معسكر كلمة: سوء التغذية يفتك بالأطفال .. والبلاستيك وقوداً للطهي.
دبنقا: بلو نيوز الإخبارية-
ازدادت نسبة إصابة الأطفال بمرض سوء التغذية بمعسكر كلمة للنازحين في ولاية جنوب دارفور بسبب النقص الحاد في الغذاء وعدم توفر الخدمات الصحية الكافية لرعاية المصابين، فضلاً عن عدم إلمام أمهات الأطفال بمخاطر المرض وطرق مكافحته علاوة على البيئة العائلية غير الصالحة لنمو الأطفال هذا بالإضافة إلى انعدام الأمان جراء الحرب، لدرجة أوصلت النساء لاستخدام البلاستيك كوقود للطبخ بدلاً عن الحطب لكثرة الاعتداءات عليهن في الغابات خارج نطاق المعسكر.
“10” حالات في اليوم:
وقالت أخصائي التغذية بمركز (ألايت) في معسكر كلمة أبرار سليمان لـراديو دبنقا “إن المركز يستقبل 10 حالات سوء تغذية للأطفال كل يوم” واعتبرت هذا العدد كبيراً مقارنة بالعام الماضي حيث كان المركز يستقبل حالة واحدة في الفترة التي تزداد فيها حالات الإصابة بسوء التغذية، وأرجعت ذلك للحرب الدائرة في السودان وتأثر الأسر بها من الناحية الاقتصادية.
وقالت إن الحرب هي ابرز التحديات التي تواجه المركز يأتي بعدها بيع أمهات المصابين للحصص الغذائية التي توزع عليهم وجهلهن بالبدائل، وأضافت “أن عددا كبيرا من الأطفال يغادرون المركز بعد امتثالهم للتعافي لكنهم يعودون مرة أخرى لعدم التزام الأمهات بالوصفات الغذائية” وأضافت هناك أيضاً نقص في الغذاء ولم تعد المنظمات الأممية توفي بالحصص الغذائية بعد الحرب.
وأشارت إلى أن برنامج مكافحة سوء التغذية يشمل الأطفال من عمر (6 إلى59 شهراً) وهو مرض خطير ومسؤول أساسي عن وفيات الأطفال، أما المشاكل الصحية المتعلقة بسوء التغذية فهي عديدة بحسب اخصائية التغذية، ومنها الاسهالات وفقر الدم وارتفاع حرارة الجسم، وهي الاعراض دائماً ما تظهر في الأطفال المصابين بسوء التغذية أو الحصبة أو الإيدز، وأردفت أهم المؤشرات بالنسبة لسوء التغذية ما نسميه “فجوة الجوع” وهي فترة زمنية تكون فيها نسبة الجوع اعلى من المعدل الطبيعي في الشهور الطبيعية وغالباً تزيد فيها نسبة دخول الأطفال إلى المراكز بشكل مضطرد ، وتعتبر بداية موسم الخريف التي تبدأ من مايو هي أكثر الفترات التي تزيد فيها معدلات سوء التغذية لانشغال النساء بالزراعة، أما الآن بعد الحرب فقد بدأت فترة “فجوة الجوع” مبكرا نسبة للوضع الاقتصادي ، قبل الحرب كان (العنبر) يستقبل في اليوم حالة واحدة أما الآن فقد يستقبل المركز أكثر من 10 حالات يوميا، وعزت ذلك للبيئة العائلية غير الصحية والخدمات الصحية غير المتوفرة وانعدام الأمن الغذائي.
“8” وفيات:
الصحفي والمهتم بالشؤون الإنسانية بمعسكر كلمة محمد بخيت إدريس قال لـراديو دبنقا ” إن مركز (ألايت) يستقبل حالات سوء التغذية الحادة أم الأخرى فلا مجال لها، وكشف عن أن عدد الحالات التي وصلت بحسب التردد منذ بدأ الحرب 217 حالة، توفيت منها 7 حالات، وحولت 8 إلى مستشفى نيالا بواسطة أطباء بلا حدود.
وقال إدريس “هناك حالات ترفض الذهاب للمركز بحكم نقص الخدمات العلاجية حيث يفضل الأمهات بقاء الأطفال في البيوت إلى أن تختطفهم يد المنون، وأضاف مركز (ألايت) هو الوحيد الذي يعمل بعد أن أخلى مركز (آي أم سي) طرفه منذ مايو الماضي، وحذر من أن تشهد فترة الخريف مزيداً من التدهور في الوضع الصحي بالمعسكر خاصة وأن المزارعين لن يستطيعوا الذهاب إلى مزارعهم جراء الحرب وانعدام الأمن ، وقال “إن النساء يستخدمن (البلاستيك) كوقود لطهي الطعام بعد تعرضهن للعنف الجسدي في الغابات التي يجلبن منها الحطب” وناشد المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في مجال حقوق الإنسان بالتدخل عاجلاً لإنقاذ الوضع في معسكر كلمة.