الاغاثة والمساعدات في الاسواق .. من يسرق ويبيع.؟
راينو: بلو نيوز الإخبارية-
أطلت برأسها من جديد، أزمة بيع وتسرب الإغاثة إلى الأسوق، هكذا تداول ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، ناشرين صور لمواد غذائية كالدقيق والسكر تباع في الأسواق باسعار عالية، يقابله تحذيرات أممية لقرب وقوع مجاعة كارثية نتيجة لاستمرار الحرب.. في وقت يتبادل طرفي الحرب الاتهامات حيال ذلك..
مجاعة في الطريق:
ودخل الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع، عامه الثاني؛ بتصاعد حدت الأزمة الانسانية والحوجة للغذاء، خاصة العالقين في مناطق النزاع، وفقًا تقارير أممية، وتشير ذات التقارير إلى أن السودان مقبل على أوضاعًا كارثيةً حال عدم توقف القتال الدائر.
فيما يتبادل الطرفان الاتهامات بشأن عرقلة عملية إيصال المساعدات الإنسانية، وفتح ممرات آمنة لوصولها للمناطق المتضررة، إلا أن الأمر تجاوز تلك المرحلة إلى أن وصل إلى بيع الإغاثة في الأسواق وبأسعار عالية في بلد تشتعل معظم مناطقها بنار الحرب وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
وطالبت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، في بيانها الختامي، للمؤتمر التأسيسي، الجيش وقوات الدعم السريع عدم استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح ضد المواطنين، داعيةً إلى فتح المسارات لضمان وصولها.
فساد في عاصمة الجيش:
العديد من الادعاءات والاتهامات تحدث عنها كثيرون في بورتسودان ومدني وغيرها من المدن وطبقا لتقارير اعلامية تم رصد العديد من المساعدات في مناطق سيطرة الجيش اي بورتسودان التي تمثل العاصمة البديلة لسلطة الامر الواقع، ووجد في السوق الكبير وسوق أم دفسو وسوق ليبيا، مساعدات إنسانية بعضها مكتوب عليه “غير مخصصة للبيع” ولكنها معروضة للبيع في تلك الأسواق. وهو الامر الذي قاد الى تداول الاحاديث صراحة عن الفساد في إدارة وتوزيع مواد الإغاثة في بورتسودان.
وبحسب رصد “راينو” تم تداول في وقت سابق قيام سائق شاحنة تعاقدت معه وزارتي المالية والتنمية الاجتماعية كانت مشحونة من مدينة بورتسودان ومخصصة لإقليم دارفور، لكن جزءا كبيرا منها شق طريقه إلى الأسواق بدلًا عن المتضررين من الحرب، وهو ما اثار فضيحة عقب رد وكيل وزارة التنمية الاجتماعية المسؤول عن استلام وحصر وتوزيع وتوثيق كل المساعدات الواردة من الدول والمنظمات، وتفسيره للواقعة بأن “الأوضاع الاقتصادية القاسية التي يمر بها السائق وأسرته دفعته إلى سرقة 54 طنا من المساعدات الغذائية المخصصة للمتضررين من الحرب وبيعها”.
بيع الاغاثة في امدرمان:
وتحدثت مصادر عن مسؤول في منظمة الصحة العالمية “WHO”، ل”راينو”، أن السودان يشهد اوضاعًا الإنسانية غاية السوء، وأشارت إلى أن المواد الإغاثية في منطقة أمدرمان محتمل أن تتسرب إلى الأسواق، لجهة أن الفوضى العارمة التي تمر بها الإغاثة تسمح ببيعها وتوزيعها دون ضوابط صارمة.
ولفتت المصادر التي نقلت عن مسؤول في منظمة الصحة، إلى أن هناك خلل كبير في إدارة مفوضية العون الانساني للإغاثة، حيث أنها غير قادر على القيام بواجباتها بالصورة المطلوبة.
فيما نقلت تقارير اعلامية سابقة عن موظف اممي سابق، فضل حجب اسمه، أن تسرب الإغاثة للأسواق مشكلة قديمة، قدم جهود الإغاثة نفسها، في السودان وخارجه وهذا ما يدعو المنظمات الأجنبية على الإصرار على الاشراف على توزيع الإغاثة بنفسها او بواسطة منظمات محلية يثقون فيها وبموجب إجراءات تضمن وصولها للمحتاجين.
وابان بأن هذه الإجراءات كثيرا ما يتعذر تنفيذها على الأرض خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة كما يحدث في السودان الآن. واضاف: على اية حال يظل مسئولية الحفاظ على مواد الإغاثة وتوصيلها لمستحقيها ومنع تسربها للأسواق مسؤولية تضامنية بين المنظمات المانحة والهيئات الحكومية المكلفة بذلك وهي مفوضية العون الإنساني في هذه الحالة وكثيرا ما تواجهه المنظمات الحكومية والطوعية الوطنية ذات المشكلات في توصيل الإغاثة لمستحقيها إضافة للاعتبارات القيود التي تفرضها الحكومة على عمل منظمات الإغاثة وتوزيع العون الإنساني ذات الارتباط الوثيق بحساباتها السياسية والعسكرية.
بينما يصف الناشط المدني ابراهيم موسي في حديث سابق لـ”دبنقا” تسرب الاغاثة للأسواق بأنه غياب للضمير في ظل هذه الأزمة الإنسانية والجوع والغلاء الطاحن الذي يحاصر المواطنين، وأضاف كيف لمسؤول يري حجم معاناة النازحين والمشردين ويقوم بالتصرف في حقوقهم، مناشداً المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية ومفوضية العون الإنساني العمل على منع تسرب الإغاثة الي الأسواق وتوزيعها لمستحقيها.
وقوع حالات:
وفي دارفور، يقول ناشط وثائر فضل حجب اسمه ل”راينو”، إن الإغاثة لا تصل للمستهدفين الحقيقيين، واحتمالية تسربها كبير، نظرًا إلى أن الحاجة بالاقليم عالية، خصوصًا المناطق التي شهدت صراع، مشيرًا إلى أنه لا يمتلك أرقام واضحة عن تسرب الاغاثة أو بيعها في الاسواق، لكنه أكد وقوع حالات مثل تلك، قبل شهرين بمدينة زالنجي.
وذكر الناشط أن المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع بدارفور بها تجاوزات أكبر، حيث يتدخل الدعم السريع في التوزيع وفرض شروط التوزيع على النازحين وربطهم بأجندة، مستشهدًا :”يشترط على النازحين العودة إلى منازلهم وهي التي تقع تحت سيطرته، حتى يمنحهم المواد الإغاثية”.
دقيق في السوق:
وأبلغ مواطنون، من مدينة الأبيض “راينو”، عن بيع الاغاثة في الأسواق، خاصة المتعلقة بالمواد الغذائية الدقيق والسكر، وقالوا إنها تعرض في السوق أمام مرئ ومسمع طرفي النزاع والسلطات الموجودة.
بالمقابل، تداول رواد في مواقع التواصل الاجتماعي صور لجولات دقيق تابعة للاغاثة السعودية تباع في سوق بورتسودان، مكتوب عليها تباع مجانا، رغم ذلك تباع بأسعار عالية. كما كتب آخرون عن بيع مواد إغاثة في أسواق بمدينة امدرمان نطاق سيطرة الجيش.
المفوضية تنفي:
في وقتٍ سابقٍ، نفت مفوضية العون الإنساني، ماراج حول بيع شحنات الإغاثة المخصصة لإقليم دارفور في الأسواق. وأوضحت، أن تلك الشحنات تم توجيهها إلى ولايات الخرطوم والشمالية ونهر النيل، لتعثر دخولها إلى دارفور منذ ما يقارب الشهر والنصف، مؤكدة على أنها ستعوض حكومة دارفور في حال تحسن الأوضاع الأمنية.