة الإصلاح الأمني والعسكري داخله، بل كان من مؤججي نيران حرب أبريل، يقاتل في خندق مشعليها من دواعش السودان طوعاً واختياراً، ودون أن تكون له علاقة بالجيش بعد إحالته للتقاعد، فدخل المعركة من باب المستنفرين.
وانتشر بيان منسوب لديار الشايقية ينعون فيه المستنفر محمد صديق ويرسلون التعازي “” في كتائب البراء بن مالك في إشارة واضحة للبعد العنصري في حرب الحركة الإسلامية هذه، والسعي لتحويل الحرب على حرب عنصرية لا تبقي ولا تذر.
وعلى غير العادة في تجاهل الجيش لقتلاه وقصف أسراه بالطيران ونعتهم بالنعوت، تضج الغرف الإعلامية للفلول اليوم بنعي صديق، ولكن “الفلنقايات” لا بواكي لهم.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *