دكتور يعقوب عبد الكريم يكتب: “عيال ام قطية”.!!
دكتور يعقوب عبد الكريم نورين يكتب:
“عيال ام قطية”.!!
ضجت بالأمس ليلاً وسائل التواصل الاجتماعي بخبر مفاده ظهور مدير جهاز أمن الكيزان في سنوات حكمهم الأولي الدكتور نافع علي نافع في تركيا وهو أحد صقور المؤتمر الوطني المحلول بأمر الثورة وهو أحد الأقطاب التي كانت تتنازع السلطة في ظل حكم الإنقاذ إذا كان يمثل تيار الجعلية داخل كابينة الحكم في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير وكان يمثل القطب الأخر علي عثمان محمد طه الذي يمثل تيار الشايقية ومعه المسلاتي إذا أنكر أصوله ( عوض الجاز) وأسرته موجودة في الجنينة لمن أراد التوثيق والتحقق وصار شايقيا أكثر من الشوايقة أنفسهم وهما من أدخلا اسم القبيلة في استمارات التقديم للوظائف وهي من أشد الممارسات ظلما وعنصرية لبقية أهل السودان.
نعود الآن إلي عنوان المقال الذي ربما لم يسمع به الكثير ممن يتبنون قضايا السودان وهم بعيدين من أهله وثقافتهم وتنوعهم، عنوان المقال يمثل وصفا دقيقاً لمن يخدعون الناس بأنهم مختلفون عن بعض وهم في الأصل من منبع واحد.
شرح العنوان. أصلا هو مثل يقول ( عيال ام قطية دنقرهم واحد).
ام قطية: هي الدجاجة
عيال ام قطية: الكتاكيت.
إذا مهما اختلف الكتاكيت فهم يعودون إلى أصلهم وهي الام ام قطية وإلي دنقرهم.
نعود إلى قراءة هروب الكيزان ورفض البرهان تسليمهم للعدالة وهل هذا الرفض مبرر نحن نقول نعم مبرراً لأن الدولة السودانية منذ الإستقلال لم تحكم سياسياً وإنما حكمت اجتماعياً في تحالف قبلي بغيض يبعد من يكره ويقرب من يحب، عندما جاءت الثورة وكنا قبلها بشهر داخل معتقلات الجهاز في ذلك الوقت كان رؤساء الإدارات المهمة في جهاز الأمن من قبيلة واحدة، قادر تتخيل والأدهى والأمر بعد الثورة امتلأ المعتقل عن بكرة أبيه بالساسة والنشطاء والمتظاهرين ولكن هل سألتم كيف كانت معاملة هؤلاء السياسيين كان حزب المؤتمر الوطني يرسل لأسر الكثير من أولئك السياسيين مصاريفهم الشهرية، أما نحن فكان التصنيف جاهزاً (هؤلاء جنجويد) وكأننا مقطوعين من شجرة، وكنا نعلم إجتماعات قوش مدير الجهاز في ذلك الوقت بعدد من السياسيين والنشطاء في ذلك الوقت علي سبيل المثال لا الحصر محمد ناجي الأصم.
إذا عيال ام قطية يتوزعون الأدوار ولكن ما في واحد يفقأ عين أخيه.
وحتي الأحزاب السياسية غارقة من قمة رأسها حتي أخمص قدميها في هذه اللعبة القذرة وتضليل الشعب فهم تهمهم مصالحهم فقط ولم يسعوا يوماً لمصلحة الشعب أو الوطن، فمثلاً محمد وداعة شق حزب البعث بأوامر مباشرة وتخطيط مسبق من صلاح قوش الذي يمت إليه بصلة القرابة وهم في النهاية عيال ام قطية.
واهم من ظن أن الدولة العميقة هي مجرد خيال أو توهمات في أذهان أهل الهامش، الدولة العميقة أكبر من ذلك بكثير دولة تجمعت فيها كل حيل المكر والخبث والدهاء لإذلال الشعب السوداني من قبل مجموعات ضالة ومضلة جمعت بينهم المصالح الحزبية والسياسية وسخروها لمصالحهم الذاتية حزبية كانت أو قبلية أو جهوية.
الدولة العميقة هي عقلية إقصائية انتهازية عنصرية متعالية في اللاشيء.
إذا علي الشعب أن يقوم إلي الثورة الحقيقية التي تعيد الأمور إلي نصابها وقد تقدم أشاوس الدعم السريع هذه المعركة ومهروها بالدماء الذكية عندما كان أبناء الدولة العميقة يجيلون النظر يمنة ويسرة في مؤخرة أحدي الساقطات في غبيرة، أو يقيمون تلك الليالي الحمراء الماجنة في القاهرة، وقد أساؤوا للسودان وشعبه إساءة بالغة.
سعت دولة عيال ام قطية إلي إشعال الحرب بعد أن اطمأنت أن أبنائها في أمان وسلام وبعد القضاء علي الدعم السريع يعودون وهم أكثر تسلطا وعنجهية وسوف يبرز شعرائهم وقوناتهم وانصاف المثقفين ليوهموا الناس بأنهم أفضل من مشي علي بسيطة السودان.
وعشان الناس ما تتهمنا بالجنون أو العنصرية بسبب هذا المقال أريد واحداً يشرح لي موقف رجال الأعمال الذين كانوا زبائن دائمين علي معتقلات جهاز الأمن وهم الآن الداعم الرئيس للجيش أمثال الكاردينال والسوباط واسامة داوؤد والعليقي وغيرهم كثر إن لم يكن عيال ام قطية دنقرهم واحد.
لن يتم القبض علي أولئك المجرمين لأنهم يمثلون المركز الاقتصادي لتلك المجموعات التي تمثل الدولة العميقة بعد أن امتصت دماء وعرق الغلابة علي مدي ٦٨ عاماً هي عمر السودان الحديث إذا تناسينا فترة العمالة للمستعمر التركي والبريطاني والمصري وبعد نهاية الحرب سوف يعودون عبر جنسياتهم الجديدة ويقولون لنا نحن ألمان من أصول سودانية كما قال علي الحاج، والشيء بالشيء يذكر هل تتخيل أن يكون موقف صلاح قوش الذي فتح أبواب الجحيم في وجه عمر البشير بدعم الثوار سرا ومحاربتهم في الظاهر إلا نوعاً من الصراع السري بين جناحي الدولة المخطوفة من قبل تحالف الشر سياسياً (شوايقة وجعلية، دناقلة)، وهذا القوش الآن سخر كل علاقاته الآسنة من أجل دعم عودة أولئك الذين قوض حكمهم وبعد أن فشلت خطته بالصعود إلي كرسي السلطة بعد الإطاحة بالبشير هاهو يقدم كل ما يملك من علاقات ومعلومات من أجل عودة عيال ام قطية إلي سدة الحكم.
هل تعلمون لماذا يستميتون للحيلولة دون التحول المدني الديمقراطي لأن ذلك يعني زوال حكمهم وسلطتهم للأبد لأن أساس الديمقراطية الأغلبية وهم أقلية صغيرة سيطرت على السودان بقوة السلاح والبطش وتسخير الجيش لخدمتهم وتمكينهم في رقاب العباد والبلاد اكراها وارهابا، سوف يعودون يوماً وسوف يكون هدفهم تقويض الحكم الديمقراطي الذي ينشده كل أهل السودان ليس لشىء إلا أن يكونوا هم الملوك ولو كره الشعب ذلك.
ولكني ابشرهم بأن سلطتهم قد زالت وأن نجمهم قد أفل وقد خابت مساعيهم وفشلت حيلهم ومكرهم وسوف يعودون يجرجرون أذيال الخيبة تلاحقهم لعنات الثكالي من الأمهات والأرامل والأطفال والعجزة.
لقد سقوا الشعب كؤوس الذل والخضوع والمهانة وسوف يتجرعونها يوماً وذلك عدل الله في الأرض.
وكما قال المثل عيال ام قطية (دنقرهم واحد).
الدنقر لن اشرح معناه وأترك لكم فرصة الإجتهاد.