د. مرتضى الغالي يكتب: وزارة الخارجية وسفاراتها ووزيرها تحت قبضة الكيزان …!

36

 

الدكتور مرتضى الغالي

 

(للأسف البالغ) يمكن القول أن وزارة الخارجية واقعة بالكامل تحت قبضة الكيزان.. إلى درجة أصبحت معها بياناتها وتصريحاتها وكأنها صادرة من مكتب “المؤتمر الوطني المقبور” أو مكتب حركة الفلول التي تسمى نفسها إسلامية…! بل أن بيانات هذه الحركة -رغم جلافتها- أصبحت (أخف كيزانية) من بيانات وزارة الخارجية…!

لقد أصبحت بيانات الخارجية تصدر بلهجة سياسية.. بل أصبحت تناقض الأعراف الدبلوماسية بصورة صارخة سافرة وهي تخاطب دول المنطقة والعالم أو الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية التي ينتسب إليها السودان.. بل أضحت تصادم القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين وشرائع حماية المدنيين.. فيا للعار والعيب المشين الذي لحق بهذه الوزارة وأساء لتاريخها وماضيها ودبلوماسييها ومنظومة دواوينها.. وكل العاملين فيها…!

مَنْ هو هذا الوزير الذي ألقى بوزارة الخارجية بكل جلالها إلى هذه الحفرة.. والذي سيذكره التاريخ بأنه قد لطخ وجه هذه الوزارة بالسخام والرماد.. وهو يسير من مكان إلى مكان في ذيل قائد انقلابي وكأنه شمشرجي في مائدة سلطان …؟! وكلها جولات من أجل تسعير الحرب والنكوص عن المفاوضات لسفك المزيد من أرواح السودانيين وتدمير الوطن وتشريد أهله.. (ماذا صنعت الخارجية للسودانيين الذي شردتهم الحرب ووقفوا على حدود الدول مهانين منبوذين) …!

هذا الوزير يسعى بكل جهده لتبرير (أكاذيب البرهان وطبزاته) والتغطية على جرائم الحرب وشرعنة الانقلاب.. ولا يستطيع أن يرفع أصبعه أمام كيزان الوزارة…!

ومن عجب أن تصطف الخارجية السودانية مع دعاة الحرب وتعلن مراراً وتكرارها رفضها إيقاف الحرب وهي تدافع عن قرارات الانقلاب.. وتمتثل للتوجيهات التي تأتيها من جهات غير رسمية لا علاقة لها بالدولة بما في ذلك (قوائم فصل وتعيين السفراء) أو نقلهم من دولة إلى أخرى.. يا للعار المجلل بالطين والخبوب…!

لقد أصبحت سفارات السودان بالخارج أيضاً في معظمها جاثية تحت قبضة الكيزان الأمنية.. ودونك ما تعرّضت له ندوة منتدى مجموعة “حتى نعود” الثقافية بأستراليا من تخريب نسبته المجموعة إلى أذرع الكيزان بالسفارة.. وقد لفت بيان المجموعة النظر إلى قضية هامة تتعلق بعمل سفارات الانقلاب بالخارج.. وهي شكوى متكررة لعديد من الجاليات السودانية في المهاجر من سطوة كوادر الكيزان على السفارات وتوجيهها لخدمة أغراضهم.. ومضايقة السودانيين وملاحقة أنشطتهم المدنية والاجتماعية.. وفي المقابل إدارة مصالح الكيزان في الخارج وغسيل أموالهم المنهوبة.. والسمسرة في ثروات السودان لصالح أرصدة الكيزان البنكية…!

الجديد في هذه الألاعيب الكيزانية هو صدور بيان بإسم وزارة الخارجية حول مقررات قمة الإيقاد.. ويؤكد بعض المُطلعين على الخبايا بأن هذا البيان من إعداد كيزان الوزارة وتمت كتابته على عجل (ولم يمر على البرهان) …! ويعترض هذا البيان (الهزء) على البيان الختامي لقمة الإيقاد.. ويسخر من البرهان وإلى درجة تصويره بأنه لم يكن يعلم بوجود وفد الطرف الآخر …! والكيزان يعلمون بأن البرهان هو الذي طلب انعقاد القمة غير العادية للإيقاد من أجل التوسط بين طرفي الحرب …! ما هذا الإنكار …؟! ألا يعلم الكيزان مَنْ هو الطرف الآخر الذي فاوضوه في الجولات السابقة …؟! هل هو وفد الدعم السريع.. أم فريق (مانشستر يونايتد) …؟؟!

هذا البيان الصادر بإسم الخارجية (أضحوكة) وهو مكتوب بصيغة ركيكة المحتوى تثير الرثاء.. وقد قالت عنه دوائر سياسية ومتابعات دبلوماسية بأنه (فضيحة مجلجلة) ووصفت ما جاء فيه بأنه أقرب إلى مغالطات (لاعبي الملوص) منه للوقائع الرصينة التي يُعتد بها؛ من حيث مجافاته لما دار في القمة ومداولاتها.. وتصويره لمشاركة البرهان ووفده فيها وكأنها لم تكن…!

وهكذا يلعب الكيزان بالبرهان عبر وزارة الخارجية.. وهم يعرفون هزال موقفه و(قلة حيلته) …! الله لا كسّبكم…!

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *