والي غرب دارفور: “التجاني كرشوم” يكشف عن الاسباب الحقيقية لإندلاع الحرب في ولايته.

111
التجاني كرشوم – والي ولاية غرب دارفور

في اول ظهور له عقب الاحداث التي شهدها السودان عامة والولاية بصفة خاصة، كشف والي غرب دارفور التجاني كرشوم عن الاسباب الحقيقية لاندلاع الحرب في ولايته بالرغم من المجهودات والمبادرات التي تحوطت لها ابان توليه منصب نائب الوالي. متهما قوات الجيش بالوقوف خلف انتقال المعارك وبدء الاشتباكات.
وطالب الوالي في لقاء صحفي مع وفد إعلامي بمدينة الجنينة، بلجنة تحقيق مستقلة لتقصي الأرقام الحقيقية حول اعداد القتلى والنازحين، مكذبا في الوقت ذاته تقرير الأمم المتّحدة القائل بمقتل 12 ألف شخصا بسبب الحرب بالولاية ووصفه بغير الواقعي.

خطوات تحصين.. لكن

وكشف كرشوم عن أنهم في حكومة الولاية ابان توليه منصب نائب الوالي، كان اهتمامهم منصبا في عدم انتقال الصراع من الخرطوم الى غرب دارفور بحكم واقعها وظروفها المختلفة عن بقية الولايات سواء من حيث الهشاشة الامنية أو التركيبة القبلية المعقدة والصراعات المتجددة بين بعض المكونات هناك.
وأفصح والي غرب دارفور عن ترتيبهم لمبادرة (لا للحرب) التي تستهدف حشد مكونات المجتمع في الولاية من ادارات اهلية وائمة ودعاة وغيرهم جنوب مستشفى الجنينة ومن ثم التوجه في تظاهرة صوب احياء المدينة ومن ثم الى سوق المدينة لإعلان رفضهم للحرب بعد (9) ايام من الحرب اي في 24 ابريل.
وأبان كرشوم أن حكومة الولاية طالبت الجيش والدعم السريع بأن تلتزم قوات كل منهم مواقعها وعدم التحرك حتى لا يحدث اي صدام، واضاف: في الايام التسعة الاولى للحرب التزم الطرفين بمواقعهما، فالمعروف أن الجيش موجود في شمال مدينة الجنينة، بينما الدعم السريع في جنوبها.

كيف بدأت الحرب في الولاية؟

وكشف والي ولاية غرب دارفور عن انه وقبل نصف ساعة من انطلاق مبادرة مجتمع الولاية (لا للحرب) جنوب مستشفى الجنينة كما هو مقرر في 24 ابريل، تحركت قوة تابعة للجيش مكونه من 12 مركبة مسلحة من اردمتا، واتجهت نحو مقرات الدعم السريع، لتنطلق الذخيرة ايذانا بوقوع الاشتباكات. وقال: من هنا كانت بداية المعركة لتنتقل بسرعة الى بقية أحياء الجنينه لتستمر طويلا.
واعتبر كرشوم أن غرب دارفور دفعت فاتورة الحرب مرتين، حيث كانت أولا مسرحا لصراع قبلي استمر لفترة طويلة جدا، وثانيا أنها كانت مسرحا للمواجهة العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع كقوتين متقاتلتين. واضاف: الحرب دفع فاتورتها أبناء وبنات غرب دارفور وفقدنا خلالها فيها أعداد كبيرة من سكان الولاية ومن الأطراف المتصارعة وتضرر الجميع، ففقد الناس نعمة الأمن والاستقرار مع توقف الخدمات لفترة طويلة جدا.


الام ومجتمع الجنينة:

