هشام عباس يكتب ..

الحكاية مقلوبة.!!

اكثر من 14 شهر على اشتعال الحرب العبثية وحتى هذه اللحظة ستجد الاخبار عن الحرب بنفس الصيغة منذ يومها الاول :

-الدعم السريع يهاجم الفاشر من ثلاث محاور .

الدعم السريع يهاجم سلاح الاشارة من محورين .

-الدعم السريع يهاجم المحاصرين في القيادة العامة والمحاصرين في الشجرة .

– الدعم السريع يستبيح قرية جديدة في الجزيرة.

– الدعم السريع يتقدم في محور سنار واشتباك مع قوة من الدعم في محور المناقل .

– متحرك ( فكو خالي ) يصل ام درمان ومتحرك قجة يصل الخرطوم ويرجع تاني لمدني وراجع الخرطوم بكرة، ووووووو .. الخ.

على الناحية الاخرى حول تحركات الجيش :

– تصدينا لهجوم الدعم في المنطقة كذا وكبدناهم خسائر عندما هاجموا المنطقة كذا .

– الفاشر لم تسقط والدعم لم يدخل المناقل ولا يوجد هجوم على شندي .

– فيديو لاربعة خمسة افراد يقال انهم العمل الخاص فعلوا كذا وكذا وكذا .

– فلان طلع لايف وعلان ردم فرتكان في لايف

-انتصار دولي لان مندوب السودان شتم الامارات.

لو اتيت بأي انسان على هذا الكوكب لا يعرف السودان ولا يعرف الفرق بين الجيش النظامي والمليشيا من بين طرفي الصراع سيعتقد ان الجيش هو الدعم والعكس ،، لسبب بسيط :

في كل الدنيا الجيوش النظامية هي التي تكون لها اليد العليا وهي التي تهاجم وهي التي تحاصر وهي التي تحرك المتحركات والمليشيا وما شابهها من عصابات او غيرها تعمل بتكتيك اضرب واهرب وهي التي تكون في وضع حصار ومطاردة ودفاع وليس العكس .

عندما نكون امام هذا المشهد المقلوب بعد كل هذه الشهور من الحرب ولا جديد يلوح في الافق تفهم حقيقة ما نقول :

ان الوعودات بحسم الحرب التي تصدر احياناً من قادة الجيش او من اعلام الكيزان ماهي الا محض اكاذيب وسواقة خلا ،، وان الانتصارات المزعومة والقضاء على الدعم السريع وضعف الدعم السريع وقلة افرادها وقدراتها ماهي الا محض اماني وليست حقيقة على الارض وأن الذي يستنزف هو الجيش ومسانديه وليس العكس .

الحقيقة المجردة هي ان الدعم السريع لا زال المهاجم ولا زال المحاصر ولا زال الذي يملك المبادرة وانه رغم تمدده وانتشاره وتوزيع قواته على عشرات الجبهات القتالية لم يفقد اي موقع استراتيجي ولم يتقهقر في اي رقعة انتشر فيها وان الدعم السريع يملك من القدرات البشرية والعتاد ما تعينه على المواصلة ولو استمرت الحرب عشرين سنة .

الاوهام والاكاذيب لا تصنع انتصارات

والاحلام والامنيات يصعب تصويرها كواقع

هي الحقيقة تعامل معها او عش في وهم الاعلام الكاذب .

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *