ألمانيا تصدر أسلحة لإسرائيل بقيمة نصف مليار يورو منذ هجوم أكتوبر 2023 وسط جدل متصاعد

وكالات – بلو نيوز الاخبارية
كشفت وزارة الاقتصاد الألمانية عن صدور تراخيص تصدير أسلحة ومعدات عسكرية إلى إسرائيل بقيمة تقارب 485 مليون يورو، منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 وحتى منتصف مايو 2025، في رقم يثير الجدل في الداخل والخارج على حد سواء.
وجاء هذا الكشف في رد رسمي على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، وسط تساؤلات عن موقف الحكومة الألمانية الجديدة، التي تولت السلطة في مايو 2025، من استمرار أو مراجعة هذه الصادرات. إذ لم يتضح بعد ما إذا صدرت تراخيص إضافية بعد تشكيل التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وزير الخارجية الألماني: مراجعة صارمة لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل
في تصريحات مؤخراً، شكك وزير الخارجية الجديد، يوهان فاديفول، في إمكانية استمرار تصدير الأسلحة إلى إسرائيل دون مراجعة دقيقة. وأكد أن الحكومة ستقيم “مدى توافق الأوضاع في قطاع غزة مع القانون الإنساني الدولي”، مشيراً إلى أن نتائج هذه المراجعة ستحدد استمرار أو وقف توريد الأسلحة.
وقال فاديفول بحذر: “بناء على هذه المراجعة، سنقرر الموافقة على المزيد من التسليمات إذا دعت الحاجة، أو التوقف عنها”.
دعوى قضائية في لاهاي وتزايد الضغوط السياسية
تتصاعد الأزمات مع رفع نيكاراغوا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، تتهم فيها ألمانيا بالتواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية في غزة عبر صادراتها من الأسلحة لإسرائيل. في نهاية أبريل 2024، رفضت المحكمة طلب نيكاراغوا بوقف عمليات التسليم بشكل عاجل، لكنها لم تستبعد النظر في القضية.
وفي ألمانيا، دعا أولريش تودن، خبير شؤون الدفاع في حزب “اليسار”، إلى وقف فوري لتصدير الأسلحة، محذراً من أن استمرار الدعم العسكري قد يجعل ألمانيا “متورطة قانونياً في جرائم دولية”.
الرأي العام الألماني يميل إلى وقف صادرات الأسلحة
وفي مؤشر واضح على تزايد الحساسيات حول هذا الملف، أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد “إنسا” أن 58% من الألمان يؤيدون تعليق توريد الأسلحة لإسرائيل مؤقتاً، بينما رفض 22% فقط هذا المطلب، في حين لم يحسم 19% موقفهم بعد.
ملفات ساخنة وقرارات مصيرية
تبقى قضية صادرات الأسلحة الألمانية لإسرائيل واحدة من أبرز الملفات الشائكة التي تواجه الحكومة الجديدة في برلين، التي ستُختبر مواقفها بين التزاماتها الدولية، الضغوط الداخلية، والقوانين الإنسانية.
في وقت تتصاعد فيه الأزمة في غزة، تبدو برلين أمام مفترق طرق حاسم، وسط تساؤلات ملحة عن دور ألمانيا في مشهد صراع معقد على الأرض وتأثيره على موقعها في الساحة الدولية.