رحيل الناظر عبد المنعم الشوين .. غرب كردفان تودع حكيم “الفلايتة” وركيزة التعايش السلمي

12
الناظر-عبدالمنعم-الشوين

الفولة – بلو نيوز الاخبارية

فجع مجتمع غرب كردفان صباح اليوم الثلاثاء، بنبأ وفاة ناظر قبيلة المسيرية “الفلايتة”، الشيخ عبد المنعم موسى الشوين، بمدينة الفولة، بعد معاناة قصيرة مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا من الحكمة والمواقف المشرفة التي طبعت مسيرته كأحد أبرز أعمدة الإدارة الأهلية في السودان.

تولى الراحل منصب نظارة “الفلايتة” خلفًا لوالده في عام 2015، قبل أن يصبح ناظرًا لعموم الفلايتة بعد تقسيم الإدارة الأهلية لقبيلة المسيرية في العام 2018 إلى ثلاث نظارات: العجايرة، الفلايتة، والمسيرية الزرق. ومنذ ذلك الوقت، أصبح عبد المنعم الشوين صوتًا للحكمة والاتزان وسط تقاطعات السياسة والصراعات الاجتماعية التي عصفت بالإقليم.

نعاه الوالي الأسبق لغرب كردفان، الأستاذ حماد عبد الرحمن صالح، واصفًا إياه بـ”بيت الحكمة”، مشيرًا إلى أن الفقيد تمسّك بثوابت أهله ورفض جميع الإغراءات السياسية التي سعت لنقله إلى بورتسودان عقب اندلاع الحرب، مفضلاً البقاء وسط أهله في الفولة، رغم المخاطر والتحديات، تأكيدًا على التزامه الأخلاقي والوطني تجاه مجتمعه.

وكان الراحل، بحسب معارفه ومجتمعه، مدرسة متفردة في فض النزاعات وتحقيق المصالحات، إذ تحوّلت راكوبته الشهيرة في الفولة إلى محجٍّ للباحثين عن الجودية والكرم والصلح، وملتقى لزعماء القبائل ومبادرات السلم الأهلي. برحيله، تفقد الإدارة الأهلية في غرب كردفان ركيزة أصيلة من ركائز التماسك الاجتماعي، وشخصية اتسمت بالاتزان والحنكة، في زمنٍ تتزايد فيه الحاجة لأمثاله.

ويعد غياب الناظر عبد المنعم الشوين خسارة فادحة ليس فقط للفلايتة أو المسيرية، بل لكل السودان، في لحظة يتعطش فيها الوطن لأصوات السلام والحكمة وسط ضجيج البندقية.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *