رئيس النيجر يكشف عن مؤامرة غربية لإعادة توطين الإرهاب في الساحل ويؤكد صمود دول التحالف

37
1080526.jpeg

بلو نيوز – وكالات

في مواجهة تتصاعد فيها التوترات الأمنية بمنطقة الساحل الأفريقي، كشف الجنرال عبد الرحمن تياني، رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر، عن شبكة من المؤامرات الغربية التي تهدف إلى ضرب استقرار دول الساحل، وخصوصاً النيجر ومالي وبوركينا فاسو، التي توحدت في تحالف دفاعي جديد ينهي التعاون العسكري مع فرنسا ويتجه نحو تحالف استراتيجي مع روسيا.

جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية مطولة بثها التلفزيون الحكومي في النيجر، استمرت لأكثر من أربع ساعات، تحدث فيها تياني عن «خلايا فرنسية» سرية تنشط في المنطقة، بهدف تقويض «كونفدرالية دول الساحل» التي تأسست بعد توقيع اتفاق الدفاع المشترك في سبتمبر 2023.

وصف الجنرال تياني هذه المؤامرة بأنها واسعة النطاق، وتشمل تواطؤ دول مجاورة وأجهزة استخبارات غربية، بالإضافة إلى فاعلين إقليميين وجماعات مسلحة إرهابية. وأشار إلى وجود خليتين فرنسيتين تعملان على زعزعة الأمن في النيجر ومنطقة الساحل؛ الأولى بقيادة جان-ماري بوكل، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، والثانية تضم عناصر من الاستخبارات الخارجية الفرنسية ومسؤولين دبلوماسيين، وممولة بموارد غير محدودة.

وأشار تياني إلى عمليات «إعادة توطين الإرهاب» في المناطق الحدودية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، مشيراً إلى دور جماعات متطرفة مثل «داعش» و«القاعدة» و«بوكو حرام»، فضلاً عن اتهامه لدولة بنين والسودان بدعم انتشار هذه الجماعات، ووصفها بأنها «تحت النفوذ الفرنسي».

وكشف رئيس النيجر عن اجتماعات سرية عقدت في الفترة الماضية، جمعت ممثلين غربيين مع جماعات مسلحة بهدف تنفيذ «حرب غير مباشرة» تستهدف تحالف دول الساحل، مؤكداً أن هذه الاجتماعات تضمنت تنسيقاً لعمليات مسلحة تستهدف النيجر بالذات.

ومع ذلك، أكد الجنرال تياني أن دول الساحل الثلاث تقف بثبات في مواجهة هذه المخاطر، مبرزا إطلاق «القوة العسكرية المشتركة» وتفعيلها على الأرض لمواجهة الإرهاب. وقال: «نصعد في الجاهزية لأن مصيرنا يعتمد على ذلك»، مشدداً على أن الهجمات الخارجية تستهدف النماذج الأفريقية المستقلة، واصفاً معركة دول الساحل بـ«المعركة الوجودية» التي تخوضها من أجل بقاء الإنسان الأفريقي.

تصريحات تياني تعكس بوضوح عمق التوترات الإقليمية والدولية في منطقة الساحل، في ظل صراع على النفوذ بين القوى الغربية والتحالفات الجديدة التي تسعى إلى إعادة تشكيل مستقبل هذه المنطقة الحساسة.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *