الدعم السريع: تحكم قبضتها على الحدود الليبية وتتوغل غرباً .. ومعسكرات تنهار ومدن تسقط والجيش يتراجع

الفاشر – بلو نيوز الاخبارية
أعلنت قوات الدعم السريع إحكام سيطرتها على آخر معسكرات الجيش السوداني على الحدود مع ليبيا، بعد هزيمة القوات المشتركة في منطقة جبال كرب التوم، في ضربة وصفت بأنها استراتيجية وموجعة لمواقع الجيش في الشمال الغربي.
ووثقت مقاطع فيديو بثها عناصر من الدعم السريع لحظة دخولهم إلى معسكر كرب التوم، الذي يُعد جزءًا من سلسلة جبال العوينات، ويقع على طريق حيوي يربط الولاية الشمالية بشمال دارفور. وأظهرت المشاهد استعراضهم لما وصفوه بـ”غنائم الجيش”، مؤكدين انسحاب القوات الحكومية وقوات الحركات المسلحة بعد “هزيمة ساحقة”، بحسب وصفهم.
ولم تقتصر مكاسب الدعم السريع على كرب التوم، بل امتدت عملياتهم إلى عمق غرب كردفان، حيث أكد متحدثون ميدانيون أن قواتهم اقتحمت مدينة بابنوسة وسيطرت على السكة الحديد، رئاسة الشرطة، المستشفى العسكري، السوق الكبير، والدفاع المدني، ما يعد تحولاً ميدانياً في منطقة تشكل عقدة مواصلات حيوية بين دارفور وكردفان.
وشهدت بابنوسة، هجوماً جديداً من الدعم السريع، تزامن مع ضربات بطائرات مسيرة أدت إلى تراجع القوات الحكومية داخل ثكناتها، وسط مخاوف متصاعدة من أن يكون هذا التقدم تمهيداً لمعركة أوسع نطاقاً في غرب السودان.
ويأتي هذا التقدم ضمن سلسلة انتصارات ميدانية حققتها قوات الدعم السريع مؤخراً، بعد سيطرتها على النهود، الدبيبات، والخوي، ما يعزز سعيها للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من كردفان، ويضع الجيش السوداني أمام أزمة انتشار وضعف دفاعات تتساقط واحدة تلو الأخرى.
وفي المحور الشمالي من مدينة الفاشر، أفادت مصادر ميدانية بأن قوات الدعم السريع تصدت فجر اليوم لمجموعة متسللة من عناصر الحركات والجيش وكتائب البرهان، وأسفرت المواجهات عن مقتل وإصابة أكثر من 61 عنصراً، إضافة إلى أسر عدد من المنتمين لقوات مناوي، اللافت أن القوة المتسللة استخدمت “41” رأساً من الإبل كوسيلة حركة في محاولة لاختراق خطوط الدفاع.
وأكدت قوات الدعم السريع أنها ستتعامل مع الأسرى وفق قوانين وأعراف الحرب، ودعت ما تبقى من الجيش وقوات الحركات داخل الفاشر إلى الاستسلام ووضع السلاح، مع التعهد بتأمين مخارج آمنة للمدنيين وتقديم العون اللازم لهم.
في ظل هذه التطورات الميدانية المتسارعة، يبدو أن معركة السيطرة في غرب السودان تدخل مرحلة مفصلية، مع تقهقر الجيش وتزايد نفوذ الدعم السريع.