عبد الرحمن الكلس يكتب .. “إبن أركو.!!”

170

عبد الرحمن الكلس يكتب .. “إبن أركو.!!”

كانت العرب قديماً تطلق على الحمار اسم (أبا زياد)، وكان أحد الشعراء يريد النيل من الدولة الأموية، فكتب يهجو أحد قادتها وهو “زياد بن أبيه” قائلاً: (زياد لست أدري من أبوه / ولكن الحمار أبو زياد).

للأسف لم يعش ذلك الشاعر الخبيث حتى اليوم ليعرف ان الحمار ليس أبوزياد وإنما الحمار ابن أركو ، واسمه: (مِني أركو مناوي).

بمشاعر مختلطة هي مزيج من الضحك والحزن والأسى شاهدت حوار (الحمار) مع الأستاذ “أحمد طه” على شاشة قناة الجزيرة، وأصدقكم القول انه ولأول مرة أرى في فضيحة آخر فضيحة شخصية بالنسبة لي، هكذا شعرت وأيم الله حين مشاهدتي للحوار، إذ أنه تم تقديمه بوصفه مسؤولاً سودانياً بارزاً، وهنا مكمن الفضيحة، فإذا علمنا بمسخرة دولة بورتكيزان التي يتبوأ فيها خرتيت مثل “مالك عقار” الرجل الثاني فيها، إلا أن الحقيقة ان حمار مقالنا كان حاكماً لإقليم دارفور إبان حكومة الثورة، وهنا يفسر الحال المآل، فهذه الحرب لم تهبط إلينا من السماء، نحن نستحقها وهي تستحقنا، وإن خراباً بالحق بناء بالحق .. واللهم زد في التدمير وبارك لنا بعده، آمين.

عرّض (الحمار) بنفسه كما منصبة وحكومة (بورت كيزان) لهزة عنيفة حيث بدا كعادته – أو أكثر قليلاً، كجاهل متوتر، لا يفقه أبجديات السياسية أو العسكرية أو التعامل مع الإعلام.

وجد مذيع الجزيرة، أحمد طه، ضالته في حمارنا – كما أجدها أنا الآن مضطراً غير راغب – وقرّر أن يستمتع به ويمتّع معه المشاهدون ويزجي الجميع أوقات فراغهم مع هذا الحمار الأرجوز، وكأني بأحمد طه يقول لنا: اذا لم تستيطعوا مقاومة الاغتصاب فلتستمتعوا به !

لقد أهان الحمار ابن أركو النساء أيما أهانة، لكنه أهان قبل كل ذلك نفسه ومنصبه العدمي، وذلك عندما استشاط غضباً بسبب سؤال بسيط، وهو : ” لماذا لا تعود إلى الفاشر؟”؛ وجهه له أحد المشاهدين واسمه (منصور)، فعندما قرأه عليه أحمد طه، جرى الدم في عروق رأسه وارتبك وغضب غضباً شديداً حتى فقد أعصابه، وعاد إلى حقيقته (مناوي الصعلوك) مستخدماً لغته الشوارعية الفجة، ففضح جهله وعجزة وقلة حيلته، وهذه الأوصاف ليس فيها تجنياً فقد ظهرت جليه في إجابته على السؤال، رغم إنها لم تجب عنه، قال الحمار: ” أنا أقود المعركة، لكن هل السائل رجل أم امرأة، وكيف أعرف أنه رجل؟ … أنا لا أتحدث مع المجاهيل..؟” وشرع يهمهم بالكثير من الكلام (الخارم بارم)، ما اضطر المذيع إلى التدخل لايقاف حمارنا في حده، معترضاً عليه بقوله ما الفرق حتى لو كان امرأة، عليك أن تركز على السؤال المطروح، قبل أن يضطر أن يقول له – ما معناه – طيب انسى موضوع هل هذا المنصور رجلاً أم امرأة – واعتبرني أنا من طرحت السؤال: ” متى كنت آخر مرة في درافور؟”، وبقية ما قال يتجاوز الكوميديا إلى القرف والتقيؤ!

ما هذا العته والغباء وانعدام الإحساس، فقد ظهر الرجل الحمار كمن تعاطي كمية من المخدرات قبل ظهوره على الهواء، ثم أطلق العنان لخياله بلا كوابح، خاصة عند إجابته على سؤال المذيع عن آخر مرة كان موجوداً بها في الفاشر، فرد حمارنا غير المستأنس: يمكنني العودة إلى الفاشر في أي وقت، ووجودي في بورتسودان لأنها العاصمة الإدراية، ثم استغرق وغرق في تفاصيله البلهاء، أنا لست في (بورت أي حاجة كده يعني) أنا في بورتسودان، فاضطر المذيع إلى ايقافه، قائلاً: ” نعرف إنك في بورتسودان وليس في بورسعيد؟”، لكن لماذا لا تقود معركة الفاشر؟ فرد الحمار: إنه يقود معركة الفاشر من أي مكان!

من قال لهذا الحمار ان روح الدعابة شيء مكتسب، بل من قال له ان ذخيرة اللغة والمنطق كذخيرة الأسلحة تخرج بالضغط على الزناد، هذا الحمار خال من أي شيء، بل انه لا يصلح حتى للنهيق، لقد أصبح أضحوكة أكثر مما كان، وبدا لي أغبى من حمار وأقذر من خرتيت، ويبدو انه ينافس رفيقه “نجفة” على صدارة مملكة الحيوان التي يكد البرهان في تأسيسها منذ منتصف ابريل من العام 2023.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *