بيان “الرباعية” يضع السودان على مفترق طرق: هدنة، تسوية أم مواجهة الإسلاميين؟

23
Compressed by jpeg-recompress

Compressed by jpeg-recompress

وكالات – بلو نيوز الاخبارية

أثار البيان الأخير للرباعية الدولية، الذي ضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، ردود فعل واسعة في الساحة السياسية السودانية والدولية، بعد أن وضع خارطة طريق واضحة لإنهاء الحرب في السودان، وحدد 27 سبتمبر موعدًا لبدء وضع تفاصيل العملية السياسية المقبلة.

وجاء البيان بعد أشهر من مشاورات مكثفة في كيب تاون، نيروبي، وأبوظبي، جمعت خبراء ودبلوماسيين رفيعي المستوى، إلى جانب قيادات سياسية ومدنية سودانية، بهدف صياغة أرضية مشتركة توقف نزيف الدم وتضمن حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.

وأكد البيان على خطوات محددة، تبدأ بهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، يليها وقف دائم لإطلاق النار، ثم عملية انتقالية شاملة خلال تسعة أشهر. كما شدد على أهمية منع العناصر المتطرفة من العودة إلى السلطة، في إشارة واضحة إلى التيار الإسلامي الذي لا يزال يحتفظ بنفوذ واسع داخل الجيش وأجهزة الدولة.

ورحب التحالف المدني الديمقراطي “صمود” بالمبادرة، كما أيدت أحزاب سياسية أخرى مثل حزب الأمة وتحالف “تأسيس” والكتلة الديمقراطية، في مشهد نادر يجمع الطيف السياسي المتباين حول خطوة دولية موحدة.

ومع ذلك، أثار البيان حفيظة الحركة الإسلامية السودانية، التي وصفت المبادرة بأنها “تدخل سافر ومحاولة فرض حلول خارجية”، في حين هاجم بعض قياداتها ما اعتبروه مساواة غير عادلة بين الجيش والميليشيات المسلحة. وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن أي حل سياسي مستدام لن يكون ممكنًا إلا بمشاركة الإسلاميين، مما يضعهم أمام خيارات محدودة بين الانزواء أو المواجهة.

ويواجه القائد العام للقوات المسلحة، الفريق عبد الفتاح البرهان، تحديًا مزدوجًا، بين الالتزام بتعهداته تجاه الرباعية والحفاظ على تحالفاته الداخلية مع التيار الإسلامي، وهو موقف حساس قد يحدد مسار السلام أو استمرار النزاع في السودان.

ومع وضوح الرؤية الدولية وإصرار الرباعية على تطبيق جدول زمني محدد، يبقى التحدي الأكبر هو قدرة الوسطاء على فرض آليات مراقبة فعّالة وضمان التزام الأطراف كافة بما نص عليه البيان، لتجنب تكرار تجارب سابقة فشلت فيها الاتفاقات السياسية على الأرض.

 

About The Author

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com