واشار الوالي الى أنه برغم الحرب إلا أن الولاية شهدت مجهودات من الادارات الاهلية فضلا عن مبادرات مختلفة ومتواصلة لفترات طويلة لإنهاء الحرب. مشيرا لنجاح مبادرة “الأم” في توقيع اتفاقيتين لوقف الحرب بين الطرفين مما ساهم في تهدئة الأوضاع ومعالجة المشكلة، واضاف: مبادرتا “الأم ومجتمع الجنينه ” طلبا مني تولي مسؤولية إدارة الولاية بعد مقتل الوالي الأسبق خميس عبد الله أبكر ، وبعد قبولي تحمل المسؤولية كان تركيزي الأساسي هو الحفاظ علي الأمن والاستقرار وإعادة الحياة لطبيعتها، وقال: من أجل ذلك وضعنا خطة أمنية محكمة بالتنسيق مع القوات الموجودة خاصة الدعم السريع والخطة شملت مدينة الجنينة وبقية محليات الولاية وعززنا الخطة بدعم من اللجان المجتمعية في محلية الجنينة وبقية المحليات وقد ساهمت الخطة بصورة جلية في تحقيق الأمن والاستقرار .
وشدد كرشوم على أن أولوية المواطن هو الأمن مما جعلنا في الولاية نركز علي توفير الأمن بشكل أساسي وعبره تتم عمليات الاستقرار والتنمية وبقية الخدمات مما جعل لجنة الامن بالجنينة تضع خطة محكمة تعمل على تقديم الأمن بجميع محليات غرب دارفور حيث تمت من خلال خطة تحديد مواقع الهشاشة الأمنية حيث تم وضع ارتكازات بجانب وجود قوات متحركة مشكلة من قوات الدعم السريع وقوات الشرطة التي عادت للعمل بالولاية وذلك للتدخل السريع أثناء حدوث أي مشكلة، بالإضافة للقوة المساندة وهي جميعا قوات تسهم في الحفاظ على الأمن وتابع: اتخذنا قرارات لمحاربة الظواهر السالبة بينها الخمور والمخدرات وحمل السلاح في الأسواق وفي الأماكن العامة حيث تم تنفيذ تلك القرارات بواسطة القوات المشتركة. لافتا لاتخاذ قرار آخر يقضي بتحريك طوف وحظر التجوال في الفترة المسائية باعتبار أن الحركة ليلا تمثل مهدد أمني كما تم تحريك المجتمع عبر قطاعات منها الإدارة الأهلية والائمه والدعاة والأعيان لإدارة حوار مع المجتمع في المناطق المختلفة حول كيفية المحافظة على الأمن والاستقرار مما أسهم في الإستقرار وعموما الخطة التي وضعناها احرزت نتائج طيبة لأنها مدعومة من كل المجتمع لأن المجتمع رغبته تحقيق الأمن والاستقرار.


تكذيب أممي:

وشكك والي ولاية غرب دارفور في تقرير أممي تحدث عن مصرع “12” ألف قتيل بالولاية، ووصفه بغير الدقيق، وقال إنه لا يمكن أن يموت الالاف في غرب دارفور. مقرا في الوقت ذاته بحدوث وفيات بحكم ما شهدته الولاية من حروب سواء قبلية أو بين الجيش والدعم السريع.

وأعتبر كرشوم تقرير الامم المتحدة مبالغ فيه، مشددا على أن العدد المذكور غير صحيح واضاف: أعتقد أنه غير مبني على الواقع لذا ظللنا في غرب دارفور نطالب بلجان تحقيق مستقلة للتحقيق حول القتلى والتهجير القسري، منوها الى أهمية أن يكون الحديث عن الوضع في الولاية ذو مصداقية. مشيرا لوجود منظمات ومتطوعين ساهموا في رفع الجثامين، واضاف: القتلى يمثلون كل أطياف المجتمع فإذا جاءت لجنة مستقلة يمكن أن تصل الى العدد الحقيقي للضحايا.
وأعتبر كرشوم أن تقارير المنظمات يمكن أن تبنى على معلومات صادقة أو كاذبة، مشددا على أن ولايته لم تضع اي قيود على تحركات المنظمات الدولية بدليل وجود منظمات حاليا ، واضاف: بالتالي اذا كانت التقارير مبنية على معلومات هذه المنظمات الموجودة في الولاية فهي تقارير مبنية على حقيقة لكن إذا كانت معلومات التقارير من خارج الولاية فأعتقد أنها ستكون غير حقيقية وغير دقيقة.


تشخيص وحوارات:

وعن دوافع الصراع الحقيقية يقول كرشوم: إذا أردنا التحدث عن الصراع في غرب دارفور فالأمر يحتاج إلى جهة مستقلة للتحقيق في الصراع أما بالنسبة لنا فالصراع القبلي بغرب دارفور وكل ولايات دارفور هو صراع قديم متجدد ونعتقد ان الصراعات القبلية في دارفور صراعات “مفتعله” ونحن عرفنا من جدودنا أنهم مجتمع متعايش ومتماسك. وحتى عهد قريب لم نكن نعرف القبلية والعنصرية بدارفور لذا يحتاج الصراع للدراسة من أبناء دارفور والدولة السودانية بمؤسساتها لكي تضع حلول للصراعات المفتعلة، وبالنسبة لنا في ولاية غرب دارفور فنحن نسعى لمعالجة كل الإشكاليات التي حدثت في المجتمع لقناعتنا بأنه لا يوجد خيار سوى أن يتقبل بعضنا بعضا، مع وضع حلول جذرية لمشاكل المجتمع لتأسيس مستقبل افضل للأجيال بدون عنصرية وجهوية ونحن الآن نعمل على دارستها مع جهات متعددة، والآن أبناء الولاية يعملون على وضع حلول للصراع القبلي الذي حدث وكل الصراعات السابقة من أجل تفادي حدوثها في المستقبل فالجهود متواصلة حول وضع حد لهذا الصراع من خلال حوارات مستمرة مع أطراف عديدة.

الوضع الان.. رحلة التعافي:

واعتبر والي ولاية غرب دارفور أن ولايته تعافت بشكل كبير مقارنة مع الظروف التي مرت بها مسبقا، مشيرا الى أن بنات وأبناء غرب دارفور عملوا جميعا من أجل تحقيق التعايش السلمي، بين مجتمعات الولاية ومحاربة خطاب الكراهية والجهوية. مشددا على عزمهم المحافظة على الأمن والاستقرار وتحقيق التعايش السلمي بين مختلف المكونات المجتمعية. مشيرا الى أن الجنينة تعافت بفضل أبناء الولاية الذين اتفقوا على إنقاذها من الانهيار عبر جهود العاملين في مؤسسات الخدمة المدنية والمبادرات الشبابية لتحقيق استمرار خدمات الصحة والمياه والكهرباء رغم قلة الإمكانيات وتوقف الدعم المركزي، وأضاف: بعد نجاح الخطة الأمنية توجهنا نحو الخدمات خاصة الصحة والمياه والكهرباء لأنها كانت متوقفة تماما ومع هذا الوضع عملنا مع أبناء وبنات الولاية خاصة الموجودين في المؤسسات فجميعهم عملوا ليل نهار لإعادة الخدمات الضرورية وهي الصحة والكهرباء والمياه لأنها تمثل الأولوية للمجتمع.
وتابع: نحن خلال 9 أشهر لم نتلق ” فتيل دواء” كدعم من المؤسسات الاتحادية ورغم هذا تحمل المجتمع مسؤوليته عبر النفرات الشعبية ومساهمات الخيرين لتمضي الأمور بصورة جيدة. مشيرا الى استفادتهم من تجربة احداث الجنينة لذلك حدثت معالجات سريعة في منطقة اردمتا بعد المعركة بين الجيش والدعم السريع مما ساهم في استقرار الوضع الأمني وإعادة خدمات الكهرباء والمياه والصحة.

وكشف كرشوم عن وجود عودة طوعية للاجئين من منطقة أدري التشادية، مشيدا باستقبال السُلطات التشادية للاجئين السودانيين ومن بقية ولايات دارفور حيث قدمت لهم المساعدات الغذائية لهم. واضاف: الآن توجد عودة طوعية لإحياء مدينة الجنينة وللوحدات الإدارية بمنطقتي مورني وكريندق وهي عودة مستمرة من شأنها المساهمة في استقرار العائدين ورفع المعاناة عنهم بسبب افرازات اللجوء السلبية مرجعا أسباب عودتهم إلى الاستقرار الأمني بغرب دارفور. مشيرا الى قيام السلطات التشادية بفتح حدودها مع غرب دارفور، وأنه عبر الطريق دخلت السلع والبضائع. وقال: عندما بدأ الصراع في الخرطوم كنا “مهمومين” من إغلاق الطريق الشرقي لأننا أبعد ولاية غربية من الخرطوم لكن الآن أصبحنا نغذي ولايات دارفور الكبرى حتى كردفان بالسلع والوقود وجميع البضائع.

وابان كرشوم عن اطلاقهم نداء لكل المنظمات لأن الوضع الإنساني كان صعبا للغاية فكانت الولاية بحاجة للمساعدات، وفعلا استجابت منظمات العمل الإنساني سواء كانت المنظمات الدولية أو منظمات الأمم المتّحدة وقدمت مساعدات كبيرة للمجتمع خاصة العون الغذائي والصحة والمياه ومواد الايواء، واستدرك: لكنها لم تغط الحاجة لأن الجميع بالولاية محتاج لمساعدات بسبب افرازات الحرب فضلا عن عدم دخول اعداد كبيرة من النازحين في مظلة هذه المساعدات الاممية.

الجنينة: بلو نيوز الإخبارية ـ

كذب والي ولاية غرب دارفور، التجاني كرشوم، تقرير الأمم المتّحدة حول مقتل “”10 ألف شخصا بسبب الحرب بالولاية ووصفه بغير المبني من الواقع، مطالبا بإرسال فريق تحقيق مستقل لتقصي الأرقام الحقيقية من الواقع وليس من معلومات خارجية، مؤكدا حدوث وفيات لكنها ليست بهذا الحجم الكبير، وكشف كرشوم عن وصول أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين لمدينة الجنيية بفضل نجاح الخطة الأمنية المحكمة، وفتح تشاد لحدودها مع الولاية مما أسهم في رجوع اللاجئين السودانيين من معسكرات تشاد، بجانب دخول المنظمات الدولية العاملة في الجانب الإنساني حيث قدمت مواد إنسانية للمتضررين من الحرب متهما قوات الجيش ببدء الاشتباكات فيها مع الدعم السريع بمنطقة أردمتا

فاتورة الحرب مرتين:

وقال والي غرب دارفور التجاني كرشوم خلال لقاء صحفي مع وفد إعلامي بمدينة الجنينة، أن الولاية هي إحدى الولايات التي دفعت فاتورة الحرب مرتين فنكبتها الأولي كانت صراع قبلي أستمر لفترة طويلة جدا والنكبة الثانية كانت مواجهة عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع كقوتين متقاتلتين ونحن في غرب دارفور كحكومة قبل الأحداث الأخيرة وأنا كنت لحظتها نائبا للوالي وكان تفكيرنا وتركيزنا الأساسي هو عدم انتقال الصراع من الخرطوم إلى غرب دارفور لأننا نعرف أن انتقال الصراع للولاية سيفرز واقع إنساني صعب جدا لأننا نعرف أن للولاية ظروف خاصة مختلفة عن كل الولايات، لأنها ولاية بها هشاشة أمنية وتركيبه قبليه معقدة وصراع قبلي قديم ومتجدد بين بعض المكونات، لذا كنا حريصين لعدم انتقال الصراع للولاية وعملنا مع مكونات المجتمع بكل قطاعاته المختلفة الإدارة الأهلية ومبادرات الأئمة والدعاة من أجل سلامة غرب دارفور من الحرب التي يمر بها السودان، وكانت هناك مبادرة بأن نلتقي جميعا في ساحة تقع جنوب مستشفى الجنينة ونقوم جميعا بالاتجاه نحو أحياء مدينة الجنينه المختلفة ونتحرك إلى سوق الجنينة ونقول” لا للحرب” وحدد للقاء يوم 24 أبريل من العام الماضي وهذا الاتفاق تم ولحظتها كانت الحرب مستمرة في الخرطوم لمدة 9 أيام، وقبلها نحن كحكومة جلسنا مع أطراف الصراع الجيش والدعم السريع وطالبناهم بأن تلتزم كل قوة عسكرية بمواقعها وعدم التحرك حتي لا تحدث بينهما أي صدام، ومن المعروف في الجنينة أن الجيش يتواجد في شمال المدينة والدعم السريع في جنوب المدينة وخلال التسعة أيام الأولي التزم الطرفين بالتواصل في مواقعها ولم يتحرك اي طرف نحو الأخر، لاكن ما حدث أنه في نفس اليوم المحدد للاتقاء جميعا كأبناء ولاية في الساحة العامة جنوب مستشفى الجنينة تحركت قوة من الجيش من اردمتا وهي مكونه من 12 مركبة مسلحه واتجهت نحو مقرات الدعم السريع وحصل اشتباك بين الطرفين وذلك قبل نصف ساعة من التقاء أبناء وبنات غرب دارفور في الساحة جنوب المستشفى ليقول الجميع ” لا للحرب” ولحظتها تفاجئنا بصوت الذخيرة حيث علمنا بتحرك قوة من الجيش ووصلت قرب مكان الدعم السريع وحصلت الاشتباكات ومن هنا كانت بداية المعركة وبسرعة انتقلت الى لبقية أحياء الجنينه التي تسكنها القبائل العربية والمساليت بالتحديد أحياء الجبل وهي أحياء قريبه من بعضها و بينهما شارع 20 وبعدها استمرت الحرب لفترة طويلة جدا وبرغم الحرب كانت هناك مجهودات من الإدارة الأهلية ومبادرات مختلفة لإنهاء الحرب وعموما نقول ان الحرب دفع فاتورتها أبناء وبنات غرب دارفور وفقدنا خلالها فيها أعداد كبيرة من سكان الولاية ومن الأطراف المتصارعة وتضرر الجميع الحرب والناس فقدت نعمة الأمن والاستقرار مع توقف الخدمات لفترة طويلة جدا بعدها توالت واستمرت المبادرات متواصلة لفترة طويلة وأنا كنت ضمن المشاركين فيها لإنهاء الحرب بين الطرفين بغرب دارفور تابع : عموما جزء من تلك المبادرات نجحت خاصة مبادرة “الأم” في توقيع اتفاقيتين لوقف إنها بين الطرفين مما ساهم في تهدئة الأوضاع ومعالجة المشكلة وبصراحة بعد استمرار الأحداث بالبلاد نحن كنا موجودين ومواصلين في مجهوداتنا نحو رفع المعناة والمساهمة مع الآخرين لانتشال غرب دارفور من الظروف التي مرت بها وللحقيقية أن مبادرتي “الأم ومجتمع الجنينه” طلبا مني مسؤولية إدارة الولاية بعد مقتل الوالي الأسبق خميس عبد الله أبكر ولحظتها كان لي رأي في تحمل المسؤولية في ظل تلك الظروف الراهنة لأن البلد في حالة انهيار وكل شيء متوقف تماما وتحمل المسؤولية في هذا الوقت صعب لاكن عندما أصر علي مجتمع غرب دارفور لتحمل المسؤولية فمن أجلهم لبيت رغبتهم في تحمل المسؤولية ولحظتها كان تركيزي الأساسي هو الحفاظ علي الأمن والاستقرار وإعادة الحياة لطبيعتها من أجل ذلك وضعنا خطة أمنية محكمة بالتنسيق مع القوات الموجودة خاصة الدعم السريع والخطة شملت مدينة الجنينة وبقية محليات الولاية وعززنا الخطة بدعم من اللجان المجتمعية في محلية الجنينة وبقية المحليات وقد ساهمت الخطة بصورة جلية في تحقيق الأمن والاستقرار.

توقف الخدمات المياه:

وأضاف كرشوم بعد نجاح الخطة الأمنية توجهنا نحو الخدمات خاصة الصحة والمياه والكهرباء لأنها كانت متوقفة تماما ومع هذا الوضع عملنا مع أبناء وبنات الولاية خاصة الموجودين في المؤسسات فجميعهم عملوا ليل نهار لإعادة الخدمات الضرورية وهي الصحة والكهرباء والمياه لأنها تمثل الأولوية للمجتمع.

فتح الحدود:

عن فتح الحدود مع تشاد يقول كرشوم قمنا بعمليات تنسيق مع السلطات التشادية ولحظتها كان الطريق الشرقي مغلق تماما وقد قامت السلطات التشادية بفتح حدودها مع غرب دارفور وعبر الطريق دخلت السلع والبضائع، كما اطلقتا نداء لكل المنظمات لأن الوضع الإنساني كان صعبا للغاية فكانت الولاية بحاجة للمساعدات، وفعلا استجابت منظمات العمل الإنساني سواء كانت المنظمات الدولية أو منظمات الأمم المتّحدة وقدمت مساعدات كبيرة للمجتمع خاصة العون الغذائي والصحة والمياه ومواد الايواء.

التعايش السلمي:

وعن التعايش السلمي يشير كرشوم أن بنات وأبناء غرب دارفور عملوا جميعا من أجل تحقيق التعايش السلمي، بين مجتمعات الولاية ومحاربة خطاب الكراهية والجهوية لأنه كان السبب في حرب غرب دارفور وفي كل السودان ومن أجل وقد تحمل محاربته الشباب والمرأة ورجال الدين الإدارة والأهلية وذلك فى ظل ظروف صعبة وقاسية.

تعافي كبير:

وحول عمليات التعافي يقول كرشوم أن غرب دارفور تعافت بشكل كبير مقارنة مع الظروف التي مرت بها مسبقا ونحن ماضين من أجل المحافظة على الأمن والاستقرار وتحقيق التعايش السلمي بين مختلف المكونات المجتمعية واستمرار خدمات الصحة والمياه والكهرباء رغم قلة الإمكانيات وتوقف الدعم المركزي واقول نحن خلال 9 أشهر لم نتلقى ” فتيل دواء” كدعم من المؤسسات الاتحادية للولاية ورغم هذا تحمل المجتمع عبر النفرات الشعبية ومساهمات الخيرين ومضت الأمور بصورة جيدة، وتابع : بعدها حصلت مواجهة وهي المعركة المؤجلة بغرب دارفور بين الجيش والدعم السريع وهذه المعركة كانت في منطقة اردمتا وخلفت واقع إنساني صعب جدا لكن ” الكويس” هنا حصل تدخل سريع من المؤسسات وكل المبادرات وقد استفدنا من تجربة احداث الجنينة لذلك حصلت المعالجة في منطقة اردمتا بعد المعركة بين الجيش والدعم السريع فكانت المعالجات سريعة ساهمت في استقرار الوضع الأمني وإعادة خدمات الكهرباء والمياه والصحة وبعزيمة أبناء وبنات الولاية استقرت الأوضاع.

فجوة كبيرة:

وعن دور المنظمات يقول الوالي أن المنظمات الدولية بعد فتح الحدود تدخلت وساهمت في الجوانب الانسانية لكنها لم تغطي الحوجة والفجور الكبيرة لأن الجميع بالولاية محتاج لمساعدات بسبب افرازات الحرب ولفت الي أن خدمات المنظمات الدولية لم تشمل الاعداد الكبيرة من النازحين والعائدين لاكن هناك مباحثات جارية مع المنظمات الدولية ووكالات الامم المتحدة لإدراجهم خلال العام العام الجاري وتقديم العون لهم لأنهم لم يتلقوا مساعدات أسوة بالمتضررين الآخرين خلال العام الماضي.

لا قيود للمنظمات:

وحول تقارير المنظمات يقول كرشوم “أن أي تقرير ممكن ينبني علي معلومات صادقة أو كاذبة ونحن لم نعمل أي قيود حول تحرك المنظمات الدولية وقد فتحنا غرب دارفور لكل المنظمات بدون أي قيود للتحرك للمنظمات في الولاية والآن هناك منظمات موجودة بالولاية فإذا كانت تقرير المعلومات مبني من تلك المنظمات الموجودة بالولاية فنقول إنه تقرير مبني على حقيقة لاكن لو كانت معلومات التقرير من خارج الولاية فافتكر أنه سيكون غير حقيقي وغير دقيق داعيا الوفد الاعلامي لمقابلة المنظمات الدولية الموجودة التابعة للأمم المتحدة للمساع منها مباشرة لاكن الوضع بالنسبة خلاف ما ذكر وهذا ماورد في تقرير المنظمات الخارجية داعيا الوفد الإعلامي لمقابلة كافة المواطنين في كل المناطق ومن كل المكونات المجتمعية للسماع منهم لعمل مقارنه ما بين ما تذكره التقارير لأن وظيفة الإعلام هي تبين الحقائق ولو أدوار كبيرة في تدوين الحقائق”.

تحقيق دولي مستقل:

وعن دوافع الصراع الحقيقية يقول كرشوم:

اولا: نحن اذا أردنا التحدث عن الصراع في غرب دارفور فيحتاج الأمر إلى جهة مستقلة للتحقيق في الصراع أما بالنسبة لنا فالصراع القبلي بغرب دارفور وكل ولايات دارفور هو صراع قديم متجدد ونحن نفتكر أن الصراعات القبلية في دارفور هي صراعات “مفتعله” ونحن عرفنا من جدودنا أنهم مجتمع متعايش ومتماسك وكذلك في العهد القريب لم نكن نعرف القبلية والعنصرية بدارفور لذا يحتاج الصراع من أبناء دارفور والدولة السودانية بمؤسساتها للدراسة لكي تضع حلول للصراعات المفتعلة، وبالنسبة لنا بولاية غرب دارفور فنحن ساعين في معالجة كل الإشكاليات التي حدثت في المجتمع لقناعتنا في أنه لا يوجد خيار سوي أن يتقبل البعض البعض، مع وضع حلول جذرية لمشاكل المجتمع لتأسيس مستقبل افضل للأجيال بدون عنصرية وجهوية ونحن الآن نعمل علي دارستها مع جهات متعددة والآن أبناء الولاية يعملون على وضع حلول للصراع القبلي الذي حدث وكل الصراعات السابقة من أجل تفادي حدوثها في المستقبل فالجهود متواصلة حول وضع حد لهذا الصراع من خلال حوارات مستمرة مع أطراف عديدة.

تقرير الأمم المتحدة غير دقيق:

وكذب كرشوم تقرير الامم المتحدة حول مصرع 12 الف قتيل بغرب دارفور؟ قائلا أنه تقرير غير دقيق وغير صحيح موضحا انه لا يمكن أن يموت الآلاف بغرب دارفور، ولكنه أقر في نفس الوقت بحدود وفيات حيث شهدت الولاية حرب قبيلة وأخري بين الجيش والدعم السريع ومن الطبيعي حدوث وفيات وتابع التقرير الأمم المتحدة به مبالغة فليس العدد المذكور صحيح لأنني اعتقد أنه غير مبني من الواقع لذا نحن ظللنا بغرب دارفور نطالب بلدان تحقيق مستقلة للتحقيق عن الوضع حول القتلى والتهجير القسري لذا نريد أن يكون الحديث ذو مصداقية عن الولاية مشيرا لوجود منظمات ومتطوعين ساهموا في رفع الجثامين حيث أن القتلى يمثلون كل أطياف المجتمع فلو أتت لجنة مستقلة يمكن أن تصل الي العدد الحقيقي من الضحايا.

عودة طوعية للاجئين والنازحين:

وكشف كرشوم عن وجود عودة طوعية للاجئين من منطقة أدري التشادية مشيدا باستقبال السُلطات التشادية للاجئين السودانيين ومن بقية ولايات دارفور حيث قدمت لهم المساعدات الغذائية لهم وزاد: الآن توجد عودة طوعية لإحياء مدينة الجنينة وهنالك عودة طوعية كثيره جدا للوحدات الإدارية بمنطقتي مورني وكريندق وهي عودة مستمرة من شأنها المساهمة في استقرار العائدين ورفع المعاناة عنهم بسبب افرازات اللجوء السلبية مرجعا أسباب عودتهم إلى الاستقرار الأمني بغرب دارفور

تعافي الجنينة:

يضيف كرشوم أن الجنينة حصل فيها تعافي بفضل أبناء الولاية حيث اتفق الجميع علي إنقاذ الجنينة من الانهيار عبر جهود العاملين في مؤسسات الخدمة المدنية والمبادرات الشبابية حيث أسهم العمل الجماعي في عملية التعافي من خلال خدمات المياه والصحة والكهرباء وهم يعملون لمدة تسعة أشهر بدون مقابل مالي ولازالوا يعملون في ظل عدم وجود أي دعم مالي من المركز لافتا لوجود احتياطي من الوقود أسهم في تشغيل الكهرباء متوقعا انتهاء الوقود قريبا.

خدمات الصحة:

وفي مجال الصحة نبه كرشوم لمساعدة المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات المحلية التي تحملت معنا المسؤولية ولا زالت خدمات الصحة والكهرباء مستمرات وهناك دعم اخر من خلال النفرة الشعبية التي ساهمت في استمرار الخدمات مؤكدا عدم وجود أي مساعدات من الدولة تجاه مواطني غرب دارفور ونحن نأمل المساعدة والدعم من أصدقاء السودان من أجل مواصلة تقديم الدعم لضمان مواصلة استمرار الخدمات.

محكمة طوارئ وطوف ليلي:

ووفق ما تمر به الدولة السودانية بحسب كرشوم فأولوية المواطن هو الأمن مما جعلنا في الولاية نركز علي توفير الأمن بشكل أساسي وعبره تتم عمليات الاستقرار والتنمية وبقية الخدمات مما جعل لجنة الامن بالجنينة تضع خطة محكمة تعمل على تقديم الأمن بجميع محليات غرب دارفور حيث تمت من خلال خطة تحديد مواقع الهشاشة الأمنية حيث تم وضع ارتكازات في مناطق الهشاشة بجانب وجود قوات متحركة مشكلة من قوات الدعم السريع وقوات الشرطة التي عادت للعمل بالولاية وذلك للتدخل السريع أثناء حدوث أي مشكلة بالإضافة للقوة المساندة وهي جميعا قوات تسهم في الحفاظ على الأمن وتابع: اتخذنا قرارات لمحاربة الظواهر السالبة بينها الخمور والمخدرات وحمل السلاح في الأسواق وفي الأماكن العامة حيث تم تنفيذ تلك القرارات بواسطة القوات المشتركة لافتا لاتخاذ قرار آخر يقضي بتحريك طوف وحظر التجوال في الفترة المسائية باعتبار أن الحركة ليلا تمثل مهدد أمني كما تم تحريك المجتمع عبر قطاعات منها الإدارة الأهلية والائمه والدعاة والأعيان لإدارة حوار مع المجتمع في المناطق المختلفة حول كيفية المحافظة على الأمن والاستقرار مما أسهم في الاستقرار وعموما الخطة التي وضعناها احرزت نتائج طيبة لأنها مدعومة من كل المجتمع لأن المجتمع رغبته تحقيق الأمن والاستقرار، مضيفا أن سلطات غرب دارفور تعالمت بحسم تجاه تنفيذ بنود الخطة الأمنية وتم القبض علي المخالفين وتنفيذ الأحكام في مواجهة المقبوض عليهم في محكمة الطوارئ التي يوجد بها قاضي وأعضاء وهي محكمة تنظر في جريمة أو أي شخصا ارتكب جريمة فيتم محاسبته وفقا للقانون.

علاقات منافع مع تشاد:

وحول مستوي العلاقة بين غرب دارفور وتشاد وصفها كرشوم بأنها علاقة أخوية وقوية جدا قائلا نحن شعب واحد في دولتين وعدها علاقة مبنية على تبادل المصالح والمنافع وبعد أحداث النزاع الحالي في السودان فالحكومة التشادية اتخذت قرار واغلقت الحدود وهي خطوة بالنسبة لنا مبررة لأن انتقال التحديات الأمنية إلي تشاد قد تصاحبها مشاكل كثيره، لذا نحن في غرب دارفور سعينا لمعالجة كل المشاكل في الحدود بإزالة كل المهددات الأمنية واصبحت الاوضاع آمنة من أجل فتح الحدود مع تشاد وبناء علي الترتيبات التي وضعناها في الحدود التي تبلغ مساحتها 750 كلم ونحن في غرب لدينا 7 محليات لها حدود مع تشاد باستثناء محلية كريندنق ،وبعد الإجراءات الأمنية للسطات بغرب دارفور قامت السُلطات التشادية بفتح جميع الحدود والتي كانت مكسبا كبير جدا وعبرها وصلت السلع الضرورية كلها عبر الحدود دخل الوقود والمنظمات التي ساعدت المجتمع.

نغذي دارفور وكردفان بالسلع:

وتابع كرشوم نحن عندما بدأ الصراع في الخرطوم كنا “مهمومين” من إغلاق الطريق الشرقي لأننا أبعد ولاية غربية من الخرطوم مسافة وعندما فتح الطريق الغربي والآن أصبحنا نغذي ولايات دارفور الكبري حتى كردفان بالسلع والقود وجميع البضائع مشيرا لوجود تنسيق كبير جدا في كل القضايا الاجتماعية والأمنية والتجارية ونحن نفكر في حوار مشترك مع الولايات المجاورة لغرب دارفور من أجل تطوير العلاقات المشتركة لجعل الحدود آمنه مع تلك الولايات ومع حدود غرب دارفور مع تشاد بهدف تبادل المصالح والمنافع.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *