شمال دارفور: ناجون من “معتقلات” الحركات المسلحة بالفاشر يكشفون عن جرائم تعذيب واغتيالات ضد المدنيين.
بلو نيوز الإخبارية: وكالات-
كشف معتقلون سابقون بمراكز الاحتجاز التابعة للقوات المشتركة التي تحارب بجانب الجيش السوداني في الفاشر، عن قصص ومشاهد صادمة عايشوها خلال فترة اعتقالهم.
وتسلط روايات الناجين من معتقلات الحركات المسلحة بالفاشر، الضوء على مراكز الاحتجاز غير القانونية والتي يمارس فيها التعذيب بشكل لا إنساني مثل التجويع مما تسبب في وفاة العشرات منهم داخل هذه السجون، وفق الروايات التي استمعت لها “دارفور24”.
وقالت صحيفة “دارفور24” الإلكترونية، إنها أجرت مقابلات مع عددا من الناجين ومقربين من بعض الضحايا لقوا حتفهم في هذه المعتقلات جراء الجوع والتعذيب المختلف الأنواع.
” مهيمن يوسف”، شاب في العشرينات من العمر، أمضى 47 يوما ًداخل أحد مراكز الاحتجاز التابعة للقوات المشتركة للحركات المسلحة، قبل أن يفرج عنه بواسطة أحد الضباط، على معرفة بأحد أفراد الأسرة.
واحتجز يوسف في مقر بعثة “اليوناميد” سابقا الذي أصبح اليوم المقر الرئيسي لقوات الحركات المسلحة بالفاشر. وأكد يوسف أنه “ظل ليلة كاملة في الارتكاز قبل أن يعود والده صبيحة اليوم التالي، ليتم إبلاغه رسميا بأنه متهم بالاستخبار لقوات الدعم السريع، ليتم نقله ويخضع لمدة 47 يوماً للتعذيب دون استجواب.
وأكد يوسف أنه شهد وفاة 7 أشخاص من بين المعتقلين بسبب الجوع والمرض والتعذيب، وأضاف “هؤلاء الأشخاص الـ7 الذين لقوا حتفهم في “الهانكر” الخاص بنا فقط، ناهيك عن مراكز الاحتجاز الأخرى.
وذكر أن المتوفيين يتم نقلهم بواسطة عربة قتالية “لكن لا نعلم إلى أين يتجهون بهم”.
من جهته يروي أحد عناصر الشرطة فضل حجب هويته لدواعي أمنية لـ”دارفور24″، أن القوة المشتركة قامت باعتقال المساعد شرطة “عبد المعز جمال الدين”، الذي يعمل في الجوازات والهجرة بشمال دارفور، والمنحدر من مدينة القضارف شرقي السودان، من منزله بحي “درجة أولي” في يونيو الماضي.
وقال إن الحركات كانت قد بعد أن طالبت الشرطي في السابق بمغادرة منزله المجاور لمنزل اللواء “جدو حمدان أبو نشوك”، قائد قطاع الدعم السريع بشمال دارفور، قبل أن يتم اعتقاله من منزله واقتياده إلى المعتقل، ليفارق الحياة هناك جراء التعذيب، بحسب تقرير الأطباء.
وأضاف أن “القوة المشتركة لديها عدد من مقرات الاحتجاز التعسفي بكل من اليوناميد ومخيم زمزم واخيرا فتحت سجون أخرى في منطقة تمركزها الجديد بخزان قولو 9كم غربي الفاشر”، موضحًا أن القوة المشتركة أصبحت تراكم الأموال من وراء هذه الاعتقالات التعسفية بعد مطالبتها لذوي المحتجزين بدفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم.
وكان مدافعون عن حقوق الإنسان بشمال دارفور قد كشفوا عن تنفيذ القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني حملة اعتقالات واسعة طالت قادة سياسيين ومدنيين بدواعي الاشتباه، والتخابر مع قوات الدعم السريع.
وقال المحامي والمدافع الحقوقي عبد العزيز عثمان سام، في رسالة موجهة إلي رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي أواخر يونيو المنصرم أن استخبارات الحركة اعتقلت البرلمانية السابقة والناشطة الحقوقية سهام حسن حسب الله.