شالوكا: التهميش الاقتصادي في السودان نتاج تاريخ من العبودية ونهب الموارد

الخرطوم – بلو نيوز الإخبارية
قال الباحث والكاتب السياسي عادل شالوكا إن جذور التهميش الاقتصادي في السودان تمتد عميقاً في التاريخ، مشيراً إلى أن ما تشهده البلاد اليوم من فقر وصراعات ونزاعات موارد ليس إلا امتداداً لمنظومة قديمة بُنيت على العبودية والإقصاء والتمييز على أساس الهوية.
وأوضح شالوكا، في تحليل مطوّل تداوله ناشطون على منصات التواصل، أن ما يُعرف بـ”الدولة السودانية” نشأت على أساس استغلالي غير عادل منذ عهد تجارة الرقيق، حين استُخدم أبناء الهامش في الجنوب وجبال النوبة والفونج ودارفور كعبيد وجنود وعمال لخدمة مشاريع استعمارية، بدلاً من تنمية مجتمعاتهم.
وأضاف أن ما حدث بعد الاستقلال لم يكن تحرراً حقيقياً، بل عملية “تسليم وتسلم” للسلطة بين المستعمر الخارجي ونخب الداخل التي ورثت ذات النهج، حيث تحكم السودان عقلية مركزية تهدف للجباية لا التنمية، وتُعيد إنتاج الفقر والتفاوت من خلال سيطرة نُخب الخرطوم والشمال النيلي على السلطة والثروة.
واستشهد شالوكا بعدة دراسات توثق لتاريخ الرق في السودان، بينها كتاب “من رقيق إلى عمال” للدكتور أحمد العوض سكنجة، الذي تناول كيف تحوّل الرقيق المحرّرون إلى عمال مأجورين في مشاريع استعمارية، ضمن نظام رسّخ التمييز العرقي والاقتصادي وأثر على هوية المجتمع السوداني.
ونوّه إلى أن نهب الذهب والنفط والأراضي الزراعية في دارفور وكردفان والفونج اليوم ما هو إلا امتداد لذات الذهنية التي نظرت إلى إنسان الهامش كمورد قابل للاستغلال، وليس كشريك في الوطن.
واختتم شالوكا تحليله بالتأكيد على أن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يتم من داخل النظام البنيوي الحالي، بل يتطلب مشروعاً جديداً لبناء دولة سودانية تقوم على المواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للثروة، تحت مظلة نظام ديمقراطي علماني لا مركزي، موحد طوعياً.