جنوب كردفان: تذرف دمعة نتيجة لحماقة وتقزُم الفريق “الكباشي” وجشع “عقار” .!!

51
محمد علي محمد، نائب والي ولاية جنوب كردفان المستقيل.

 

نائب والي ولاية جنوب كردفان المُستقيل الأستاذ محمد علي محمد يكتب ..

جنوب كردفان تذرف دمعة نتيجة لحماقة وتقزُم الفريق اول شمس الدين الكباشي وجشع مالك عقار !!

لقد أردت من هذا المقال أن نزف البشرى مع سوء الذكرى و نُبين للغافلين ( أصحاب الدعوة لحصر النوبة الأصليين ) و إقصاء النوبة المهجنييّن الذي يتبناهُ و يرعاهُ الفريق اول شمس الدين كباشي ببورتسودان ، ( أعضاء المكتب الاستشاري لكباشي ) كما يُزعم بعضهم ، أن ينتبهوا للحفرة التي أنزلقوا منها مراراً و تكراراً ، و نقول لهم أن الوقت لم يمضِ بعد لتصحيح هذه الخُطى التي كثيراً ما ذلت بوضعها سهواً أو جهلاً و أن البعض منا يعتقد أن عظيم الدول تُبنى بوسائل الانتصارات للنفس و تناول الطعام و الشراب على الموائد الممدودة أمامهم … وهم واهمون بأن بناء الحضارات لا يكتمل إلا بأستذكار الماضي و التضحية و الوقوف على المباديء ووضوح الرؤية في المستقبل و معالجة الحاضر بحسم و عزم و صبر و إنفتاح عبر الأجسام الهجين ( نوبة _ عرب _ فلاتة _ برقو _ شوابنة – …الخ ) .

لقد وُضع أنسان جنوب كردفان في سياج بعيد و صُدروا في وضع النهار دون مُبرر أو نصير ، و بعضهم ظل نصيراً للجلاديّن .. و الأن لقد أقتربت الساعة و أنشق القمر و قدموا نفراً منهم قرباناً للحرية بالتضامن مع الرفاق في أجزاء السودان المُختلفة ، الذي يغشاهم الضيَّم و الهوان كما الحال عندهم ، اذا كانت كردفان صورة مُصغرة لكل السودان ، فإن جنوب كردفان _ جبال النوبة ترمز على أقل تقدير ( المصالحة بين خصائص المجتمع الافريقي و العربي ) .

أي عاقل أو سياسي حصيف يدرك تماماً أن (ولاية جنوب كردفان _ جبال النوبة في ظل الدعوات المتقزمة و الأجسام المُنغلقة التي تعمل على شرخ النسيج الإجتماعي بمُباركة الفريق اول شمس الدين الكباشي) تمر بمُخاض خطير جداً ، و أصبح إنشطار قبائلها و سُكانها إلى مجموعتين قاب قوسين أو أدنى ، و لهذا نحن بإنتظار مولود في طور( التخلق ) و أنا أأسف لهذا لأنه ما كانت الأمال و الطموحات في عصر يشهد التكتل و التجمع و التكامل من أجل التنمية و الرفاه الإجتماعي ، أن ولاية جنوب كردفان _ جبال النوبة ( القارة ) نتيجة لحماقة و تقزُم الفريق اول شمس الدين كباشي ، أن تكون نشاز عصره ، تشظياً و تشتتاً بعد وحدة ، و تهتك نسيجه بعد ألتئام ، نسجه الزمن و غذاه بعديد من أسباب الحياة للنمو و التطور ، من تداخل ثقافي و تواصل إجتماعي و تشابك مصالح و تصاهر .

الأن ، قد أطلق الفريق اول شمس الدين الكباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة ، سهم التشظي و التشتت من قوسه إلى غير رجعة ، فإن المنطق و الحكمة أن نتقبل الواقع المُّر ، و لابد من أقصاء عقلية الإنتقام و تصفية الحسابات و تقزيم الكيانات كما ( يفعل نائب القائد العام للقوات المسلحة ) برعايته لمثل هذه الدعوات و الأفكار ، التي تؤسس لحرب قبلية لن ينجو منها إلا شمس الدين الكباشي لأنه من سُكان بورتسودان الأن ، على شعب جنوب كردفان بكافة مكوناتها الإجتماعية مقاومة هذه الأفكار ، كما يستلزم أستدعاء العقل و الحكمة مع أستصحاب المصالح العُليا لكل سُكان ولاية جنوب كردفان … و هذا لا يمكن أن يسود إلا إذا أستفدنا من التجارب التي لم تورثنا إلا تبديد الموارد و تدمير مقدرات الولاية ..إن الصراعات القبلية لم تورث جنوب كردفان إلا الدموع و الدماء و الأشلاء و الأرامل و اليتامى ، بجانب التخلف الاقتصادي و الفقر و الجهل و المرض ، أستحلفكم بالله ماذا كسب شعب جنوب كردفان من هذه المعامع التي أمتدت لأكثر من نصف قرن أو يزيد من الزمان ! ألم يكن من الأصلح و الأجدى بذل الجهد البدني و المادي لخدمة الإنسان و الارتقاء به لإعمار الأرض التي نعيش عليها ، و سيعيش عليها أبناؤنا و أحفادنا ، بدلاً من طائرات الأنتنوف التي يرسلها الفريق اول شمس الدين الكباشي لضرب المواطنين و الأطفال في جنوب كردفان – جبال النوبة بدلاً من السعي لوقف الحرب وعدم شيطنة شعب الولاية بحجة التمرد و الإرتزاق و العمالة .

اذكر أنني إبان بداية أندلاع الحرب في الخرطوم لقد تحدثت مع الفريق اول شمس الدين الكباشي ، بضرورة وقف الحرب لأن ضررها أكبر من نفعها فقال الحرب لن تقيف كلها أيام و تنظف الخرطوم و سأتوجه إلى جبال النوبة بنفسي للأشراف على العمليات و القضاء على المرتزقة من الجيش الشعبي في كراكيرهم، الذي يقودهم المتمرد عبد العزيز الحلو في ظل هياج هستيري غريب ، سيأتي الوقت الذي نفصل فيه بهذا الشأن ، بالرغم من أنه حتى الأن لم تنظف الخرطوم كما يزُعم، ولم يذهب لولاية جنوب كردفان بل أصبح من سُكان بورتسودان و هذا ما كنت أخشاه من خطورة أستمرار الحرب .

فإن من مخاطر هذه الحرب الذي يتوعد فيه الفريق اول شمس الدين الكباشي ، شعب جنوب كردفان الذي قد بدأها بالفعل بضرب الأطفال الأبرياء و المواطنيّن العُزل في الهدرا .. شيوع ثقافة أن الحرب هو الطريق الأجدر للأعتراف بالأخر كما يفعل (الفريق اول كباشي ليقول للناس انا موجود) ، كما هو معروف و معلوم عنه (يرتدي زيه العسكري من بواكير الصباح و ينزعه بعد منتصف الليل في بورتسودان حتى أصبح مدعاة للسخرية و التهكم للكثيرين ، و كأنما هنالك من يغالطه في رتبته أو في وضعيته داخل الجيش ).

الأفكار التي يتبناها و يرعاها الكباشي ، تعمل على تفشي العصبية و الجهوية و القبلية .. و ربما يشكل دافعاً و حافزاً لصغار العقول و أدعياء السياسة مثل الذين يتبناهم شمس الدين .

لقد كان المأمل في ظل هذه الأفكار و الدعوات الخطيرة ، أن يتداعى قادة الفكر و السياسة والمثقفون ( المنفتحون الأصحاء ) من أبناء جنوب كردفان ، أصحاب التجربة و الخبرة ، بقلوب وجلة و أذهان صافية ، و بوطنية متجردة ، لمقاومة أفكار الفريق اول شمس الدين الكباشي و أعوانه ، و لإخضاع ولاية جنوب كردفان و مشكلاتها لدراسة عميقة و تحليل علمي دقيق عن أصل المشكلة و مسارها و تطورها و كيفية التعامل معها بحرية تامة ، و أثر ذلك على السلام المجتمعي، بعيداً عن الشعارات السياسية و الأماني العاطفية .

راودني أحساس أثناء نقاشاتي مع الفريق اول شمس الدين كباشي في الفترات السابقة ، أنه يجهل التركيبة السٌكانية لجنوب كردفان و يندفع دون تبصر أو بصيرة منطلق من ثقافته الأحادية المتقزمة و قناعته الذاتية ( الخربة ) ، دون وضع أدنى إعتبار لتلك العوامل و الحقائق و الألغام الكثيرة التي تُحيط بالولاية ، و عدم إستيعابه لأستراتيجية التعامل مع مشكلات جنوب كردفان التي طرحته لشخصه من قبل ، التي تتطلب أعمال العقل و أستصحاب الحكمة و التعامل مع القضايا المعُقدة برؤية و تؤده بعيداً عن العواطف الضيقة ( القبلية _ الجهوية ) من أجل المواطن البسيط الذي حقه الحياة و أعمار الأرض بالعمل الصالح المفيد له و لمجتمعه ووطنه ، و الأخذ بيده و النهوض به أقتصادياً و خدمياً و أجتماعياً مما يشيع تشابك المصالح و تمتين النسيج الولائي القومي .

حتى تشب الأجيال القادمة في ( ولاية ) و قد إزدهت تنمية و خدمات و عمراناً ، و لسان حالهم يقول شكراً لقد أورثتمونا ( ولاية ) بها نُفاخر و نُباهي .. بدلاً من لعنك كما يفعل الكثير من شعب جنوب كردفان ، و لعن الجحيم الذي شيدته بالكراهية و الدموع و الدماء و البغضاء بقتل الأطفال و المواطنين بطيران الأنتنوف يا القائد العام للقوات المسلحة المُرتقب كما يوهمك مالك عقار بأفكاره الحافية القدمين كما أوهموه هو نفسه _ ناشئة السياسة _بأنه الوطني الغيور بمساندته للفلول ، و حشد الأبرياء من شباب النيل الأزرق ليلقوا حتفهم في قضية لا ناقة لهم فيها و لا جمل ، مقابل مليارات يأخذها مالك عقار في شكل دفعات من خزينة السودان، لضمان شيخوخة أمنة له في القريب العاجل في إحدى الدول سأفصل فيها قريباً، ليعلم شباب النيل الأزرق كم خدعُّوا ،و ليعلّم شعب جنوب كردفان كم سُرقوا و لماذا يذهب الاستحقاقات المالية لاتفاق جوبا للسلام لولاية جنوب كردفان في جيب مالك عقار.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *