الدعم السريع مشروع .. الهوية والمواطنة.
نجم الدين دريسة يكتب:
الدعم السريع مشروع .. الهوية والمواطنة.
لماذا لا نفكر الف مرة في إعادة وتأسيس عقد اجتماعي جديد أو فلنقل بناء الدولة السودانية علي اسس تحقق تطلعات واشواق كل القوميات السودانية وهزيمة الدولة المركزية التي ظلت تنتج الفشل والذي قاد الي حروب طويلة والعجز التام عن إدارة التنوع والاختلاف والاستفادة من المقدرات والثروات والموارد وتوظيفها لرفاه الانسان السوداني .. ومحاربة الذهنية المتوقعة في اقبية الماضي وهي بالطبع عقلية تفرخ الازمات الواحدة تلو الأخري بسبب ضيق الافق وسطحية التفكير .. فالحرب السائدة والتي فرضتها جماعة الهوس الديني والمتحالفين معها من قوي الردة واصحاب الحظوة القابضين بقوة علي الدولة النخبوية بغرض طمس الهوية السودانية .. ورفض اي محاولات جادة لتأسيس المشروع الوطني القومي الذي ينبغي ان يقوم علي المواطنة كأساس للحقوق والواجبات الدستورية.. والموسف جدا كل محاولات التحرر الوطني للتخلص من الدولة النخبوية التي خلفها الاستعمار ظلت تصطدم بإحتكار عنف الدولة والظلم الممنهج .. فالبرغم من نضال الجنوبيين لنصف قرن الزمان إنتهي الأمر الي فصل الجنوب بطريقة دماراتيكية بسبب المركزية القابضة وعلي ذات النهج تمضي الدولة الاستعمارية علي تسويق خطاب يعمل علي تبخيس النضالات السياسية والتقليل من شأنها ونشر خطاب الكراهية وبنفس طرائق التفكير المتوارث في هذه الدولة العميقة ظلت تعمل علي تشويه صورة قوات التحرر الوطني قوات الدعم السريع ولكن الحقائق علي الأرض ومواقف واهداف الدعم السريع واضحة كالشمس في رابعة النهار وخطابها السياسي والاعلامي ظل يؤكد علي الدوام علي وحدة السودان ارضا وشعبا والعمل علي تحقيق نظام فدرالي وارساء دعائم الحكم المدني القائم علي التداول السلمي للسلطة وإعادة وبناء جيش قومي علي اسس متفق ومتراضي عليها وخروجه تماما عن ممارسة أي ادوار سياسية مباشرة والعمل علي معالجة كل الاختلالات التي صاحبت بناء الدولة عبر صناعة دستور يعبر عن كل التنوع الثقافي.
هذه الرؤي والأفكار والاطروحات مبذولة تماما في مبادئ الدعم السريع للحل السياسي الشامل وتمثل خطوة متقدمة جدا في إتجاه تأسيس وبناء الدولة السودانية لكل الذين ظلوا يصدعون رؤسنا بالحديث عن مشروع الدعم السريع السؤال المنطقي والموضوعي الذي ينطرح هل هنالك أصلا مشروع قومي مجمع حوله ومتفق عليه من كل القوميات السودانية بما في ذلك مشروع الاستقلال ولا الاستهبال الذي قامت عليه ما يعرف بالدولة السودانية وهنا يبرز سؤال اخر لماذا شهدت الدولة السودانية حركات احتجاج رايكالية في كل هوامش السودان ضد الدولة المركزية علي مدي سبعة عقود من الزمان لا يوجد إلا تفسير واحد هو ان هذه الدولة ليست وطنية ولا قومية بل هي صنيعة استعمارية وبالتالي قوات الدعم السريع الآن تخوض حرب التحرير من إجل استعادة الدولة المختطفة وبناء مشروع وطني عريض وهذا ما يفسر إنحياز معظم القوميات التي ظلت واقفة علي الرصيف الي مسيرة التحرير وهي ماضية نحو تحقيق اهدافها وغاياتها رغم التحديات .