شبكات ابتزاز في نقاط العبور بالولاية الشمالية .. رسوم وهمية ورشاوى تُثقل كاهل السائقين

متابعات – بلو نيوز الاخبارية
كشفت تحقيقات ميدانية عن تفشي شبكات ابتزاز وفرض رسوم غير قانونية في نقاط العبور بالطرق السريعة في شمال السودان، حيث يواجه السائقون يوميًا تعطيلًا متعمدًا لا ينتهي إلا بدفع رشاوى تحت مسميات مختلفة مثل “تسويات” أو “مصاريف شارع”.
سائقو الشاحنات والحافلات أكدوا أنهم يُجبرون على دفع مبالغ تصل في المتوسط إلى مليون جنيه سوداني (300 دولار) خلال رحلة واحدة، بعضها عبر إيصالات غير رسمية يتم إرسالها حتى عبر تطبيقات مثل واتساب. وأفادوا بأن الامتناع عن الدفع يؤدي غالبًا إلى مصادرة الأوراق وتعطيل الرحلة لساعات طويلة.
التحقيق وثّق أكثر من 20 نوعًا من الرسوم التي تُفرض خارج الإطار القانوني، بينها ما يتم دون استخدام الإيصال المالي الإلكتروني المعروف بـ “أورنيك 15”، رغم التوجيهات الحكومية السابقة باعتماده حصريًا للحد من التسرب الإيرادي.
وبحسب السائقين، فإن نقاط العبور التي كانت قبل الحرب تحت إدارة موظفي المحليات والشرطة، تحولت بعد اندلاع النزاع إلى ارتكازات عسكرية وأمنية، ما أتاح لهذه الممارسات مساحة أوسع وسط غياب الرقابة.
وزارة المالية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن لائحة لتنظيم التحصيل والسداد الإلكتروني لعام 2025، لكن الواقع على الأرض يعكس استمرار الجبايات العشوائية التي تُثقل كاهل المواطنين، وتفتح الباب واسعًا أمام الفساد والإثراء غير المشروع.
السائقون وصفوا ما يجري بأنه “ابتزاز منظم” يضاعف معاناة قطاع النقل، فيما اعتبر مراقبون أن هذه الممارسات باتت تهدد النشاط التجاري والحركة الاقتصادية في الشمال، وتفاقم من تداعيات الحرب على حياة السودانيين.