بورتسودان: صراعاً داخل أروقة السلطة .. والكباشي ومفضل يتبادلان الاتهامات

5
مصدر عسكري لـ”إدراك”-خلافات بين الكباشي ومفضّل بسبب الحرب بين طهران وتل أبيب

وكالات – بلو نيوز الاخبارية

في تسريب جديد يكشف عمق الانقسام داخل مراكز القرار في السودان، كشف مصدر عسكري رفيع لـ”إدراك” عن خلافات حادة نشبت بين قادة عسكريين ومدنيين موالين للحركة الإسلامية في مدينة بورتسودان، على خلفية بيان الحركة الذي دعا إلى التعبئة العامة للجهاد ضد إسرائيل، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بين طهران وتل أبيب.

وبحسب المصدر الذي تحدث من بورتسودان شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، فقد شهدت عمارة التأمينات الاجتماعية بحي ديم المدينة اجتماعًا أمنيًا مغلقًا، ضم الفريق أول شمس الدين الكباشي، ومدير جهاز المخابرات الفريق أول أحمد مفضل، إلى جانب قيادات بارزة في الحركة الإسلامية على رأسهم علي كرتي، الناجي مصطفى، وحاج ماجد سوار.

وأشار المصدر إلى أن الاجتماع شهد تبادلاً حاداً للاتهامات بين الكباشي ومفضل، بعد أن أعرب الكباشي عن رفضه لبيان الحركة الإسلامية، واصفًا إياه بـ”الفوضوي وغير المسؤول”، واعتبر أن إقحام السودان في صراع إقليمي بهذا الشكل يُعد تهورًا سياسيًا وعسكريًا.

وفي المقابل، جاء رد الفريق مفضل ساخنًا، حيث وجه حديثه للكباشي قائلاً: “والله لو ما شباب الحركة الإسلامية ديل، الدعامة كانوا دخلوا بورتسودان”، في إشارة إلى دور مليشيات الحركة في دعم موقف السلطة الحاكمة ومنع تقدم قوات الدعم السريع إلى الشرق.

وتظهر هذه الخلافات تصدعاً واضحاً داخل بنية السلطة العسكرية والمدنية في بورتسودان، خاصة بعد تزايد الضغوط من المجتمع الدولي بشأن حياد السودان في النزاعات الإقليمية، ومحاولات بعض التيارات الإسلامية إعادة إنتاج خطاب “الجهاد” في سياق خارجي محفوف بالمخاطر.

ووفقاً لمتابعات “إدراك”، فإن قادة الحركة الإسلامية يتكتمون بشدة على عدد قتلى “كتيبة البراء بن مالك”، التي يعتقد أنها كانت ضمن مقاتلين سودانيين أُرسلوا إلى طهران في يناير الماضي لتلقّي تدريب على استخدام الأسلحة الكيميائية، وأشارت معلومات إلى أن هذه الكتيبة تكبّدت خسائر فادحة خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت في طهران.

مصادر مطلعة تعتبر أن هذه التطورات الخطيرة قد تدفع نحو إعادة صياغة التحالفات داخل منظومة السلطة في بورتسودان، وسط تصاعد المخاوف من أن يتحول السودان إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، في ظل سيطرة “تنظيمات مؤدلجة” تسعى لفرض أجندات لا تعبر عن الإرادة الوطنية للسودانيين.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *