فاطمة لقاوة: “الفولة – بورتسودان” .. التاريخ كما يجب أن يكون.

208

بالأمس سطر الشعب السوداني أروع البطولات بأيادي “إسود الشرق” و”أشاوس قوات الدعم السريع”،فكانت صفعاتان قويتان يجب أن تعيدان لِعصابة الكيزان الهاربة رُشدها إنِّ كان بين تُجار الأزمات الذين إتخذوا من بورتسودان ملجأ لهم أحداً يحمل بدواخله ضمير يهديه للرُشد.

الخميس٢٠يونيو ، كان يوماً مفصلياً لأهلنا في ولاية غرب كردفان وولاية البحر الأحمر ،الذين يتشارك كِليهما في التهميش المُمنهج بعناية فائقة من المركز إتجاه إنسان تلك الولايتين ،وسِرقة خيراتهم ،وإفقار المجتمعات وتركها محاصرة بين ثالوث( الفقر ،والجهل ،والمرض)،فمن لم تقتله الحروب القبلية المُفتعلة ،يموت جوعا بالمرض والعدم .

بالأمس نهض شعب الولايتين ضد الظُلم والطغيان-(وإن إختلفت ظروف الولايتين من حيث السلاح المستخدم من الطرفين،إلا أن الظالم واحد)-وإستطاعوا بثورتهم الفتية أن يكسروا صَنم طوق القبضة المركزية ويقطعوا الطريق أمام الإستغلاليين من أبناء تلك المناطق المُدجنين الذين درجوا على التسلق على ظهر مُعاناة أهلهم من أجل الوصول لتناول فتافت صواني أسيادهم في السُلطة والمال ،لذلك يطبلون اليوم للظالم من أجل منفعتهم الذاتية.

ما حدث في بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر أمس ،وما تزامن معه من أحداث في مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان ،ما هو إلاَّ إمتداد لطوفان ثوري حقيقي لا يمكن أن نسميه إمتداد لثورة ديسمبر التي تعثرت ،ولكن قد تتكامل الحلقات بين هؤلاء الثوار الحقيقيين وبين من تبنوا ديسمبر وصعدوا فوق قطارها إن صدقوا المقصد وتجاوزوا الأنانية السياسية والطمع السلطوي وإبتعدوا عن الفهلوة السياسية والتزحلق المكشوف على. ظهر الأزمات.

ثوار البِجا في بورتسودان أمس حركوا البِركة الآسنة للتمايز المقرون بالسُلطة في السودان،هو ذات التمايز الذي قاد الى إشعال حرب الكيزان والنُخب المركزية الداعمة لهم في السِر والعلانية،والذين زُهلوا من ثبات قوات الدعم السريع وتماسك عقيدتها القتالية ،وتقدمها الميداني في كافة المحاور،فلجأوا إلى محاصرتها بتلفق التُهم وتسليط الإعلام الكذوب ،ظنا منهم بأنهم يستطيعوا تحجيمها ولكنهم فشلوا أمام العالم الذي أصبح قرية بفضل الإنفراج الفضائي الإعلامي الذي يمحص بين الغث والثمين.

دخول قوات الدعم السريع لعاصمة ولاية غرب كردفان جاء نتاجاً لتمادي عناصر الحركة الإسلاموية في نسج خيوط المؤامرات الدنيئة،و التي بدأوا إحاكتها في بورتسودان على ملأ ومشهد العالم أجمع ،و تمشدق شيخهم العجوز صلوحة الذي يُعتبر مُهندس المأساة في ولاية غرب كردفان منذ نشأتها،والمدبر الأساسي للفتن والإحتراب القبلي وإستغلال إنسان الولاية ليكون وقوداً لحروب وكالة عن حكومات المركز المتعاقبة، وما زال لم يرعوي بعد.

بالأمس تحررت عاصمة ولاية غرب كردفان، هذا التحرر يدفعنا بأن نهمس في أذن القادة الميدانيين والمستشارين المرافقين لهم لنقول:(اهتموا بأمن المواطن وبسط هيبة القبضة الإدارية القوية،وتفويت الفُرصة على البرهان وزُمرته بأن لا يتلاعبوا بنسيج الولاية الإجتماعي،ونحن ثقتنا في قيادة الدعم السريع لا تخيب وقد كان أمس يوما عظيما في تاريخ ولاية غرب كردفان) . حاول البرهان والفارين إليه في بورتسودان التفشي في إنسان ولاية غرب كرفان الغلبان ، وقام طيران البرهان بإلقاء البراميل الحارقة على المدينة في المساء ليقتل الأطفال والنساء والشيوخ ،ويدمير مقر السِجل المدني من أجل طمس هوية إنسان المنطقة ،في جريمة حرب مُكتملة الأركان ،تؤكد ضعف وهوان صلوحة ووفده،وتَبين حِقد البرهان وعصابته التي أصبحت مُحاصرة بجرائم حرب،وجرائم ضد الإنسانية ،وجرائم إبادة جماعية ،حاول بعض النُخب غض الطرف عنها أو تناولها بإستحياء،ظناً منهم بأن الشعب السوداني ما زال إنطباعي يسهل إقتياده بالعاطفة ،إلا أن شباب شرق السودان وغرب كردفان ،باالأمس قد بدأوا صفحات تاريخ جديدة للشعب السوداني يجب أن تكون مقياس الثورة الحقيقي بشقيها المدني السلمي ،والثورة المسلحة التي سطرها أشبال الدعم السريع ،بعد أن فُرضت عليهم الحرب فكانوا لها في الميعاد ،ولم يهنوا رغم محاولة أقزام بورتسودان سلب الشباب جنسيتهم وهويتهم ،ولكن ثبات الشباب اليافعين أصبح مدرسة يجب على الكهول التعلم منها إن صبروا.

ولنا عودة بإذن الله.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *