اللاجئون السودانيون في اثيوبيا .. وبائيات وحالات اجهاض ووفيات بسبب سوء تغذية.
دبنقا: بلو نيوز الإخبارية-
كشفت تنسيقية اللاجئين السودانيين بإقليم امهرا الاثيوبي عن وفاة 45 طفلاً جراء سوء التغذية في معسكرات الاستقبال في المتمة ومعسكر الترانزيت وكومر منذ وصول اللاجئين إلى اثيوبيا العام الماضي. فيما أشار متحدث باسم اللاجئين السودانيين في اثيوبيا في حديث لراديو دبنقا إلى رصد حالات اشتباه بالكوليرا في معسكري كومر واولالا مع عدم توفر المياه الصالحة للشرب.
اجهاض ولادة بدون رعاية:
وأشار المكتب الصحي للتنسيقية، في تقرير له يوم الثلاثاء، إلى رصد 30 حالة اجهاض لنساء حوامل داخل المعسكرات منذ العام الماضي من بينها (10) حالات خلال الشهرين الماضيين داخل الغابة لعدم توفر الرعاية الصحية العاجلة، ولصعوبة وصول سيارات الإسعاف في الوقت المناسب بسبب الأوضاع الأمنية، ما اضطر بعض النساء إلى مغادرة المعسكرات والعودة إلى السودان للحصول على العناية الصحية، ولفت التقرير إلى أن (4) حالات ولادة طبيعية تمت داخل الغابة دون تدخل الأطباء حيث ما يزال النساء يفتقدن العناية الطبية المناسبة بسبب تعنت السلطات، ومنعهم من تقديم أي نوع من الخدمات للاجئين العالقين داخل الغابة، حيث ربطت ذلك بالعودة إلى المعسكرات التي تم إلغاؤها لاحقاً.
ولكن مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين قالت في بيان لها في نهاية مايو الماضي إن ممرضة من أحد شركاء المفوضية شاركت في عملية الولادة على الرغم من الظروف الصعبة. وأوضحت في الوقت ذاته إن زيارات وفود المفوضية انقطعت بعد احتجاج مجموعة من الشباب على وجودنا.
سوء تغذية:
وأشارت تنسيقية اللاجئين السودانيين في اثيوبيا في تقرير لها إلى إصابة أكثر من الفي طفل تتراوح أعمارهم من ثلاث أشهر إلى 18 سنة بسوء التغذية والاسهالات ونزلات البرد في الفترة من يناير حتى نهاية ابريل.
وأكدت التنسيقية إن عدد اللاجئين الذين يحتاجون للعلاج والعناية الطبية العاجلة يصل إلى 2135 شخصا بينهم أكثر من30 من ذوي الأمراض المزمنة، ومن بين هؤلاء مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم الذين يحتاجون المتابعة الدورية والوجبات الخاصة حيث يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول عليها ، بجانب عدم توفر الأدوية اللازمة ، بالإضافة إلى المصابين بمرض القلب حيث أصيب بعضهم بجلطات أكثر من مرة، إضافة إلى و جود حالة سرطان تتطلب توفر العلاج المستمر والمتابعة الدقيقة ، كما لا تزال حياة الكثيرين من هؤلاء في خطر بسبب عدم توفر الأدوية والرعاية الطبية المناسبة.
ولكن مفوضية اللاجئين الأممية تقول في بيان إنها شركاؤها يواصلون تقديم الخدمات الأساسية مثل الرعاية الطبية والمياه والتعليم في أولالا وكومر، وهما الموقعان اللذان أنشأتهما الحكومة لاستضافة اللاجئين في منطقة أمهرة.
ويواصل أكثر من ست آلاف لاجئ معظمهم من السودانيين الاعتصام في غابات أولالا على بعد كيلومترين من المعسكر بسبب تردي الوضع الأمني في المعسكر.
انتشار للحشرات وتفشي للملاريا:
وأكد أحد اللاجئين فضل حجب اسمه لأسباب أمنية إنهم يعيشون في غابات أولالا منذ شهرين تحت الأشجار مع انتشار الحشرات السامة والحيوانات المفترسة بجانب انتشار الذباب والبعوض مع حلول موسم الخريف، وأشار إلى إصابة ما يقارب من ألف شخص من بينهم أطفال ونساء وكبار السن خلال ال54 يوما الماضية.
وأشار التقرير إلى تراجع ملحوظ في أوزان الأطفال منذ بداية الاعتصام في غابات أولالا بسبب قلة الطعام وضعف قيمته الغذائية وعدم كفايته لأفراد الأسرة الواحدة.
ونبه التقرير إلى أن من بين اللاجئين في أولالا 10 أطفال من ذوي الإعاقة الحركية من جملة 76 آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم في حاجة عاجلة إلى العلاج والرعاية الصحية.
وأشار إلى ارتفاع معدلات المصابين بالملاريا إلى أكثر من (50) حالة في الأسبوع الواحد، بسبب انتشار البعوض والذباب بجانب إصابة أكثر من (800) شخصا بنزلات البرد وأقل من (100) طفل بالاسهالات بسبب التلوث الغذائي وانعدام المطهرات الصحية.
ونبه إلى تحويل أكثر من 15 حالة خطرة إلى مستشفى “كومر” القريب من منطقة “اولالا” لكن لم يتمكن من تلقى العلاج عدا معالجة (4) إصابات بالنزيف الحاد نتيجة الضرب بآلة حادة خلال الهجمات التي تعرض لها اللاجئون من مجموعات مسلحة في محيط الغابة أثناء جلب الماء للشرب.
وبالمقابل تؤكد المفوضية استمرار التعامل مع اللاجئين في كومر وأولا وتشير إلى أن المياه والرعاية الصحية وجميع الخدمات المتاحة في موقع أولالا تظل في متناول المجموعة. كما اشارت المفوضية في بيان إلى انتقال بعض العائلات ذهابًا وإيابًا بين جانب الطريق والموقع للحصول على الماء والطعام. كما قامت السلطات بتوفير الأمن لهذه المجموعة منذ اليوم الأول لمغادرتهم الموقع.
رفض ترحيل المعسكر إلى داخل اثيوبيا:
من جهة أخرى أعلن اللاجئون السودانيون في معسكري كومر واولالا بإقليم الأمهرا رفضهم عرضاً قدمته السلطات الإثيوبية بترحيلهم إلى منطقة كوكيت غرب مدينة شهيدي في إقليم الأمهرا وتبعد 30 كيلومترا عن الحدود السودانية.
وقال متحدث باسم اللاجئين لرايو دبنقا إنهم يرفضون نقلهم إلى مكان آخر داخل الإقليم ويطالبون بنقلهم إلى مكان آمن خارج الإقليم وخارج اثيوبيا.مشيراً إلى الاضطراب الأمني في الإقليم.
ولفت إلى استمرار اعتصام اللاجئين في غابات أولالا التي تبعد كيلومترين عن الغابة، وبالقرب من معسكر كومر للأسبوع الثامن. وشكا من عدم تلقيهم أي مساعدات من المنظمات.
رفض العودة إلى السودان:
قال متحدث باسم اللاجئين السودانيين في اثيوبيا، فضل حجب اسمه لأسباب أمنية، إن اللاجئين السودانيون في معسكري كومر واولالا في إقليم الأمهرا الاثيوبي لا يرغبون في العودة إلى السودان حالياً في ظل استمرار الحرب بل يتمسكون بمطالبهم المتمثلة في الإجلاء إلى مكان آمن خارج اثيوبيا، مشيراً إلى عودة اضطرارية لعدد محدود من اللاجئين خاصة الأسر بسبب الحاجة الماسة للرعاية الصحية.
وكانت لجنة الطوارئ الإنسانية التي يترأسها جبريل إبراهيم أصدرت تصريحا اطلع عليه راديو دبنقا بشأن رغبة بعض اللاجئين في العودة رحبت خلاله بإعلان بعض اللاجئين عن رغبتهم في العودة الطوعية الي السودان في أقرب وقت ممكن.
وأشارت اللجنة عقب اجتماع لها يوم الثلاثاء إلى التنسيق مع السلطات الإثيوبية والمنظمات المختصة لزيارة اللاجئين السودانيين في معسكري أولالا و كومر والمنطقة المحيطة بهما.
وقرر الاجتماع تكليف آلية تتكون من الجهات المختصة لوضع الترتيبات اللازمة من إيواء ومساعدات طارئة لاستقبال هولاء اللاجئين داخل الأراضي السودانية.
وقالت اللجنة إنها ستنسق الآلية مع السلطات الإثيوبية الرسمية والمفوضية السامية للاجئين عبر سفارة السودان في أديس بابا لمعرفة السبل المناسبة لإنجاز مهمة العودة الطوعية للراغبين وبحث طرق ترحيلهم.
وأشارت اللجنة إلى التنسيق بين سفارة السودان والسطات الأثيوبية والمفوضية السامية للاجئين لتوفير الأمن والخدمات الضرورية للاجئين بما في ذلك إمكانية تخصيص أماكن أكثر أمنا للاجئين.
وأوضح متحدث باسم اللاجئين السودانيين في اثيوبيا لراديو دبنقا إن استمرار الحرب واتساع نطاقها لا يتيح الفرصة للاجئين للعودة إلى البلاد.
وأشار إلى مقتل لاجئة سودانية خلال الأسبوع الماضي أثناء عودتها من منطقة شهيدي بجانب تعرض اثنين من اللاجئين للاختطاف والضرب.
تعليق من المفوضية:
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان لها في نهاية مايو إنها تشعر بالقلق الشديد بشأن مجموعة من اللاجئين السودانيين الذين يقيمون الآن على جانب الطريق بالقرب من موقع أولالا للاجئين منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وفي 1 مايو، غادر حوالي الف لاجئ الموقع في منطقة أمهرة، في إثيوبيا، احتجاجًا على المخاوف المتعلقة بالحوادث الأمنية وعدم كفاية الخدمات. وقد بدأ بعض أعضاء هذه المجموعة مؤخراً إضراباً عن الطعام، وهو أمر يثير قلقاً عميقاً، في السياق الأوسع للوضع الأمني المضطرب.
وقالت إن فرق المفوضية بالتعاون مع خدمة اللاجئين والعائدين التابعة للحكومة الإثيوبية تعمل بشكل مستمر مع اللاجئين للاستماع إلى مخاوفهم والمساعدة في تحديد الحلول للوضع.
وأعربت عن قلقها إزاء احتجاج اللاجئين على طول الطريق، وإقامتهم في ظروف غير صحية.
تحديات أمنية:
وأقرت المفوضية بأن البيئة الأمنية على الأرض تمثل تحديًا كبيرًا، بما في ذلك بالنسبة لفرق المفوضية والعاملين في المجال الإنساني. ونبهت إلى مقتل أحد العاملين في منظمة غير حكومية بعد أن تعرضت سيارتهم لإطلاق نار في نهاية مايو.
وقالت إن الحكومة الإثيوبية قامت بتوفير إجراءات أمنية إضافية في مايو الماضي، بما في ذلك نشر ضباط الشرطة الفيدرالية وزيادة الدوريات في هذين الموقعين وما حولهما. وتقوم المفوضية أيضاً ببناء مركز للشرطة في كومر لتعزيز وجود أفراد الأمن.
وواصلت المفوضية دعوتها السلطات الإثيوبية لضمان سلامة ورفاهية اللاجئين على أراضيها، كما واصلت دعوة المجتمع الدولي لدعم الاستجابة للاجئين في البلاد.
وأكدت المفوضية إنه حتى ابريل كان معسكر كومر للاجئين يستضيف أكثر من 2,000 شخص، معظمهم من السودان وإريتريا وجنوب السودان، بينما كان موقع أولالا للاجئين يأوي أكثر من 2,000 شخص، معظمهم من اللاجئين السودانيين وجنوب السودان.
وتستضيف إثيوبيا الآن أكثر من مليون لاجئ مما يجعلها ثاني أكبر دولة مضيفة للاجئين في أفريقيا.