تعساً للبراء .. سحقاً للإرهاب .. شكراً للمملكة.
علي أحمد يكتب ..
“تعساً للبراء .. سحقاً للإرهاب .. شكراً للمملكة.”
عندما رأيته صورته مولياً وجهه نحو الكعبة المشرفة ممسكاً بجدارها، وظهر بالمواد اللاصقة التي يفضّل إظهارها لـ(المشاهدين) ربما ليقول لهم “أنا المجاهد الأكبر”، “المصباح أبو زيد طلحة”، قائد كتيبة البراء بن مالك، من مليشيا حزب المؤتمر الوطني المنبثق من حركة الإخوان المسلمين الإرهابية التي حكمتكم ثلاثين عاماً بانقلاب، ثم شنت عليكم حرباً لا هوادة فيها، قضت على أخضركم ويابسكم.
عندما رأيت هذا الصبي الإرهابي المعتوه، الذي منحه قائد جيش (سناء) رتبة عسكرية؛ يزور بيت الله – شعرت بالطمأنينة وبقرب تحقق عدالة السماء، “وما الله بظلّام للعبيد”.
عندما يزور قاتل وإرهابي بيت الله الحرام – ليروّج لنفسه كمجاهد بإظهار اللاصقات الطبية على ظهره وأعلى كتفه وأصابع يديه وقدميه، حيث يخادع بها بعض المعتوهين مثله – لكنه لا يستطيع خداع الله سبحانه وتعالى – المنتقم الجبار العادل – فان مصيره مصير الإخواني المشعوذ العجوز الدجال “الطيب الجد”.
اعتقلت السلطات بالمملكة العربية السعودية، المصباح، وهي تحقق معه الآن، وقد بعثت وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بالمملكة برسائل نصيّة إلى أرقام هواتف أعضاء مجموعات الواتساب من منسوبي الكتيبة المقيمين بالمملكة تستدعيهم للتحقيق في أقرب مقر للأمن العام أو وزرارة الداخلية بالمناطق التي يقيمون بها.
القصة بدأت عندما انسحب هذا الصبي من ميدان القتال – كعادته – وادّعى أنه ذاهب إلى الأراضي المقدسة لأداء العمرة، رغم أن الجهاد مقدم على الحج نفسه دعك عن العمرة، ثم لم يتلزم هذا المخبول بما تقتضي الزيارة من مناسك وشعائر، وانخرط في تجمعات سياسية ودعوات جهادية وجمع للتبرعات وسهرات للإنشاد الجهادي، وكأنه في بيت أبيه وأمه، لا في بيت الله الحرام، وكأنه في دولة (بورت كيزان) حيث الفوضى المتجذرة بلا قيادة ولا قائد ، وليس المملكة العربية السعودية؛ حيث النظام والقانون والانضباط، وكذلك حيث تصنف الجماعة التي ينتمي إليها هذا (العِرّه) جماعة إرهابية .
إن المملكة وقيادتها الرشيدة الحكيمة لن يسمحان لهذه الجماعة بإثارة الفوضى في بلاد الحرمين الشريفين، ولن تأخذ المقيمين السودانيين الآخرين غير منسوبي هذه الكتيبة الإرهابية بجريرة هذا الدعي المخبول، لذلك وجد خبر توقيف هذا الإرهابي والتحقيق معه والتحفظ عليه إلى حين اكتماله صدىً طيباً في نفوس السودانيين وأثلج صدورهم فطالما عانوا من عبث هذه الجماعة بأمن ومقدرات وثروات ووحدة بلادهم، وها هي الآن في مهب الريح بسبب أعمالهم الآثمة.
بطبيعة الحال، لا أجد نفسي حزيناً لبعض المخدوعين الذين حذرناهم مراراً وتكراراً من مغبة الانخراط في مجموعات الواتساب الخاصة بالإرهاب لأنها تخضع لمراقبة دولية وأن انشطتها مرصودة عالمياً، وهي مجموعات تديرها شبكات إرهابية وشبكات تنشط في تهريب وغسيل الأموال وهذه جريمة أخرى، لذلك فإن هؤلاء المقيمين بالمملكة الذين صدقوا أن ما تقوم بها كتيبة البراء الإرهابية، هو دفاع عن الوطن وأن الحرب التي تخوضها هي (حرب كرامة)، لن نشعر بالحزن على غباءهم، وعليهم طالما اختاروا هذا الطريق وحرضوا عليه أن يذهبوا إلى ميادين القتال لأنه لا يوجد جهاد في حواري جدة و”غبيرة” الرياض.
الغريب في الأمر، أنّ هذه الكتيبة الإرهابية التي تكتمت على خبر إيقاف قائدها في بداية الأمر، بل حاولت نفيه، عادت لتهدد وتتوعد المملكة وقيادتها وتمهلها (48) ساعة لإخلاء سبيله ومرافقيه – وإنا لله- من يهربون كالجرذان الجرباء أمام أشبال الدعم السريع يهددون السعودية، دعونا نقول لهم، إن صبيكم المخبول المجرم، خالف الأنظمة والقوانين المعمول بها في المملكة فنظم التجمعات السياسية وجمع الأموال وأقام الأنشطة الجهادية، فهذا يستحق الإعدام وليس التحقيق فحسب، فلماذا تتباكون كالنساء، وأن تهديدكم للملكة يشبه تماماً (تهديد أم ضريوة لأميركا)، أيام حكمكم – الله لا أعاده- .
الشعب السوداني والمقيمين منه بالمملكة العربية السعودية الشقيقة؛ يؤيدون تطبيقها لقوانينها ونظمها على المخالفين لها، بغض النظر عن جنسياتهم وألوانهم وأشكالهم، وقد بعثوا إلىّ بالكثير من الرسائل في هذا الخصوص، لأعكسها تعبيراً عنهم في كتاباتي.
ما يحزنني ويشق على قلبي، هو مطاردة الكيزان (الإرهابيين) للسودانيين في بقاع الأرض بعد طردهم من بلدهم وتحويله جحيماً، ها هم يلاحقونهم خارجياً، يرتكبون المخالفات في السعودية ويقيمون حفلات الخلاعة والمياعة والمجون في تركيا ومصر، ويختلقون المشاكل والأزمات لكي يحيلوا حيواتهم جحيماً حتى في الخارج، وهذا ما أراد فعله صبي البراء الهارب بالمقيمين السودانيين بالمملكة، وهيهات، لأن حكومتها لا تأخذ الجميع بجريرة البعض.
تعساً البراء .. سحقاً للإرهاب.
شكراً المملكة العربية السعودية الشقيقة.