علي جاد الله: هزائم كباشي العسكرية الدبلوماسية.
علي جاد الله ..
هزائم كباشي العسكرية الدبلوماسية.
تفاوض كباشي والحلو، لا علاقة له بالمساعدات الإنسانية، وهو في الأساس الغرض منه إدخال السلاح لفرق كادقلي وأبو جبيهة وبقية الألوية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، بعد استحالة إمكانية وصول إمدادات برية لجنوب كردفان.
الحركة الشعبية ليس من مصلحتها تسليح القوات المسلحة جنوب كردفان؟ ثم أن حكومة جنوب السودان لن تسمح بذلك لأنها قد تتهم برعايتها لاتفاق يدعم أحد طرفي الخرب. مما قد يسبب توتر علاقات جنوب السودان مع الدعم السريع آخر ما تفكر فيه جوبا، بسبب مساهمة حميدتي في استقرار سلام جنوب السودان. ثم سيطرة الدعم على الشريط الحدودي ومن الممكن أن يتدفق سلاح ومقاتلين يزعزع الاستقرار في حدود جنوب السودان، فضلا عن مرور خطوط البترول ووجود عدة محطات نقل وتحكم البترول تحت سيطرة الدعم السريع.
لقد عاد كباشي إلى بورتسودان حسيرا مكلوما، خالي اليدين يزرف دموع الخيبة، بعد هزائم خطته بالسيطرة على أمروابة من خلال الهجوم ذي الثلاثة محاور؛ تندلتي من الشرق والجنوب من العباسية والغرب من الأبيض! هزم متحركي الأبيض الذي أبيد في جبال كردفان بقيادة القائد شيريا بعدد قليل من السيارات وأبيد متحرك تندلتي على بعد عشرة كيلومترات من مدينة أمروابة، ومتحرك العباسية الذي كان يعتبر إلهاء أو يتقدم بعد وصول القوتين نحو أمروابة؛ مما يمهد الطريق نحو الوصول لجنوب كردفان المعزولة وربطها أربعة فرق عسكرية في آن واحد. هذا الفشل العسكري، دعا الكباشي إلى التفكير في توصيل إمدادات عسكرية بواسطة الطيران، لكنه عليه أن يؤمن سلامة المطارات خاصة مطار كادقلي، ويحتاج إلى وقف العدائيات مع الحركة الشعبية التي تنتشر قواتها على بعد كيلومترات قليلة من كادقلي.
لذلك، سعى الكباشي إلى إدخال الإمداد العسكري بحجة المساعدات الإنسانية! وأعتقد أن الحركة الشعبية واعية بما يدور في خلد كباشي، لذلك وضعت شروط قوية جعلت كباشي يعود مع وفده بورسودان خالي اليدين.
قد علقت وساطة جنوب السودان التفاوض بين الوافدين لمزيد من المشاورات، قد صرحت الوساطة على لسان وزير الخارجية رمضان عبد الله أن وصول المساعدات الإنسانية يحتاج إلى تأمين المجال الجوي المحظور من أجل سلامة المنظمات العاملة في المجال. فضلا عن تجميع النازحين.
وقد صرح وزير دفاع برهان عن أن وفد الحركة الشعبية المفاوض لم يقدم مسودة إتفاق، بل قدم ردا شفاهيا تضمن إشراك الدعم السريع بصورة أساسية في التفاوض، كما اقترح أن يوقع كل طرف مع الأمم المتحدة، لأن وصول المساعدات حق كفلته القوانين الدولية.
وقد اشتركت الحركة الشعبية توصيل المساعدات إلى جميع الولايات بما فيها الجزيرة ودارفور، كما ذهبت إلى أن وصول المساعدات ليس مشروطا بوقف العدائيات. في الوقت الذي أراد فيه كباشي حصر التوقيع مع الحركة الشعبية في المنطقتين.
وقبل إعلان الوساطة الجنوبية تعليق الحوار إلى أجل غير مسمى، وقع عبد العزيز الحو مع حمدوك رئيس (تقدم) وعبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان إعلان مبادئ في نيروبي برعاية الرئيس الكيني وليم روتو. هذا الإعلان يقطع الطريق أمام محاولات كباشي لزج الحركة الشعبية في الحرب، وخاصة في مناطق سيطرتها التي تعاني من وضع اجتماعي هش خاصة في كادقلي الدلنج والجبال الشرقية، بعد انضمام أعداد كبيرة من البقارة.
أعتقد أن الحركة الشعبية واعية خطورة إتفاق من هذا النوع، لأن وجود جسر جوي إنساني هو تمرير لشحنات الأسلحة التي تضع الإقليم في صفيح ساخن وربما تسبب حرب أهلية.
أخيرا، الوساطة كان من الممكن أن تعمم التفاوض حول الملف الإنساني، خاصة حول الولايات المتاخمة لجنوب السودان، كغرب كردفان وشرق دارفور والنيل الأبيض والنيل الأزرق وجنوب كردفان. وأعتقد رعايتها لتفاوض بين أحد طرفي الصراع في السودان دون الآخر يعني ضمنا اعترافها حكومة بورسودان كممثل شرعي، وهو ما يضعها في موقف محرج مع الطرف الآخر.