“قلوبال أبفرنت” تكشف فظائع دامغة، وتتهم القوات المسلحة السودانية بارتكاب جرائم حرب في الخرطوم ومدن أخرى

14
الجيش الخرطوم

الخرطوم – بلو نيوز الإخبارية

في تقرير صادم نشرته صحيفة قلوبال أبفرنت نيوزبيبر يوم الجمعة 16 مايو 2025، وُجّهت اتهامات مباشرة للقوات المسلحة السودانية والمليشيات المتحالفة معها بارتكاب جرائم حرب ممنهجة ضد المدنيين في الخرطوم ومدن سودانية أخرى، عقب استعادتها السيطرة على العاصمة في مارس الماضي.

وأورد التقرير روايات مرعبة ومقاطع فيديو توثق تنفيذ عمليات قتل ميداني بحق أفراد من مجتمعات دارفور والنوبة وجنوب السودان، تحت ذريعة تعاونهم مع قوات الدعم السريع. ووصف التقرير هذه العمليات بأنها “إعدامات خارج نطاق القانون”، ترتقي إلى جرائم حرب.

أحد المشاهد التي وثقها التقرير أظهر جندياً سودانياً وهو يجر رجلاً مصاباً إلى خندق على أطراف أم درمان، قبل أن يُطلق النار عليه بدم بارد ثم يقوم بفصل رأسه عن جسده باستخدام سكين طويل، وسط تهليل من رفاقه. واعتبر التقرير أن هذه الحادثة واحدة من سلسلة جرائم مشابهة موثقة.

وأكد باحثو مرصد مونيتور أن هذه الجرائم ليست معزولة، بل تمثل نمطًا مستمرًا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، إلا أن وتيرتها تصاعدت بشكل لافت مع التغيرات في خريطة السيطرة الميدانية. وأشاروا إلى أن الجيش لم يعلن عن أي تحقيق جدي أو محاسبة في هذه الانتهاكات.

كما تناول التقرير مقاطع أخرى تظهر إعدامات جماعية لأسرى في مواقع يُعتقد أنها جنوب الخرطوم، فضلاً عن عمليات قتل لأسرى قوات الدعم السريع في ولاية سنار، حيث تم التنكيل بالجثث وإلقاؤها في القنوات المائية.

ووثقت هيومن رايتس ووتش، في تقرير نُشر أغسطس 2024، حالات مشابهة تضمنت إعدام سجناء عُزّل بعضهم دون سن الـ18، وتصوير هذه الجرائم ونشرها عبر منصات التواصل.

وقدر التقرير أن عدد القتلى المدنيين بعد سيطرة القوات المسلحة السودانية على مدينة ود مدني وحدها تجاوز 200 شخص، بينهم أسرى حرب ومواطنون من مجتمعات الكنابي وجنوب السودان.

وبينما لا يحظر القانون السوداني تمثيل الجثث، فإن القانون الدولي يجرم ذلك بشكل صريح. وأكد الباحثون أن هذه الممارسات تشير إلى “تطبيع مقلق لسلوكيات مهينة للموتى وتشويه للجثث”، ما يعكس انهيارًا مريعًا في الانضباط العسكري والالتزام بأخلاقيات الحرب.

 

يذكر أن هذه الانتهاكات تأتي وسط صمت رسمي، وتجاهل للنداءات الدولية المتكررة بفتح تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *