في الذكرى 42 لتأسيسها “الحركة الشعبية” تبشر بحكومة السودان الجديد وتؤكد لا بديل عن العلمانية ولا عودة للسودان القديم

كمبالا – بلو نيوز الاخبارية
احتفلت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بالذكرى الـ42 لتأسيسها وتأسيس الجيش الشعبي لتحرير السودان، وسط أجواء حماسية بالعاصمة الأوغندية كمبالا، وتحت هتافات مدوية؛ “سودان جديد يتقدم .. سودان قديم يتحطم”، بحضور رموز من الحركة وعدد من ممثلي القوى السياسية السودانية المناهضة للحرب.
الاحتفال الذي جاء في ظل وضع وطني كارثي يتسم بالحرب والانقسام السياسي والاجتماعي، لم يكن مجرد تظاهرة رمزية، بل منصة لتجديد الالتزام بمشروع “السودان الجديد”، وإعادة التأكيد على مبادئ العدالة والمواطنة المتساوية، في مواجهة منظومات الهيمنة والتهميش التاريخية.
وشكل ميثاق السودان التأسيسي، الذي وقعته الحركة الشعبية في نيروبي إلى جانب قوى أبرزها الدعم السريع، وحزبي الأمة والاتحادي الأصل، محوراً مركزياً في كلمات المتحدثين، حيث تم وصفه بأنه “طوق نجاة” ومشروع بديل للدولة المنهارة.
واكد يونس الأحيمر، القيادي بالحركة الشعبية وتحالف السودان التأسيسي، أن الميثاق يمثل تحولاً حاسماً في تاريخ السودان، قائلاً: “العلمانية ليست ضد الدين بل ضد الاستغلال السياسي للدين، وهي الأساس لبناء دولة يتساوى فيها الجميع، دون تمييز ديني أو عرقي”.
وأضاف أن “دستور نيروبي” حسم مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، ويؤسس لدولة قضاء مستقل، مشيراً إلى أن حكومة “السودان الجديد” في طور التشكيل، وداعياً كل القوى الثورية للانضمام لمشروع السلام والوحدة الوطنية.
من جانبها، أكدت مرضية نمنم، عضوة الحركة الشعبية، أن الحركة ليست وليدة لحظة، بل امتداد لتاريخ طويل من الكفاح ضد التهميش السياسي والاجتماعي، بدءًا من “أنانيا ون” وحتى اللحظة الراهنة، مشددة على أن جوهر الثورة هو مواجهة “الاستعمار الوطني” الذي ارتدى عباءة الوطنية زورًا.
أما القائد كوكو جقدول، فدعا إلى تأسيس جيش قومي موحد بعقيدة قتالية جديدة، تتجاوز الانتماءات الجهوية والولاءات الضيقة، لصياغة مستقبل مشترك لكل السودانيين.
بدوره، اكد عمار نجم الدين الحضور في رسالة صريحة أن التحالف بين الحركة الشعبية وقوات الدعم السريع ليس انحرافًا، بل تتويج لاختراق حقيقي لفكر “السودان الجديد”، وقال: “من يسخرون من هذا التحالف نقول لهم الحلو لم يتحول إلى جنجويدي، بل حميدتي هو من تبنى فكر الحركة الشعبية”.
وجاء احتفال كمبالا كتعبير عن تحدي للصمت وكسر لهيمنة المشروع القديم، ومقدمة لولادة رؤية وطنية جديدة، تقوم على التنوع والمواطنة والمحاسبة والانعتاق من قبضة المركز التاريخي.