سوء التغذية يهدد سكان معسكرات النزوح واللجوء.

165

دبنقا: بلو نيوز الإخبارية-

تصاعدت تحذيرات المنظمات والوكالات الدولية بشأن اقتراب شبح المجاعة في السودان والتي ستهدد الملايين من السودانيين النازحين من الحرب داخليا والساكنين في معسكرات النزوح ومعسكرات الايواء، واللاجئين في دول الجوار مثل تشاد.

جولات ميدانية:

راديو دبنقا أجرى جولة من الاستطلاعات الميدانية في عدد من المعسكرات بشرق تشاد ونيالا ومراكز الايواء بمدينة كسلا لمعرفة قائمة الطعام المتوفرة لدى النازحين واللاجئين. اوضحت هذه الجولة أن شبح المجاعة وسوء التغذية وضعف المناعة مهددات تخيم على سكان المعسكرات وخاصة شريحة الأطفال.

في معسكر فرشنا في شرق تشاد تعيش معظم الاسر على وجبتين في اليوم الفطور والعشاء وكلا الوجبتين قوامهما العصيدة التي تؤكل مع ملاح الكول أو الملوخية، وغالبا ما تكون الملوخية مرتبطة بموسم الامطار.

تقول الأمهات ان اطفالهن يفتقدون الحليب والخضروات مما يؤدي لضعف مناعتهم واصابتهم بمختلف الامراض إضافة لسوء التغذية ونقص الحديد.

البامية المجففة:

في شرق تشاد تتفاوت مقادير ما تحصل عليه الاسرة من طعام. الاكل يتكون أساسا من عصيدة الذرة الحمراء (الماريق) ويطبخ معها ملاح البامية الخضراء او الويكة (مسحوق البامية المجففة)، وورد أن الويكة والملوخية يتم جمعها من اللاجئين أنفسهم. اما الكميات فهي تتفاوت بين “كورة” وهي المقياس المستخدم للدقيق والذرة هناك، الى نصف كورة لكامل الاسرة. بعض الاسر تتناول ثلاث وجبات بعمل المديدة في الصباح كوجبة مستقلة يأتي عليها الغداء والعشاء.

كمية العصيدة أو الذرة المستخدمة التي تقاس بالكورة يختلف استهلاكها من اسرة لآخري. الكورة الواحدة لا تكفي أسرة مكونة من 6 اشخاص، ولو كان عدد الاسرة اقل من ستة اشخاص هناك اسر تكتفي بنصف كورة. يختلف الاستهلاك أيضا ان كان العدد الكلي اغلبه من الراشدين أو الأطفال.

بشكل مجمل هناك عناصر غذائية محددة تشترك فيها كل الاسر وتشكل قائمة طعامهم اليومي والاسبوعي. بعض الاسر تقول انها مرة في الأسبوع تستطيع تدبير بعض اللحم وأسر أخرى لا تستطيع الحصول على اللحم الا بشكل متقطع.

العناصر الغذائية التي يمكن اجمالها هي الذرة الحمراء الماريق التي تؤكل في شكل بليلة أو يتم طحنها لعمل العصيدة منها. البامية الخضراء والملوخية والكول هي العناصر الأساسية لعمل الملاح لكل الذين تم استطلاعهم بواسطة راديو دبنقا.

 

لاجئون سودانيون في أحدي معسكرات شرق تشاد – المصدر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

حبال السعف مقابل الذرة:

في نيالا بجنوب دافور يختلف الوضع، ليست هنالك حصص غذائية لسكان المعسكر وعلى الاسرة الاجتهاد في تدبير المال اللازم لشراء الغذاء. تقول مريم، وهي ام لسبعة أطفال بأنها تصنع الحبال من السعف وتبيعها في السوق من اجل شراء الذرة لإعداد العصيدة. ملوة الذرة تكلف خمسة الاف جنيه وهو مبلغ أكبر بكثير من ثمن الحبال التي تفلح في اعدادها وبيعها وتكتفي بشراء نصف أو أحيانا ربع ملوة من أجل اعداد وجبة واحدة من العصيدة للأسرة في اليوم.

فاطمة هرون من معسكر دريج بنيالا أيضا تقول بأنها تعمل في السوق من أجل كسب بعض المال لتأمين غذاء الاسرة. وقالت في حديثها لراديو دبنقا بأنها تحصل من عملها في السوق على ما يكفي لشراء ربع ملوة من الذرة تطبخها اما في شكل مديدة كي تكفي جميع الافواه، أو عمل عصيدة سائلة القوام وغير متماسكة كالعصيدة المعتادة وذلك بسبب قلة الدقيق الذي تستطيع توفيره في اليوم.

معسكر قاقا:

في معسكر قاقا يتفاوت السكان في مقادير الاكل التي يحصلون عليها هناك اسرة مكونة من ام وصغارها يأكلون وجبة واحدة في اليوم عبارة عن عصيدة، بملاح أو بدون ملاح، وأحيانا لا يحصلون حتى على العصيدة الجافة فيأكلون ما يلتصق بقاع اناء العصيدة من الطبقة الرقيقة الجافة التي يسمونها “قنقو”.

في نفس الوقت هناك اسرة أخرى تأكل وجبتين في اليوم والملاح يتكون من البامية الخضراء أو الملوخية وأحيانا ملاح اللحم المجفف “شرموط”.

ليس لدى سكان المعسكر الكثير من التنويعات خارج القائمة المذكورة. وقال سكان المعسكر الذين تحدثت اليهم دبنقا بأن معظم الأطفال يعانون من نقص الوزن وسوء التغذية ونقص المناعة الذي يؤدي لأصابتهم بمختلف أنواع الامراض بشكل مستمر.

في شرق السودان يعيش عشرات الالاف من الفارين من جحيم الحرب في عدد من مراكز الايواء في مدن مثل كسلا والقضارف. كل مراكز الايواء هذه تقريبا هي مدارس تم استخدام مبانيها وفصولها لايواء الفارين من الحرب.

في حديث لراديو دبنقا مع الناشطة جليلة خميس عن نوعية الطعام التي يحصل عليها الناس في هذه المراكز ذكرت أن قوام الاكل الأساسي بالنسبة لهم يتكون من الأرز والعدس. وهي الوجبة اليومية المتاحة بالنسبة لهم. لإدخال بعض التنويع على الاكل يضطر النازحون لبيع بعض نصيبهم من الأرز والعدس لشراء الخضار واللحم، ولكن بطول الإقامة في هذه المراكز نضب معين هذه المساعدات وأصبح البعض يبحث عن الأرز والعدس.

وحول حال الأطفال ووضعهم الصحي أوضحت جليلة خميس أن وضع الأطفال أفضل نسبيا نسبة لحصولهم محاليل التغذية الخاصة من اليونيسف الأمر الذي ساهم في التقليل من نقصان الوزن وظهور اعراض سوء التغذية وسطهم.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *