الامير/ حامد يوسف ماهل: الشهيد علي يعقوب الفارس الذي ترجل.

360

الامير/ حامد يوسف ماهل: الشهيد علي يعقوب الفارس الذي ترجل.

التقيته لاول مره بمنطقة جبل احمر بولاية وسط دارفور في خيمة العزاء ليلا في فصل الشتاء وهو بين جموع القادمين لتقديم واجب العزاء في وفاة احد اقاربه في قرية متواضعه، توسد يده والتحف سقف الخيمة وبات تلك الليله مع العامه وعقب صلاة الفجر تفاجات بان ذلك الرجل النحيف ، الذي يستقبل ضيوفه ببشاشه وكرم وحب ويرتدي بذته العسكريه لكانما متاهبا لخوض معركة وشيكة ، هو ذلك البطل المغوار (علي يعقوب) .. فهو بطل في السلم والحرب وقد لعب ادوار متعاظمه قبل اندلاع الحرب في الجمع بين قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو وقائد الجيش البرهان لتقريب وجات النظر ونزع فتيل الازمه الا ان ارادة البرهان كانت ضعيفه ولا يمتلك للقدرة علي اتخاذ قرار يجنب البلاد ويلات الحرب..
الجنرال/ علي يعقوب استطاع ان ينهي اطول واعنف حرب بين قبيلتي المسيريه والسلامات والتي كانت تزكي نيرانها الاجهزة الامنيه فقد حسمها في لمح البصر وصارت القبيلتان في وضع الاخاء والتواصل الي يومنا هذا..
الجنرال علي يعقوب استشهد مقبل غير مدبر وقد قال كلمته المشهورة ( ما بتشوفوا كعبي) عندما اطلق الجبناء دعاية بحقه.. فقد بذل جهدا خارقا في استتباب الامن وجاب فيافي دارفور يبشر بالسلام والتعايش بين مكونات الشعوب والقبائل.. وعندما اصرت قيادة الجيش علي خوض الحرب مستغلة نفس القبائل التي مارست عليها الإبادة والتقتيل والنزوح واللجوء لم يتواني او يتواري او يولي الدبر فقد وقف امام جيشه كالطود العظيم وقاتل بشراسه وشجاعه حتي لقي ربه شهيدا..
الا رحم الله البطل الفذ علي يعقوب وجعله من اصحاب اليمين.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *