ميدل ايست اونلاين: “البرهان” يرسل وفد “إنقاذ” إلى مصر في مراوغة سياسية جديدة.

150

الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للجيش السوداني.

بلو نيوز الإخبارية: وكالات —

أعلنت الحكومة السودانية الموالية للجيش الأحد أنها قررت إرسال وفد إلى القاهرة لبحث “إنفاذ اتفاق جدة” بشأن تخفيف أثر الحرب المستعرة مع قوات الدعم السريع منذ 16 شهرا، بينما تستمر مفاوضات أخرى في جنيف برعاية أميركية، في خطوة تظهر استمرار الجيش في المراوغة بعد تحميله مسؤولية إفشال المفاوضات في ظل تدهور أوضاع البلاد بسبب الحرب.

وأفاد مجلس السيادة الانتقالي في بيان أنه “بناء على اتصال مع الحكومة الأميركية ممثلة في المبعوث الأميركي إلي السودان توم بيرييلو، واتصال من الحكومة المصرية سترسل الحكومة وفدا إلي القاهرة”.

وأوضح المجلس في بيانه أن زيارة الوفد الحكومي السوداني هدفها “مناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ اتفاق جدة”. ولم يحدد البيان موعدا للزيارة.

ورأى متابعون للشأن السوداني أن لجوء البرهان إلى إرسال وفد إلى القاهرة، بينما المفاوضات في جنيف هو مثال على تلاعب قائد الجيش بالمجتمع الدولي، ويعكس الجدل الدائر حول كل ما أثير عن التعامل مع مفاوضات جنيف من مراوغات.

ورأى هؤلاء أن البرهان يخشى معارضة حلفاءه الاسلاميين الذين لا يريدون المشاركة بالمفاوضات، إذ يرتبط مصيره بفلول النظام السابق الذين ليس من مصلحتهم تحقيق الأمن والاستقرار.

وسبق لطرفي النزاع إجراء جولات من المباحثات في مدينة جدة السعودية تم الاتفاق خلالها على احترام المبادئ الإنسانية والسماح بدخول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، من دون التمكن من تحقيق خرق جدي أو الاتفاق على وقف مستدام للنار.

وقبل المشاركة في أي مفاوضات جديدة لإنهاء الحرب في البلاد، تتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ “إعلان جدة”، الذي صدر في مايو/ أيار 2023، في ختام مباحثات استضافتها مدينة جدة السعودية بين الجيش و”الدعم السريع”.

وتختلق الحكومة السودانية ذرائع متعددة لعرقلة محادثات السلام، إذ رفضت مشاركة وسطاء جدد في المفاوضات بخلاف رعاة مفاوضات جدة الولايات المتحدة والسعودية.

ويأتي القرار فيما تتواصل مباحثات في سويسرا دعت إليها الولايات المتحدة، سعيا لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع في الحرب التي اندلعت العام الماضي.

وفي حين قبلت قوات الدعم السريع الدعوة للمشاركة في المحادثات، تتغيّب سلطات السودان، بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، بعدما أبدت تحفّظها على آليتها وعبرت عن اختلافها مع الولايات المتحدة في شأن المشاركين.

وحضر ممثلو قوات الدعم السريع المفاوضات في جنيف التي بدأت في 14 آب/أغسطس، في حين يتم التواصل مع ممثلي الجيش عبر الهاتف وفق ما أكد بيرييلو.

ورغم عدم مشاركة الجيش مباشرة في المفاوضات في جنيف، رأى بيرييلو أن المحادثات حققت بعض النجاح، من خلال التركيز الدولي على السودان في وقت “كان فيه العالم يحول انتباهه بعيدا”.

ووافقت قوات الدعم السريع في السودان على التعاون في إيصال المساعدات الإنسانية، بعد قرار الحكومة السودانية فتح معبر رئيسي مع تشاد، وفق ما أعلنت السبت الدول الراعية للمحادثات في سويسرا.

وتدير الولايات المتحدة المحادثات بالتعاون مع السعودية وسويسرا وبمشاركة الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة.

وفي بيان مشترك رحّبت الدول الخمس مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بقرار فتح معبر أدري الحدودي من تشاد إلى شمال دارفور للأشهر الثلاثة المقبلة.

وأضاف البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الإماراتية “نرحب بالتزام قوات الدعم السريع بالتعاون مع عمليات نقل المساعدات، ولا سيما من خلال طريق الدبة الحيوي إلى دارفور وكردفان، وبحماية العاملين في المجال الإنساني في عملهم”.

وتابع البيان “ستمكن هذه القرارات البناءة من كلا الطرفين دخول المساعدات اللازمة لوقف المجاعة، ومعالجة انعدام الأمن الغذائي، والاستجابة للاحتياجات الإنسانية الهائلة في دارفور وخارجها”.

وشدّد البيان على أنه “يتعين على الأطراف التواصل الفوري والتنسيق مع الشركاء في المجال الإنساني لتفعيل هذه الممرات بكفاءة للوصول المستدام للمساعدات بدون عوائق”، ولفت موقّعو البيان إلى أنه “على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية اغتنام هذه الفرصة لنقل المساعدات، وإنقاذ الأرواح، وخصوصا للفئات الأكثر ضعفا”.

وكان إغلاق معبر أدري قد أثار قلق منظمات الإغاثة التي تواجه صعوبات في إيصال الأغذية والإمدادات إلى منطقة دارفور في السودان.

واندلعت المعارك منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو.

واتسع نطاق الحرب التي أوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، فيما تندد الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بعوائق تحول دون إتمام العمل الإنساني.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *