منال علي محمود: جيش ست سنوية بت حمد!!

منال علي محمود
[email protected]
منذ سنوات، أصبح السودان تحت سيطرة الإسلامويين، إذ تصنع كل قرارات الدولة وفق مصالحهم، وتُدار كل ملفاتها بأوامر الحزب وليس وفق أي منطق مؤسسي.
العالم الخارجي يقرأ الحقائق كما هي، بعيدًا عن التدليس الإعلامي الذي عاد باهتًا بعد تصريح الأستاذة سناء حمد بأنها تلقت أوامرها من رئيس الحزب بالتحقيق، لتكشف أن كل محاولات الجيش للظهور المستقل مجرد مسرحية، وأن الرأي العام أصبح يعرف الحقيقة المرة.
سناء حمد حققت مع جنرالات الجيش ورفعت تقريرها إلى زعيم الحركة في السودان، وهذا مستحيل لولا وجود علاقة هيكلية تجعل قيادة الجيش تابعة مباشرة للحزب.
حرفيًا، أكبر رتبة في الجيش اليوم هي سناء حمد.
إما أن تأتي وتفاوض نيابة عن الجيش، أو يُكسر هذا الهيكل الهرمي بعد الاعتراف به، وإلا سيظل ألف ناجي يضع أمريكا تحت جزمته وتشاد هدف غزو مؤجل.
الإسلامويون يصنعون صورة السودان للعالم منذ عقود، بلد يشتم الرباعية ويهدد داخليًا، ثم يركع سرًا طالبًا الدعم ذاته.
أول من رفض الرباعية كان علي كرتي، ولم يجرؤ أحد على مخالفة ما كتب.
الرد جاء سريعًا عبر استقبال رئيس الوزراء السوداني من رئيس الغرفة التجارية، رسالة واضحة أن الرجل مسلوب القرار، وأن أي محاولة للظهور بمظهر السلطة المستقلة مجرد تمثيل، وكشف المسرحية صار واضحًا لكل من يملك عينين يرى الحقيقة.
الآلة الإعلامية للإسلامويين تصنع الانطباع وتحدد هدفها القادم، هي وسيلة حرق، إخضاع، تأديب، أو ابتزاز.
في سبيل أهدافهم، كل وسيلة مباحة، حتى الكدمول، تراه مزين رأس قونه على الميديا، متزامنًا مع ثاني أكبر رتبة في الجيش.
هي وسيلة للمنتفعين والفلنقايات التي تخدمهم بمبدأ العصا والجزرة، وتحدد كل ما يُعرض ويُفسخ ويُعرقل داخل الدولة.
البشير يصرح أمام العالم بأن الغرب عدو، ثم يسافر سرًا لتسوية القروض، ويختار الولاء لا الكفاءة لتوزيع المناصب.
الإعلام يبني بطولات وهمية، بينما الواقع يقول الحقيقة، السودان بلا أوراق تفاوض، بلا شراكة، بلا احترام.
اليوم، رئيس وزراء باكستان مع وزرائه يُستقبلون من ولي العهد مباشرة، بينما رئيس الوزراء السوداني يُستقبل من رئيس غرفة تجارية، رسالة صريحة أن السودان يُستقبل كرجل جاء يطلب، لا كشريك يقدم.
الخطاب الداخلي مليء بالصلف والتناقض، يشتمون الرباعية، يهددون بالعزلة، ثم يعودون صاغرين، يصنعون بطولة وهمية، بينما الخارج يرى الواقع المذل، السودان ضعيف، عاجز، خاضع.
سناء حمد ليست حالة فردية، بل دليل على عمق الهيكلية التي تربط الحزب بالجيش.
إما الاعتراف بهذه العلاقة، وإصلاح الهيكل، أو استمرار السيطرة، والعزلة، والتسول الدائم أمام من جعلوا السودان لعبة في خدمة مصالحهم الضيقة.
كل بروتوكول ضعيف، كل استقبال باهت، كل صفقة خارجية مجحفة، هو انعكاس مباشر لهذه الهيكلية.
الرسالة واضحة، السودان يُستقبل كرجل جاء يطلب، لا كشريك يقدم، وكل حديث عن شراكة خارجياً مجرد تمثيل.
الخيار أمام البلاد واضح، الاعتراف بالهيكل وإصلاحه، أو استمرار السيطرة، والعزلة، والتسول الدائم، وترك الدولة في قبضة من صنعوا لها لعبة قذرة تحت ستار السلطة.