إبراهيم مطر: قناتي (العربية – الحدث) .. انتهازية العاملين وأسبقية الأجندة الإخوانية على الحقيقة.!!

60

إبراهيم مطر ..

قناتي (العربية – الحدث) .. انتهازية العاملين وأسبقية الأجندة الإخوانية على الحقيقة.!!

لم تلبث القنوات التلفزيونية العربية التي أنشأت حديثاً كذراع مخابراتي يتمسح بمسوح الصحافة والإعلام الحر أن ضاق بها قناع المهنية الكذوب، فنزعته غير آبهة، وهي تلهث خلف ما تؤمر أن تبثه من رسائل، دون أن يؤرقها ابتعاد ما تنشره عن الحقيقة. حتى بلغ بها الأمر مبلغ أن اقتطعت قناة (العربية – الحدث) مجتزأً كاملاً من فيلماً سينمائياً ضمن نشرتها الإخبارية الرئيسية، على إنها أسلحة في إيران، ولم يمض على فضيحتها الأولى سوى أشهر حتى بثت ذات القناة مقاطعاً من لعبة الفيديو (ARMA3) الشهيرة، على أنها قصف لمطار (الوطية) بليبيا، مما جعل منها (مسخرة) على وسائط التواصل الاجتماعي.

أما عن المقابلات التلفزيونية التي تبثها تلك القناة بعد اندلاع حرب أبريل السودانية، فقد انتهجت فيها سلوكاً عدائياً وهجومياً تجاه ضيوفها من غير الموالين للجيش والحركة الإسلامية لدرجة لا تخطئها عين ولا أذن، واعتمدت الأسئلة الاستفزازية والعبثية، من قبيل أن يُسأل محلل سياسي عن مكان حميدتي! أين هو الآن؟ ولماذا لا يظهر وسط جنوده مثل البرهان؟ هل هو على قيد الحياة؟ أم أنه قضى نحبه بالفعل؟ ويسألونه عن انتهاكات الدعم السريع، ويحملونه وزرها، ويغضون النظر عن مناقشة الموضوع الأساسي وهو الحرب نفسها ومن أشعلها، ومعاناة المدنيين تحت أزيز الرصاص والقنابل، وآفاق الحلول، بل يحدث ضيفه – وبصورة متكررة – عن إدانات من منظمة كذا ومنظمة كذا، في محاولة لحصاره عبر الأسئلة التجريمية (incriminating questions)، والذي هو الغاية الأولى والأخيرة من المقابلة، فيبدو واضحاً أن ليس إظهار الحقيقة مما يشغل بال هؤلاء، وفي نهاية الأمر أيقن الكثيرون أن الكذب والتلفيق والمؤامرة هي السمة الغالبة في الإعلام العربي المعاصر، وفي يقينهم هذا وجاهة وأسانيد.

ولا يلقي مقدم البرامج – الذي يأخذ دور مُتحرٍ في قسم شرطة – أو من يدير المقابلة بالاً للحقيقة، بل غالباً ما يكون مبدأ غايته ومنتهاها هو مقاطعتك حينما تشير إلى أن الإخوان المسلمون في السودان هم من أشعلوا الحرب، فيسارع بسؤالك عن الدليل – وهو أعلم منك بما تقول بعد أن دخل في علم الكافة – ويشعر بالضيق والحرج حينما تذكره بتصريحات الحركة الإسلامية قبل الحرب، أو تشير إلى العقوبات الأمريكية على “علي كرتي” بسبب ضلوعه في إشعال الحرب، أو عن فرية فرد الدعم السريع الذي جعل أربع نساء يحبلن منه، أو القصة الخيالية عن اختطاف طفلة الجزيرة، وعن دعاية الحركة الإسلامية الحربية الكذوب.

ومؤخراً وبعد إيقاف القناة عن العمل في السودان، راجت أنباء عن جملة شروط وضعتها حكومة الأمر الواقع في بورتسودان عبر وزارة الثقافة والإعلام، وبتوجيه من قائد الجيش، قبل السماح لها باستئناف عملها بعد اسبوعين من الإيقاف، منها ان ضرورة انحياز القناة التام للجيش، وغض النظر عن انتهاكات الحركة الإسلامية، وتنفيذ أجندتها، ونشر المعلومات المضللة التي تجرم الدعم السريع عبر صحفيين ومراسلين سودانيين، يعملون في هذه القنوات.

كما راجت أنباء عن أن مكتب قناة (العربية – الحدث) المتواجد في بورتسودان تسلم مبالغ دولارية كبيرة لتبني أجندة الجيش والحركة الإسلامية، والانحياز الكامل لهما من أجل أدانة الدعم السريع، وتمرير المعلومات المغلوطة عنه.

وهنالك عشرات الفيديوهات والاخبار المفبركة التي ظلت تنشرها قناة (العربية – الحدث) منذ بدء الصراع في السودان تبين انحيازها الواضح للجيش على حساب الحقيقة، بسبب المجموعة العاملة في مكتبها، ومراسليها الذين تغلب عليهم صفة الانتهازية. لكن ما يجعل أغلب جهود هؤلاء تذهب أدراج الرياح، هو أن الإعلام يفقد قيمته وجدواه حال افتقاده للمصداقية، وسرعان ما ينصرف الناس عن مثل هذه القنوات الكذوب، إلى ما سواها من منصات تتحلى بالمصداقية، وإن افتقدت للأموال والإمكانيات.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *