الكومة: الجيش السوداني يقصف قافلة إنسانية ويشعل ناقوس المجاعة بدارفور
بلو نيوز – الفاشر
في جريمة جديدة تهز الضمير الإنساني، قصفت طائرات مسيرة تتبع للجيش السوداني قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة الكومة بولاية شمال دارفور، مما أسفر عن مقتل عدد من موظفي البرنامج وسائقي الشاحنات، وإصابة آخرين، إلى جانب تدمير تسع مركبات كانت محمّلة بالإغاثات.
وأدانت مبادرة دارفور للعدالة والسلام، في بيانها رقم 199، هذا الهجوم ووصفته بـ”العمل الإجرامي” الذي يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويُعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. كما أعربت عن تعازيها لأسر الضحايا، مشيرة إلى أن هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، بل يأتي في سلسلة من الانتهاكات التي ترتكبها القوات المسلحة السودانية بحق العاملين في المجال الإنساني.
وسلطت المبادرة الضوء على استهداف سابق نفذته القوات الحكومية ضد موظفين أمميين بمنطقة الشجرة في الخرطوم، وقصف مقر منظمة الأغذية العالمية في يابوس أواخر العام الماضي، الذي راح ضحيته ثلاثة من موظفي المنظمة. كما نددت المبادرة بتعنت السلطات في بورتسودان بشأن منع إدخال المساعدات عبر معبر “أدري” الحدودي مع تشاد.
وقالت المبادرة إن الجيش السوداني يتبع سياسة “التجويع والقصف” كأدوات لمعاقبة المدنيين في مناطق يُصنفها كمناطق حاضنة لقوات الدعم السريع، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية في دارفور وكردفان ومناطق أخرى في البلاد.
ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، فقد تم التأكد من وجود مجاعة في عشر مناطق، منها ثماني في شمال دارفور وحدها، ومع اقتراب فصل الخريف الذي يجعل الطرق غير سالكة، يواجه أكثر من 7 ملايين مواطن، بينهم عدد هائل من الأطفال، خطر الموت جوعاً.
وطالبت المبادرة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان، وجميع الوكالات الإنسانية الدولية، باتخاذ موقف حاسم وتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في حماية المدنيين ووقف الانتهاكات، بما في ذلك إرسال بعثات لتقصي الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي تهدد حياة الملايين.
About The Author
