معسكر زمزم: نازحون بين نيران الحرب والخذلان الإنساني .. وتحالف السودان التأسيسي يبرز كقوة إنقاذ

الفاشر – بلو نيوز الاخبارية
في واحدة من أسوأ صور المأساة الإنسانية في دارفور، يعيش الآلاف من نازحي معسكر زمزم، الواقع جنوب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، أوضاعًا مأساوية تفوق الوصف، بعد أن تحول المعسكر من ملاذ آمن إلى ثكنة عسكرية في صراع دموي لم يترك للمدنيين أي مساحة للنجاة.
فقد أفادت مصادر محلية بأن ما يعرف بـ”القوات المشتركة” قد حوّلت المعسكر إلى قاعدة عسكرية، واتخذت من النازحين دروعًا بشرية في صراعها ضد قوات الدعم السريع، في انتهاك صارخ لأبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني. ومع تصاعد الاشتباكات، فُرضت قيود قاسية على حركة السكان، وأي محاولة للاحتجاج أو الهروب من جحيم الحرب تُقابل بالعنف، والاعتقال، وفرض غرامات مالية باهظة.
وفي ظل انعدام المواد الغذائية، وانهيار الخدمات الصحية، وانقطاع المساعدات، يواجه سكان المعسكر أوضاعًا نفسية واجتماعية كارثية. وازدادت معاناتهم سوءًا بعد فرض استقطاعات تصل إلى 50% من المساعدات المالية التي يتلقونها من ذويهم عبر تطبيق “بنكك”، مما يضاعف من قسوة الحياة في ظل الجوع والخوف الدائم.
تحالف السودان التأسيسي .. جهود للإنقاذ وسط العاصفة
وفي خضم هذا الوضع القاتم، برز دور قوات تحالف السودان التأسيسي كمصدر أمل حقيقي، من خلال إطلاقها نداءات للابتعاد عن مناطق الاشتباكات وتأمين ممرات آمنة للمدنيين في معسكر زمزم ومدينة الفاشر، بالإضافة إلى معسكري “أبوجا” و”نيفاشا”.
وبحسب شهود عيان، فقد ساهمت هذه القوات في إنقاذ العديد من العائلات المحاصرة، وتوفير الحماية اللازمة لها أثناء الإجلاء، في مشهد يعكس التزامًا واضحًا بواجبها الإنساني تجاه المدنيين العزل.
وقد أشادت فعاليات محلية بدور قوات التحالف، واعتبرته نموذجا للتضامن الحقيقي وسط غياب أي استجابة من الجهات الرسمية والمنظمات الدولية، مما يجعل من تدخلهم خطوة مهمة في طريق كسر دائرة الصمت حول معاناة النازحين، وفتح الباب أمام جهود أوسع لإنهاء الحرب وتحقيق السلام.
دعوة للاستجابة العاجلة
تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الدعوات للإغاثة العاجلة، ووقف استخدام المدنيين كأدوات في النزاعات المسلحة، وتحميل الأطراف المتورطة مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، كما يطالب نشطاء ومنظمات حقوقية بفتح ممرات إنسانية عاجلة، وتقديم الدعم اللازم لسكان المعسكرات، إلى حين تحقيق السلام الشامل وتمكينهم من العودة إلى ديارهم بكرامة وأمان.