صحيفة أمريكية: الرأي العام في السودان تحول ضد البرهان

61

ذكرت صحيفة واشنطن بوست في عددها اليوم الثلاثاء 19 ديسمبر، “ان الراي العام” لدى السودانيين تحول ضد قائد الجيش البرهان، وذلك عقب سقوط حاميات الجيش في ود مدني وسيطرت قوات الدعم السريع على كامل المدينة، وقالت الصحيفة ان “البرهان” أصبح ليس لديه أحد سوى نفسه.

وسلطت الصحيفة صباح اليوم الضوء على الحرب في السودان، وقالت ان واقع الحرب في السودان يؤكد ان الدعم السريع “قوات حديثة التكوين” تمكنت من هزيمة الجيش السوداني الذي يمتد تاريخه لما يقارب ال100عام، وان الدعم السريع سيطرة على كآفة مقرات الجيش السوداني في العاصمة السودانية الخرطوم بما فيها القصر الرئاسي، وأمتدت سيطرتها على إقليم دارفور وولايات في كردفان.

وقالت الصحيفة ان انتصارات الدعم السريع على الجيش يؤكد ان النظام الاسلامي السابق جعل الجيش مؤسسة حزبية تابعة له، وإن ضباط وقادة الجيش هم من كبار الاسلاميين الذين يدينون بالولاء الكامل للنظام السابق والحزب الاسلامي في السودان.

وذكرت الصحيفة ان “معظم قادة” النظام الاسلامي السابق من “الجيش والاجهزة العسكرية” الاخرى، وان كبار قادة النظام العسكريين إستبدلوا مهام الجيش من عسكرية إلى مهام حزبية وتجارية وإستثمارية، وقاموا بإنشاء مئات الشركات الاستثمارية سيطروا بها على اقتصاد السودان وكآفة الموارد الاقتصادية لمصالحهم الشخصية والحزبية، واهملوا قطاع الجيش، ويمثل 90% منهم من شمال ووسط السودان، بينما 90% من الجنود من أطراف السودان، وإن صغار الضباط والجنود يعانون أشد المعاناة من الظروف الاقتصادية والمعيشية لهم ولأسرهم، بينما كبار القادة العسكريين من الضباط يمتلكون المنازل الفخمة والعربات الفارهة ويتمتعون برغد العيش وترف الحياة، وهذه بالاضافة إلى الفساد في قطاع الجيش تمثل أهم أسباب تدهور وفشل قطاع الجيش، ولذلك أصبحت مقرات الجيش تسقط واحده تلو الاخرى في ايدي قوات الدعم السريع.

ان سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة هو تحول نوعي في الحرب في السودان بعد ان سيطرت سابقا على الخرطوم وولايات دارفور وكردفان الان تتجه نحو ولايات شمال وشرق ووسط السودان للسيطرة عليها.

وذكرت الصحيفة مع “تحول” الحرب نحو ولايات وسط وشمال وشرق السودان، تحول الراي العام وقناعات السودانيين ضد قائد الجيش الذي وعدهم في مرات كثيرة بقرب تمكن الجيش من هزيمة ودحر الدعم السريع من الخرطوم والمدن التى يسيطر عليها، وكان آخر وعده مواطنين في مدينة ود مدني، قبيل سيطرت الدعم السريع عليها بأيام قليلة.

وأصبحت قوات الدعم السريع تتقدم كل يوم في السيطرة على مقرات جيش ومدن جديدة في ظل تراجع قوات الجيش الذي لم يستطيع استرداد اي مقر عسكري أو منطقة من قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب وإلى هذا اليوم، وأصبح الجيش لا يقوي على مواجهة قوات الدعم السريع ويكتفي فقط بقصف المدن بالطيران الحربي الذي يقتل المواطنين ويلحق الاضرار بمنازلهم والبنية التحتية، ولا ولم ولن يحقق اي هدف عسكري في ظل عدم وجود قوات مشاة، ولا زال قادته يبيعون الوهم ويقدمون الوعود الكاذبة في خطابات مطوله للشعب السوداني الذي فقد ثقته فيهم وأصبح لا يصدق لهم اي حديث، وإنما فقط يتمنون ويريدون ان تقف هذه الحرب وتنتهى المعاناة والظروف الإنسانية القاسية التى يعيشونها ويرجعون إلى منازلهم.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *