واشنطن تحذر: المشاركة في مؤتمر “حل الدولتين” قد تكلف الدول عواقب دبلوماسية

17
واشنطن

وكالات – بلو نيوز

في خطوة تصعيدية تكشف حجم التوتر السياسي المحيط بالقضية الفلسطينية، حذّرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدداً من حكومات العالم من المشاركة في مؤتمر أممي مرتقب في نيويورك حول مستقبل “حل الدولتين” بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لما أوردته وكالة “رويترز” استناداً إلى برقية دبلوماسية سرية مؤرخة بتاريخ 10 يونيو الجاري.

البرقية، التي تم تسريب مضمونها، توضح أن الإدارة الأميركية تعتبر أي قرارات “مناهضة لإسرائيل” قد تصدر عن المؤتمر الدولي بمثابة “تحدٍّ مباشر للمصالح الأميركية في المنطقة”، محذرة من أن الدول التي ستشارك قد تواجه “عواقب دبلوماسية” غير محددة.

وأكدت واشنطن رفضها القاطع لأي خطوات قد تتضمن “الاعتراف الأحادي” بدولة فلسطينية، معتبرة أن مثل هذا التحرك “يُقوّض العملية التفاوضية” ويضر بالجهود الأميركية المفترضة لتحقيق السلام.

ورغم الضغوط الأميركية، أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيلبون يانغ، أهمية المؤتمر الأممي المزمع عقده بين 17 و20 يونيو، والذي يحمل عنوان: “المؤتمر الدولي المعني بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين.”

وقال يانغ: “هذا المؤتمر يمثل فرصة حاسمة يجب اغتنامها لرسم مسار لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، فالاحتلال الدائم والضمّ المستمر لا يمكن أن يكونا أساساً للسلام.”

وأشاد المسؤول الأممي بجهود كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا كرئيسين مشاركين للمؤتمر، مشدداً على أن الصراع لن ينتهي إلا عندما يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من العيش جنبا إلى جنب في دولتين مستقلتين ذات سيادة.

ويأتي انعقاد المؤتمر وسط تصاعد التوتر الإقليمي والدولي، واحتدام النقاشات حول مستقبل العملية السياسية في ظل المواقف المتباينة، حيث تتمسك الأمم المتحدة ومعظم دول العالم برؤية حل الدولتين، بينما تواصل واشنطن وإسرائيل الدفع نحو خيارات بديلة تُضعف المطلب الفلسطيني بالسيادة والاستقلال.

وتزامناً مع التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر، لم تصدر وزارة الخارجية الأميركية بعد أي تعليق رسمي بشأن البرقية المسرّبة، ما يعكس حساسية الموقف السياسي الذي يواجه إدارة ترامب في هذا الملف المعقّد.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *