بورتسودان: غارات دقيقة تدمر طائرات عسكرية بينها طائرة البرهان

8
طائرة البرهان

وكالات – بلو نيوز الإخبارية

كشفت مصادر عسكرية موالية للجيش السوداني عن أن الضربات الجوية بالطائرات المسيّرة التي استهدفت مدينة بورتسودان في الأيام الأخيرة، قد ألحقت دماراً واسعاً بعدة مواقع حيوية، من بينها القاعدة الجوية بالمدينة، حيث جرى تدمير طائرات عسكرية استراتيجية، في مقدمتها طائرة شحن من طراز إليوشن Il-76TD، تُعد من الأعمدة اللوجستية لقوات الجيش السوداني، إلى جانب ما وُصف بأنه تدمير جزئي لطائرة رئاسية من طراز “فالكون” كانت تستخدم من قبل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.

وتعد هذه التطورات ضربة نوعية جديدة لقدرات الجيش الجوية، حيث ذكرت المصادر أن الطائرة إليوشن دخلت الخدمة في 25 يناير 2025، وتعد سادس طائرة تُدمر منذ اندلاع النزاع، مما يثير القلق بشأن تآكل القدرات العسكرية السودانية تحت وقع الهجمات المتكررة.

تكتيك هجومي متغير

الهجمات التي استهدفت المدينة الساحلية، والتي تعد العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد ومقراً لقيادة الجيش والحكومة، دخلت يومها السابع، وسط تحليق منخفض للطائرات المسيّرة فوق الأحياء الشمالية والغربية والجنوبية. وأكدت مصادر ميدانية تصاعد أصوات الانفجارات في أنحاء المدينة، بينما تعمل الدفاعات الجوية على اعتراض بعض المسيّرات في محاولات لصد الهجمات المستمرة.

وتؤشر طبيعة هذه الضربات على تحول استراتيجي في تكتيكات قوات الدعم السريع، حيث لجأت إلى استخدام الطائرات المسيّرة بشكل مكثف، مستهدفة مراكز حساسة في قلب المعقل الرئيسي للجيش، بما يعزز فرضية تلقيها دعماً عسكرياً نوعياً من جهات خارجية، وسط اتهامات متجددة للإمارات بتزويد الدعم السريع بأسلحة متطورة — وهو ما تنفيه أبوظبي بشكل قاطع.

بورتسودان .. من ملاذ آمن إلى جبهة مشتعلة

تسببت الضربات الأخيرة في حالة من الذعر وسط آلاف المدنيين والنازحين الذين لجأوا إلى بورتسودان هرباً من القتال في ولايات أخرى. ومع تصاعد وتيرة القتال، تحولت المدينة من ملاذ آمن إلى جبهة مفتوحة، مما يهدد جهود إيصال المساعدات الإنسانية ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني.

وفيما تواصل منظمة أطباء بلا حدود والهلال الأحمر أنشطتها بصعوبة، تُحذر منظمات إغاثة من انهيار وشيك في القدرة على توفير الخدمات الطبية الطارئة إذا استمر القصف.

مستقبل غامض ومناشدات للحوار

رغم أن الجيش يعلن بين حين وآخر تحقيق مكاسب ميدانية، إلا أن استمرار الدعم السريع في تنفيذ هجمات دقيقة يثبت أن ميزان القوى لا يزال هشاً، بل يميل نحو الاستنزاف المتبادل، ويؤكد خبراء أن المخرج الوحيد من هذا المأزق الدموي يكمن في العودة العاجلة إلى الحوار السياسي، والابتعاد عن الرهانات العسكرية التي لم تُسفر سوى عن دمار واسع ونزوح جماعي.

نزيف مستمر

منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، يعيش السودان على وقع كارثة إنسانية كبرى، حيث قتل عشرات الآلاف، وتجاوز عدد النازحين 13 مليوناً، في واحدة من أسوأ أزمات العالم، وفي ظل غياب أي أفق لتسوية سياسية قريبة، يبقى المدنيون هم الخاسر الأكبر.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *