السماني بشير يكتب: عندما يكون عمر الجيش اكبر من عمر الدولة .!!

96

الوضعية الطبيعية للجيوش تاتي من أهميتها كاداة تحتكر العنف الشرعي و تحمي الشعب و الارض وبالتالي قرار تأسيسها وبنائها قراراً يرتبط بوجود الدولة وسيادتها ..

ففي حالة ان يكون عمر الجيش اكبر من عمر الدولة هذا خلل بنيوي و أخلاقي لأنه جزء من عهدي( الاستعمار والاستقلال) ولم يقاوم المستعمر حينذاك بل كان مساعداً له و متعلماً منه الكثير من السياسة “عقلية الاستتباع” و القليل من الجندية التي لا تتجاوز حدود حماية السلطة .

بالأمس كنت اشرح لمتقاعد فرنسي حدثني عن تجربته كجندي فرنسي عمل في عدد من القواعد الفرنسية بافريقيا…

كان متشوقاً لفهم ما يحدث بالسودان ..!!؟

شرحت له طرفي الحرب . ما أن بدأت له بخلفيه عن الجيش السوداني قاطعني بعدد من الأسئلة.. ثم لحقها بتعليق …؟؟

“غريب أمركم دولة عمر المستقل أصغر من عمر جيشها ولا يسأل الناس أين كان جيشها حينما كانت تحت قبضة الإستثمار هل هذا طبيعي …”

ثم اردف تعليق آخر مقارباً الوضعية ذاتها بنماذج أفريقية اخري

قال “كانت قواعدنا الفرنسية تتعاون مع عدد من الجيوش بافريقيا وجميعها تأسست بعد تأسيس وبناء الدولة وكان قادة تلك الدول هم من قاموا ببناء جيشها فكيف تفتخرون بدولة مستقله و لم يقود جيشها اي معركة ضد من استعمرها أين كان هذا الجيش عندما كان السودان مستعمراً من بريطانيا هل كان متمردا بالغابات و الجبال وسهول أفريقيا.. ”

حاولت الإجابة مستخدماً المنهج “البلبوسي” وضعت الرد علي سؤاله بكذبه منهجية لغلق هذا النقاش لأن استمراره سيهدد امتيازاتي ..!!

ثم هرب ضميري من حقائق المسكوت عنه وقال لي اهرب من هذا

يا وقح هذا النقاش ليس لك فيه مصلحة .. وقل له .. نحن حضارة عمرها سبعة الف سنه ..

الخلاصة ..!

ستظل العيوب البنيوية تنتج ازماتها في الدولة ولن تتوفر عوامل الاستقرار و يتحقق السلام و الأداة المحتكرة للعنف(الجيش) لا يمتلك الشعب شهادة ميلاده وقرار تأسيسه..

تولد الشعوب جيشها في أول ليله من عمر تحررها غير ذلك استثنثاء فقط إذا لم يتعرضوا للاستعمار

الجيش الذي يتقاطع عمره بين حقبتين من

حقبة الاستعمار.

حقبة الاستقلال هو جيش يحمل في جيناته خلل بنيوي للدولة نفسها ويصبح عطبها الذي لا يعالجه الإصلاح بل التأسيس و البناء .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *