قيادي سابق: حركة “عقار” خانت تاريخها النضالي ومبادئ التحرر وتماهت مع القتلة .. ولو قرأ قرنق بيان مالك عقار لمات مرة أخرى!

بلو نيوز – الخرطوم
أثار بيان صادر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان – قيادة مالك عقار استنكاراً واسعاً في أوساط النشطاء والمراقبين، بعد أن أدانت الحركة العقوبات الأمريكية الأخيرة المفروضة على السودان بسبب استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً.
ووصف الناشط والقيادي السابق بالحركة محمد عبدالله، البيان بأنه “وصمة عار على جبين حركة ثورية عريقة، تتحول فيه من ضحية إلى مدافع أعمى عن الجلاد”، مشيراً إلى أن “البيان لا يمثل فقط خيانة لذاكرة الشهداء، بل تواطؤاً سياسياً وأخلاقياً مع سلطة ارتكبت أبشع الجرائم بحق نفس المجتمعات التي أنجبت الحركة”.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق عن فرض عقوبات تستهدف الحكومة السودانية على خلفية استخدام أسلحة كيميائية وقنابل محرمة خلال الحرب الدائرة منذ أبريل 2023، وهو ما اعتبره نشطاء حقوق الإنسان “خطوة متأخرة لكنها ضرورية”، بينما خرجت الحركة الشعبية ببيان قالت فيه إن القرار الأمريكي “جائر” و”يستند إلى تقارير مغلوطة”، دون الإشارة إلى مضمون العقوبات أو خلفياتها.
وأشار إلى أن استخدام الجيش السوداني لأسلحة محرمة ليس تهمة جديدة، بل موثق منذ ثمانينات القرن الماضي، واستشهد بتقارير متعددة لمنظمة العفو الدولية، أبرزها تقرير 2016 الذي وثّق 32 هجومًا كيميائيًا في دارفور، خلف مئات القتلى وآثارًا بيئية وصحية كارثية.
وهاجم عبدالله الخطاب الذي تبناه البيان، مشيرًا إلى تناقضه مع المبادئ التي تأسست عليها الحركة، واصفًا ذلك بـ”الانقلاب القيمي”، وقال: “لو بعث الدكتور جون قرنق اليوم وقرأ البيان، لمات مرة أخرى من الخزي”.
كما اتهم قيادة الحركة بـ”الترويج للعسكرة وتزييف الواقع”، قائلًا إن البيان يتحدث عن “تقدم ميداني” في وقت ينهار فيه السودان تحت أنقاض الحرب، ويموت فيه آلاف المدنيين بالقصف والتجويع والنزوح.
وأضاف عبدالله أن الصمت في وجه هذه الجرائم لم يعد فضيلة، بل “خيانة”، وأن الدفاع عن جرائم الحرب تحت غطاء السيادة لا يخدم سوى أدوات القمع. وقال: “لم تعد الحركة الشعبية مؤهلة لنفي أو إثبات استخدام الأسلحة الكيميائية، فهي لم تعد أكثر من ذراع تعبئة في حرب عبثية يدفع ثمنها المهمشون”.
يأتي هذا الرد القوي في ظل تزايد الدعوات من منظمات حقوقية دولية ومحلية لتحقيق دولي مستقل في الجرائم المرتكبة خلال الحرب المستعرة منذ أبريل 2023، والتي حصدت أرواح عشرات الآلاف وأغرقت السودان في كارثة إنسانية غير مسبوقة.