عقار في موسكو .. الحصيلة المحتملة.!!
عقار في موسكو .. الحصيلة المحتملة.!!
اعتبر الخبير في فض المنازعات وبناء السلام والمتخصص في العلاقات الروسية السودانية، إبراهيم موسى زريبة أن زيارة وفد بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إلى روسيا هو امتداد لعلاقات قديمة بدأتها حكومة الإنقاذ أثر عزلتها الدولية بعد فرض العقوبات عليها وحصارها اقتصاديًا ووضعها تحت قائمة الدول الراعية للإرهاب أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001.
وتوجه عقار اليوم إلى مدينة “سان بطروسبورغ” الروسية فى زيارة رسمية تستغرق عدة أيام للمشاركة في فعاليات الدورة السابعة والعشرين للمنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ، رافقه وزراء، الخارجية المالية والمعادن.
و يجري خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وتطورات الحرب الدائرة الان وتأثيرها على المحيط الاقليمي والدولي. والاتفاق حول منح روسيا قاعدة عسكرية على الأراضي السودانية بولاية البحر الأحمر.
عزلة دولية من جديد:
وقال زريبة في مقابلة مع “راديو دبنقا” إنَّ نظام الإنقاذ اتجه آنذاك بثقله نحو الصين وروسيا، وكانت هنالك بروتوكولات عسكرية عديدة لمد السودان بالأسلحة ومدخلات التصنيع الحربي. وقال إن كل التقانة العسكرية في السودان قائمة على مدخلات تصنيع روسية وتقانة عسكرية روسية.
وأضاف أن هذه الزيارة امتداد لتلك العلاقة القديمة خصوصا إن الحكومة في بورتسودان تديرها ذات العناصر التي كانت تدير حكومة الإنقاذ، والتي قال بأنها تعاني من نفس ظروف العزلة الدولية التي كانت تعانيها الإنقاذ.
ولفت زريبة إلى أن العالم قد احتفي بالتغيير الذي اتت به ثورة ديسمبر وقال إنَّ “أصدقاء السودان” قدموا كل الدعم الممكن لحكومة الثورة من منح وقروض واعفاء للديون. غير أن كل ذلك توقف بعد انقلاب 25 أكتوبر 2024 واصبحت حكومة بورتسودان بلا موارد وتعطل الإنتاج والمنتجات المصدرة بفعل الحرب. وألمح إلى أن زيارة عقار يمكن أن يكون هدفها الحصول على الدعم الروسي لتسيير الدولة ومواصلة الحرب.
وأكد أن حجم التعاملات العسكرية بين روسيا والسودان كبير وتطمح الحكومة في بورتسودان لمواصلة الحصول على السلاح والطيران والطائرات المسيرة والدعم الفني العسكري وكل ذلك لابد من ان يكون له مقابل.
وقال: “الآن استنفذ السودان كل ما يملك بفعل هذه الحرب وبعد تعطل الصادر واوجه الأنشطة الاقتصادية الأخرى لم يبق إلا ذهب البحر الأحمر وذهب الشمالية لتسديد فواتير التسليح من روسيا ودعم المجهود الحربي.”
روسيا ام أوكرانيا؟
وحول الحفاظ على مستوى التوازن في العلاقات بين روسيا واكرانيا اعتبر الخبير في فض النزاعات والمحلل السياسي ابراهيم زريبة، أن الأخيرة منهكة بفعل الحرب وليس لها ما تقدمه لبورتسودان، وليس هي بدولة ذات نفوذ كي تدعم مواقف بورتسودان في مجلس الأمن او المحافل الدولية الأخرى. لكنه استدرك بقوله إنَّ روسيا هي الأكثر فائدة في تداخلات الأمن القومي والمصالح وهذه هي المبادئ الحاكمة للعلاقات الدولية.
وحول ما تردد عن سماح الحكومة السودانية لمسلحين من أوكرانيا بتعقب المرتزقة الروس وتأثير ذلك على العلاقات، قال زريبة “انا لا استطيع أن أوكد ولا أستطيع أن انفي وجود مرتزقة من الجانبين لكن، وإن وجدوا فإن ذلك ليس بالأمر المهم لا للسودان ولا لروسيا ولا لأوكرانيا ولن يحدثوا فارقًا لصالح أي طرف من أطراف الحرب في السودان. وقال ما يحدث الفارق هو التدخل الدولي العسكري المباشر.
وقال زريبة لم يعرف عن روسيا تقديم المعونات لأغراض انسانية او من أجل التنمية بالتالي كل شيء يقدم من روسيا سيدفع ثمنه الشعب السوداني المكلوم والأجيال القادمة في حالة العقود طويلة الأجل.
ونوه إلى أن كل الحكومات الغربية أوقفت دعمها للسودان بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 وتعتبر الحكومة غير شرعية لأنها تنكرت للشرعية الثورية التي اتت بها وابطلت الوثيقة الدستورية. على روسيا أيضا الانتباه لذلك لأنها قد تخسر اي عقود شرعية مع حكومة غير شرعية في تحكيم او مقاضاة دولية مستقبلية.