شركات مملوكة لقادة في النظام السابق تستأنف أنشطتها التعدينية باستخدام السيانيد وسط رفض شعبي

143
مخلفات التعدين

متابعات – بلو نيوز الإخباريه

بدأت شركات تعدين، بعضها مملوك لشخصيات بارزة في نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، في تنفيذ عمليات استخلاص الذهب باستخدام مادة السيانيد في منجم يقع بمحلية قدير بولاية جنوب كردفان، وسط تصاعد حالة من الرفض الشعبي والقلق البيئي.

 

ووفقًا لمصادر موثوقة، فإن هذه الشركات شرعت منذ مطلع يوليو 2025 في تشغيل أنشطتها بمنجم “باجون” التابع لوحدة “البحير” الإدارية، معتمدة على مادة السيانيد في معالجة مخلفات التعدين المعروفة محليًا باسم “الكرتة”، وهي عملية كيميائية مثيرة للجدل بسبب آثارها الصحية والبيئية الخطيرة.

 

وأفادت المصادر بأن الشركات بدأت فعليًا في حفر الأحواض المخصصة لاستخدام السيانيد، وشرعت في تجميع الكرتة من منطقتي أبوجضام وباجون، تمهيدًا لبدء المعالجة الكيميائية لاستخلاص الذهب. وقد أثارت هذه الخطوة موجة من الاحتجاجات الشعبية، حيث بادر ناشطون محليون إلى تشكيل تنظيم احتجاجي تحت اسم “لجنة الشباب الرافض للسيانيد”، في تعبير واضح عن رفض متصاعد لاستخدام هذه المادة السامة التي تهدد صحة الإنسان والحيوان وتلحق أضرارًا جسيمة بالبيئة.

 

ورغم هذا الرفض الشعبي، أكدت المصادر أن معظم الإدارات الأهلية في المنطقة أبدت موافقتها على استخدام السيانيد، ما يعكس تباينًا في المواقف بين القيادات المحلية والمجتمع المدني. وقد رصدت كاميرا “دارفور24” تجهيزات لإنشاء أحواض المعالجة في منجم باجون بتاريخ 21 يوليو 2025، في وقت كشفت فيه وثائق حصل عليها الموقع عن أسماء الشركات العاملة في الموقع، والتي بلغ عددها 16 شركة على الأقل، من بينها شركات مملوكة أو تابعة لمسؤولين سابقين في النظام المعزول.

 

ومن بين هذه الشركات، ورد اسم شركة باجون للأعمال المتقدمة المملوكة لوالي جنوب كردفان السابق آدم الفكي، إلى جانب شركة أعمال عمر فيصل التي يديرها بهاء الدين، وشركة مرفأ للحقول المتكاملة بإشراف حسن علي صالح، وشركة يوماين التي يديرها حافظ إبراهيم، وشركة أحمد السقدي بإدارة عبد الله صالح. كما تعمل في المنجم شركات أخرى مثل السنوار التي يديرها نجم الدين سليمان، وقولد استون للتعدين بإشراف حامد الشريف، وأبروزة بإدارة الأمين الكمين، والمتعاهدون، وكونكوريب المملوكة لمعاوية محمد جار النبي، بالإضافة إلى أعمال رضوران التي يديرها معتز أحمد الحاج.

 

في ظل هذه التطورات، تسود المنطقة حالة من القلق والترقب، وسط مطالبات متزايدة من الأهالي والناشطين بضرورة إخضاع هذه الأنشطة لمراجعة بيئية دقيقة ورقابة قانونية صارمة، حفاظًا على أرواح المواطنين ومواردهم الطبيعية. ويُشار إلى أن استخدام السيانيد في عمليات التعدين يُعد قضية مثيرة للجدل في العديد من محليات ولاية جنوب كردفان، حيث شهدت السنوات الماضية تصاعدًا في الاحتجاجات الشعبية نتيجة للتلوث البيئي الذي تسببه هذه المادة الكيميائية السامة، والتي تؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي، ونفوق المواشي، وتهديد مصادر المياه الجوفية.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com